الوضع المظلم
الأحد ٠٥ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • مشاركة المرأة من أجل التغيير في إدلب..خطوة نحو التمكين

مشاركة المرأة من أجل التغيير في إدلب..خطوة نحو التمكين
مشاركة المرأة من أجل التغيير في إدلب..خطوة نحو التمكين

نور مارتيني



أطلق فريق المجد التطوعي مشروعاً ضمن فعاليات تمكين المرأة سياسياً، ويحمل المشروع اسم" مشاركة المرأة من أجل التغيير"، حيث يهدف المشروع إلى تمكين 48 سيدة ممن يقمن في منطقة إدلب سياسياً، بحيث يصبحن قادرات على المشاركة في صنع القرار.



وتأتي أهمية المشروع كونه يتمّ على أرض إدلب، التي تصنّف على أنها الأخطر عالمياً، سيما وأنّ المشروع يطرح واحداً من أهمّ المفاهيم المدنية، والمتعلّق بالحراك النسوي، في ظلّ هيمنة الفصائل المتشدّدة على المنطقة.


وجرى تنفيذ مشروع مشاركة المرأة من أجل التغيير في مدينتي إدلب ومعرتمصرين، وهو عبارة عن ورشات تدريبية، طرحت فيها مفاهيم الكوتا، والدولة المدنية، ويتميّز بأنّه مقدّم لنساء المنطقة، ويعالج قضايا تهدف إلى إشراك المرأة في العملية السياسية، وهو ما يفتقر إليه الحراك النساء عموماً، وفي المناطق التي تهيمن عليها التنظيمات الإسلامية المتطرّفة على وجه الخصوص.


اقرأ المزيد: مرصد السوري: شهداء نتيجة قصف على عفرين


حول أهمية هذا المشروع، يقول سامر بلشة، مدرّب مشروع الكوتا، المموّل من قبل معهد الحرب والسلام البريطاني، لليفانت: "يهدف المشروع بتقديم التدريب حول مفاهيم الكوتا والمحاصصة النسائية، وذلك من أجل خلق توازن في التمثيل السياسي بين النساء والرجال"ولفت "بلشة" إلى أنّ "المشروع هو عبارة عن تجربة فريدة في مناطق الشمال السوري الخارج عن سيطرة النظام، ويرمي إلى تعزيز قيم المواطنة والديمقراطية والمساواة في المجتمع وذلك من خلال إشراك النساء بالعملية السياسية"؟



وحول ضرورة هذا النوع من التدريبات، قالت المتدرّبة ضحى صادق، وهي إحدى ناشطات المجتمع المدني في إدلب: " بالنسبة لي كان التدريب مثمراً للغاية، خاصة وأنّه يهدف إلى تعزيز المشاركة النسائية في صنع القرار السياسي، وتعزيز دورها المجتمعي لتقوم بالدور المنوط بها، وتساهم في إعادة تشكيل هذا المجتمع".

وركّزت "صادق" على ضرورة هذا النوع من التأهيل للمجتمع بشكل كامل، وموضحة أنّ "سنوات الحرب في سوريا حمّلت النساء القدر الأكبر من المسؤولية، ووضعتها أمام امتحان صعب في تدبّر شؤون حياتها، سيما وأنّها عرضة بشكل دائم لمواجهة فقد مساندة الذكور من حولها، بسبب موت الزوج أو الابن أو الأب، ولهذا ينبغي منحها هامشاً أكبر من الحرية والفعالية لتكون قادرة على مواجهة هذه التحديات".


https://www.youtube.com/watch?v=QyPRiho7MVw&feature=youtu.be


فيما أدلت مساعدة منسق مشروع الكوتا النسائية حسناء دحنون بشهادة لـ"ليفانت قالت فيها: " قمنا بحمل مناصرة امتدّت على سبعة أسابيع، تحمل اسم مشاركة المرأة من أجل التغيير، وتهدف هذه الحملة إلى مواصلة توعية النساء وتمكينهن من قيادة التغيير في السياسات والقانون، واستهدفت الحملة أعضاء مؤثرين في المجتمعات التي ينتمون إليها" وحول آلية التنفيذ قالت دحنون "تم ذلك من خلال مناقشات طاولة مستديرة لمفاهيم الكوتا والمحاصصة، وقام المشاركون بإعداد عريضة وتوصيات ختامية، وجرت مناقشة هذه التوصيات ضمن منتديات ليصار إلى دعوة مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني لمادة تدريبية مدّتها ستة أيام".


اقرأ المزيد: اللغة كأداة ثورية..عبارات ومفردات خالدة


ولفتت "دحنون" إلى أنّ "نساء هذه المنطقة بأمسّ الحاجة لهذا النوع من الأنشطة في ظلّ سيادة العسكرة، ما يجعل النساء بحاجة للسلطة المدنية لتعزيز تواجدهن" .


كما أفاد مدرّب المشروع بأنّ لمدرب إلى أن “الهدف ضمن الخطة هو الوصول لـ 108 سيدات ضمن الورشات التدريبية، لكن الإقبال على المشروع تجاوز الهدف المخطط له، ما يدل على تنامي الوعي لدى المرأة السورية ورغبتها الحقيقية في تعلم التمكُّن السياسي وأن تأخذ دورها الحقيقي في قيادة المجتمع".


يأتي هذا النشاط بالتزامن مع عيد المرأة وفي الذكرى التاسعة للثورة السورية، ليبرهن مرّة جديدة على أنّ الثورة في سوريا ما تزال مستمرة حتى تحصيل كل الأهداف التي انطلقت من أجلها، وعلى رأسها إقامة دولة مدنية تضمن للنساء حقوقهن وتمنحهن الهامش المطلوب لقيادة مجتمعاتهن.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!