الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • نظام الأسد .. تأسيس دولة بالإعلام داخل الدولة

نظام الأسد .. تأسيس دولة بالإعلام داخل الدولة
نظام الأسد .. تأسيس دولة بالإعلام داخل الدولة

بعد صدور قانون إحداث وزارة الإعلام الجديدة والتي من المفترض أن تحل محل الوزارة السابقة، بدأت الحكومة السورية في اتخاذ خطوات غير مفهومة بالنسبة للجمهور السوري. خلال الفترة التي تلت لقاء رئيس النظام بشار الأسد مع بعض الفنانين والإعلاميين، تلقت وزارة الإعلام مؤخرًا موافقة مبدئية من رئاسة مجلس الوزراء بشأن إنشاء شركة مساهمة جديدة.

وفقًا لبيان صادر عن جلسة مجلس الوزراء، ستكون الشركة المقترحة تحت اسم "الشركة السورية للإعلام"، وتهدف إلى تطوير العمل الإعلامي وتعزيز قدرة الإعلام الوطني على المنافسة، بالإضافة إلى إطلاق قنوات تلفزيونية وتقديم خدمات البث التلفزيوني الرقمي، دون ذكر تفاصيل إضافية.

وفي إطار القانون رقم 19 لعام 2024 الذي أنشأ الوزارة الجديدة، يتضمن دورها التعاون مع القطاعين العام والخاص للاستثمار في قطاع الإعلام والإنتاج الدرامي والأفلام الوثائقية وفقًا للقوانين والأنظمة السارية.

ووفقًا لرابطة المحامين السوريين الأحرار، يتضمن القانون الجديد توسيع صلاحيات الوزارة، حيث يشير إلى تشكيل لجنة للعمل الدرامي برئاسة معاون الوزير المختص، واختيار أعضائها من الجهات المعنية بالإنتاج الدرامي والتلفزيوني والأفلام الوثائقية والسينمائية التلفزيونية في القطاع العام والاتحادات والنقابات.

يبدو أن قانون الوزارة الجديد فتح الباب أمام إنشاء الشركة المذكورة، والتي قد تستفيد من القانون رقم 5 الصادر عام 2016 والذي يتيح التشاركية بين القطاعين العام والخاص، مع التركيز على تحقيق الأرباح وفقًا للقوانين والأنظمة المعمول بها.

يستند هذا الإطار أيضًا إلى القانون رقم 3 للعام الجاري الذي يتعلق بإنشاء وحوكمة وإدارة الشركات المساهمة العمومية والشركات المشتركة، مما يشير إلى أن الغاية الأساسية للتشاركية هي تحقيق الأرباح وتعزيز الاقتصاد المحلي.

اقرأ المزيد: غارة جوية إسرائيلية على دمشق .. تسفر عن إصابة 8 عسكريين

بحسب المصادر، يتيح هذا التوجه للنظام بأن يضمن سيطرته على كل قطاعات الدولة من خارج الجهاز الرسمي للدولة عبر شخوص تشارك في تلك الشركات بحصص ضخمة، ويبقى بذلك مستفيداً من القطاعات الضخمة حتى لو ترك الحكم، حيث يأتي هذا التوجه مع حديث حول نية فصل كل حزب البعث عن مفاصل الدولة ومؤسساتها ووزاراتها.

 

إحدى الشخصيات الإعلامية المصرية قامت بتشبيه تأسيس الشركة السورية للإعلام بإنشاء شركة المتحدة للإعلام في مصر عام 2016. في مصر، كان الهدف من وراء تأسيس هذه الشركة هو السيطرة على وسائل الإعلام الحالية والمستقبلية، حيث كان هناك عدد كبير من الوسائل الخاصة في الساحة الإعلامية المصرية، وجاءت الشركة لتجمع هذه الكيانات الإعلامية تحت سيطرتها. بينما في سوريا، من المتوقع أن تكون العملية عكسية، لكن نتائجها ستكون مشابهة.

وفقًا لتصريحات الإعلامي المصري الذي فضل عدم ذكر اسمه، من المتوقع أن تسيطر الشركة السورية للإعلام على القليل من الوسائل الإعلامية الخاصة التي تسيطر عليها حاليًا أشخاص مرتبطون بالنظام أو شركات مثل سيريتل. الهدف الرئيسي للشركة الجديدة سيكون الحصول على نصيب من أي وسيلة إعلامية أو إنتاج تلفزيوني مستقبلي، بالإضافة إلى التحكم في المشاريع الضخمة والمربحة. من المتوقع أيضًا أن تتمتع الشركة بنفوذ كبير في صياغة القوانين وفقًا لمصلحتها، بطريقة مشابهة للتجربة المصرية.

في مصر، تسيطر شركة المتحدة للإعلام على جميع وسائل الإعلام الرئيسية وإنتاج الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية. ووفقًا للإعلامي المصري، تمت سيطرة هذه الشركة على وسائل الإعلام والإنتاج التلفزيوني والسينمائي بالإكراه باستخدام سلطة الدولة.


المصدر: تلفزيون سوريا 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!