الوضع المظلم
السبت ١١ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
قتل وتعذيب واعتقال.. ممارسات تركيا وحلفائها في عفرين
قتل وتعذيب واعتقال ممارسات تركيا وحلفائها في عفرين

باتت السياسات التركية واضحة تجاه المكونات السورية المختلفة وبالتزامن مع استغلال ملف اللاجئين السوريين في تركيا، وسيطرة قواتها وحلفائها من السوريين على عفرين وطرد أغلب سكانها وممارسة كافة الانتهاكات بحق من بقيوا فيها.


لم يعد يخفى على أحد مدى تساهل الحكومة التركية المسيطرة على مدينة عفرين مع قوات المعارضة السورية المتحالفة معها، تجاه ممارستهم لانتهاكات مختلفة بحق قاطنيها من السكان الأصليين، هذا وقتل محمد حنيف حسين 30 عاماً الملقب بحمادة، أب لأربعة أطفال من قرية بليلكو بناحية راجو، عصر الإثنين 9 أيلول 2019، في مشفى عفرين، بعد اعتقاله بتاريخ 30 آب، حيث تبين من خلال مقطع فيديو مصوّر لجثمانه ومنشور على صفحات التواصل الاجتماعي أنه تعرض لتعذيبٍ شديد، وقد اعترف رئيس مخفر راجو للشرطة المدعو النقيب أبو شهاب أمام شهود من أهل المنطقة، أنه أبرح المغدور ضرباً لأنه كان مشاركاً مع وحدات حماية الشعب في معارك عين دقنة، التي قُتل فيها عشرات من عناصر الجيش الحرّ، كتهمة ملفقة له، علماً أن المغدور شخص مدني ولم يُشارك الإدارة الذاتية السابقة في أية أعمال، مدنية كانت أم عسكرية.


كما اُعتقل شقيق المغدور أيضاً المواطن صلاح حنيف حسين بتاريخ 28 آب، وكان قد اُعتقل منذ حوالي 25 يوماً المواطنين الشقيقان مصطفى 23 عاماً، ورشيد محمد حمادة 25 عاماً، اللذين اعتقلا مدة شهر منذ عام ودفعا غرامة مالية مئة ألف ليرة سورية عن كل واحد، فيما تواردت أنباء عن اعتقال المواطنين علي حسين، ومحمد حسين من نفس القرية، وجميعهم مجهولي المصير.


ومن جانب آخر توفي المواطن محمد حسن وقاص مواليد 1958 بقرية تللف، نتيجة إصابته بجلطة دماغية، يرجح أنه تعرض للتعذيب بعد الإفراج عنه وعن زوجته بحوالي أسبوعين من اعتقالهما مع نجليهما أواسط تموز 2019، حيث سُرقت سيارته ولايزال ولديه معتقلان ومجهولي المصير.


كما تقوم الميليشيات التي تسيطر على ناحية شيخ الحديد، سليمان شاه، والتي يترأسه ما يسمى بأبو عمشة، ببيع المياه المتدفقة بشكل طبيعي من ينابيع كليسيه وشيه للفلاحين مقابل مبلغ مادي 15 ألف ليرة سورية عن كل ليلة ري لكل حقل بستان أو زيتون في قرية قرمتلق ومركز ناحية شيخ الحديد، حيث يُعفى من تم توطينهم وتسكينهم في منازل السكان الأصليين عنوة عن الدفع، كما استولوا على حوالي 30 دونم من أراضي قرمتلق ويزرعونها لصالحهم. فيما يتم فرض أتاوى على محصول الزيتون الأخضر في ناحية شيه، في حين بدأت سرقات ثمار الزيتون في عموم منطقة عفرين بشكلٍ ملفت.


من جانب آخر تم اختطاف المواطن الشاب عماد جاسم برفقة مئة رأس ماشية في قرية برج عبدالو منذ 7 أيلول، و لا يزال مجهول المصير، بجانب اعتقالات مستمرة في ناحيتي شيخ الحديد، وراجو، وبلبله، ومعبطلي، والقرى المحيطة بها.


كما تعرضت بلدة كفرصفرة، يوم الثلاثاء 10 أيلول، لحملة اعتقالات من قبل ميليشيا لواء سمرقند، ترافقت بمصادرة الهواتف النقالة وبالضرب وإطلاق الرصاص، ما أدى إلى إصابة أربعة مدنيين من النساء واراجل برضوض وجروح مختلفة، وهم "خليل خليل مراد، خورشيد محمد محمود، حنان علوش شيخو، محمد برمجة، لالش عبد الرحمن برمجة، خليل محمد برمجة الذي تم بتر اصبعه نتيجة الإصابة بالرصاص"، أما النساء فهن "دلشان كوجر زوجة عبد الرحمن برمجة، زلوخ حسين", وسبب الاعتقال والتعذيب يعود إلى محاولة عناصر إحدى الفصائل أخذ مواد محروقة من محل أحد المعتقلين بدون مقابل مادي، ورفض صاحب المحل ذلك.


كما وقعت يوم الأثنين 9 أيلول، اشتباكات عنيفة بين ميليشيات جيش الإسلام والسلطان مراد وسط مدينة عفرين، بالقرب من مبنى المجمع التربوي السابق، أثارت فزعاً بين الأهالي؛ وقبيل ظهيرة يوم الجمعة 13 أيلول، انفجرت سيارة مفخخة في شارع فرعي- سنتر لقمان شارع معاوية سابقاً وسط مدينة عفرين، أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في واجهات المباني والمحلات وضحايا قتلى وجرحى لم نتمكن من إحصائهم، حيث نُشر مقطع فيديو يبين فداحة التفجير ووقوع الضحايا. وبُعيد الانفجار سقطت قذيفتا هاون، الأولى أدت إلى احتراق سيارة سوزوكي وجرح البعض، والثانية أدت إلى أضرار كبيرة فيه وإصابة طفلين بجروح، وأفاد شهود عيان أن القذيفتين قد أُطلقتا من القاعدة العسكرية التركية في قرية تللف- طريق جنديرس، لتتهم تركيا وحدات حماية الشعب بإطلاقها وتُشوه سمعتها وتُأجج الفوضى وتنشر الرعب بين الأهالي.


ومن جانبٍ آخر أصدر مدير التربية، المجلس المحلي في جنديرس قراراً بتاريخ 1/9/2019، تضمن فصل 24 معلم مدرسة دون بيان الأسباب، يُرجح الأهالي ومعظم المتضررين أن خلفية القرار هو تضييق فرص العمل أمام سكان المنطقة الأصليين، ومنحها للذين يتم تسكينهم في منازل المدنيين عنوة، خاصةً بعد تدفق النازحين الجدد، كما أن هناك محاولات تحريض وتشويه متواصلة ضد المدرسين والموظفين من أهالي المنطقة.

هذا وتحاول السلطات التركية بدفع الفصائل بارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق المدنيين والسكان الأصليين للمنطقة، لتهجيرهم ودفعهم إلى الهروب منها، وتفريغ المنطقة من الكرد السوريين.


ليفانت | مكتب عفرين الاعلامي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!