الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
كورونا ميليشيا إيران الجديدة في العراق والمنطقة
كورونا ميليشيا إيران الجديدة في العراق والمنطقة

بعد أكتشاف على الأقل 18 حالة مصابة بفيروس الكورونا في إيران وفقدان 4 أشخاص لحياتهم ومعظم حالات الإصابة كشفت عنها في مدينة قم الإيرانية، السلطات الإيرانية وبعد موجة إنتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي كشفت عن احتمالية انتشار المرض في كافة أرجاء البلاد وتكاسلها في أحتواء الأمر والإعلان عن 18 حالة فقط وما خفي أعظم، خاصة وإن الانتخابات التشريعية بدأت في البلاد ووجدوا بإن الإعلان عن حالات المرض المدمر سوف يثبط المواطنين من التوجه لصناديق الاقتراع.


خطورة الأمر لن تتوقف في إيران بل ستنتقل إلى الدول المجاورة لها وخاصة العراق التي تربطها حدود بطول 1458 كم كما حجم العلاقات التجارية وخاصة البضائع المستوردة من إيران إلى العراق عبر المنافذ الحدودية التي تربطهما ببعض، ولأن العراق يعتبر سوق كبيرة لجميع المنتجات الإيرانية وعاصمتها الإقتصادية فلن يكون الأمر مجدياً بإغلاق تلك المعابر أمام التجارة والبشر، فمن اخفى الأمر ببساطة عن شعبه لتمرير سياسته في البطش بالبلاد والعباد، فلن تهمه الجيرة ولن تغلق باب الذهب أمام إقتصادها حتى لو أمرت السلطات في بغداد بإغلاق تلك المنافذ فإن إيران هي التي تأمر فعلياً باتخاذ هكذا إجراءات، خاصة وإنها تمر بظروف اقتصادية صعبة بعد الحجم الهائل من العقوبات الاقتصادية الأمريكية عليها ويبقى العراق السوق الشبه الوحيدة لتلك المنتجات.


من البديهي الشعور بالخوف من تحول إيران إلى بؤرة ثانية، حيث سارعت السلطات بالكشف في نشر تعرضها للوباء عبر القنوات الرسمية الحكومية ولكن كم تأخر أمر إعلانها فتلك هي المصيبة، فحركة التجارة والزوار بين العراق وإيران الشبه اليومية عدا عن المناسبات الدينية إن حصلت قبل إعلان إيران عن الوباء فهي كارثة تجيط بالعراق، لإن إجراءات الكشف عن الزوار كانت مختصرة في المطارات وعلى الأشخاص القادمون من الصين بؤرة كورونا، العدد والعدة إذاً لدى السلطات العراقية للكشف عنها وحجمها الهائل، تعتبر نقطة حرجة للشعب العراقي الذي لم ينعم بالسلم منذ أعوام بالإضافة إلى الفقر في المعدات الطبية وأجهزتها وأدويتها غير الخاضعة للرقابة بالشكل المطلوب.


كوردستان العراق لن تكون بأمان


ربما يكون إقليم كوردستان العراق أقل عرضة للوباء ولكن تطبق حالة العراق ومنافذها الحدودية مع إيران على إقليم كوردستان أيضاً، فحجم التجارة من إيران إلى إقليم كوردستان ليست بقليلة كذلك عدد الزيارات من وإلى الإقليم تجعلها في مرمى الوباء، وكما ذكرنا سابقاً تأخر إعلان إيران عن إنتشار الفيروس سوف تضع الحكومة الكوردية أمام تحديات أكبر وأكبر، فعليها مراجعة السجلات اليومية لعدد الزوار قبل 10 أيام من إعلان إيران عن الفيروس وأخضاعهم للكشف الطبي، بالطبع سوف يكون الأمر شبه مستحيل لنقص الكوادر الطبية المتمرسة وانتشار المسافرين إلى أماكن عدة في الإقليم واختلاطهم بالناس، وكون أعراض فيروس كورونا مشابهة جداً لحالات الزكام والرشح فلن يبال الزائرون للأمر كونهم كانوا في زيارة لدولة خالية من الفيروس كما أن الشتاء في المنطقة تنفي كلياً أمر الوباء.


القرى الحدودية المنتشرة على طول الخط الحدودي سوف تلعب دوراً أكبر لزيارة الضيف غير المرغوب عالمياً، المناطق النائية في عموم البلدان لديهم ثقافة ووعي بسيطين وفيها العدد القليل من المراكز الصحية، عدا كونها مناطق موروثها الاجتماعي متجذر ولا يقبلوا بأوامر السلطات بعدم استقبال الضيوف من خارج الحدود، إذا هناك تحدي أكبر وهي عملية إقناع بأن الأمر خطير ويتجاوز أمر المبادئ والقيم.


أخيراً هي مساهمة النشاط التجاري اللاقانوني في المناطق الحدودية ونشاط المجموعات الذين يقومون بعمليات تهريب المواد والبشر تهرباً من الضرائب أو سوء الأوضاع في فتح نافذة كبيرة لمرور الفايروس بسهولة إلى القرى الحدودية ومنها إلى التجمعات البشرية الكبيرة نتيجة عمليات التنقل بين تلك المناطق، فهو أيضاً يعتبر من التحديات التي لا يمكن مواجهتها لضعف الوعي وطغي مبدأ زيارة كل قريب وأحتساء الشاي في مقهى شعبي.


سلطة التاجر والفساد


المال لدى الطبقة المتسلطة بأمور التجارة أغلى من كل شيء فالوباء وأن كانت مدسوسة في تجارتهم لن يهمهم، وأن أبيد الشعب بأكمله كونه لديه فيزا سياحية ودبلوماسية يستطيع السفر وعائلته متى استفحل الأمر بالمنطقة، ولن يفكر في وهلة بأن جميع أمواله لن تشفع له بالمرور في مطار أوروبي كونه مسافر من بلد أكل الوباء فيه وعليه البقاء في حجر صحي لمدة نصف شهر، وأكثر من هذا، إن لم تتوقف حركة الطيران من بلدانهم إلى بر الأمان.


فالعراق من بين الدول التي تتربع القمة للدول الأكثر فساداً في العالم ناهيك عن البطالة والفقر، والتاجر لديه الكثير من الطرق للتسلل إلى الجيوب الحكومية من أجل تمرير بضاعة منتهة الصلاحية أو أتية من إيران المصابة حديثاً بفيروس كيرونا حسب الإعلام الحكومي.


كوردستان أيضاً له نفس المرض رغم المحاولات الجادة للحكومة الكوردية في بتر الفساد ولكن الأمر ليس بالسهل أن تدخل المال لتمرير صفقة غير شرعية من طرف أحد المسؤولين. مؤخراَ كشفت العديد من التقارير الإعلامية عن محاولات كثيرة من تجار لإدخال مواد غذائية منتهية الصلاحية من إيران، كما كشفت تقارير أخرى عن كارثة الأدوية المنتهية الصلاحية في معظم الصيدليات بإقليم كوردستان العراق، فمن سمح له أخلاقه في تغير تاريخ الدواء وبيعها للناس لن تمنعه تلك الأخلاق بإدخال العدة والبشر من منطقة موبوئة بالمرض عبر الحدود وبطرق شرعية.


أخفاء إيران لعدد الحالات ومصدرها سوف تحول المنطقة برمتها إلى ووهان أخرى تتخطى عدد سكانها الملايين عرضة للمرض والموت عدى عن فقرها بالتجهيزات الطبية الحديثة والمستشفيات في ظل ظروف الحروب والتقلبات السياسية.


 


إبراهيم بهلوي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!