الوضع المظلم
الثلاثاء ٢١ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • كيف غدا ريف حمص الغربي بعد ثماني سنوات من سيطرة حزب الله اللبناني

كيف غدا ريف حمص الغربي بعد ثماني سنوات من سيطرة حزب الله اللبناني
حمص.. حزب الله اللبناني/ ليفانت نيوز
شهدت مدينة القصير الواقعة في الريف الغربي لمدينة حمص عقب اندلاع الثورة السورية أول عملية تهجير قسري من قبل النظام السوري وحلفائه في عام 2013.

التهجير جاء بعد معركة بين ثوار المدينة والنظام وحلفائه استمرت قرابة ثمانية وعشرين يوماً استخدم فيها النظام والحزب سياسة الأرض المحروقة فدمروا معظم المدينة والقرى التابعة لها والمقدرة بنحو 70 قرية وبلدة واليوم بعد ثمان سنوات كيف غدت المدينة بعد تهجير أهلها منها.

يقول عدد من سكان المدينة المهجرين إلى لبنان من مدن ريف حمص الغربي والقصير تحديداً لـ "ليفانت نيوز" إنها "تحوّلت إلى مدينة أشباح بعد ثماني سنوات من سيطرة حزب الله اللبناني عليها عقب تهجيره أهلها، ويمتلك الحزب اليوم مقرات عسكرية في عموم مدن وبلدات القصير حتّى أصبحت المدينة أشبه بثكنة عسكرية للحزب مع وجود لايذكر لقوات النظام السوري. حوّل الحزب مزارع المدينة وريفها لزراعة الحشيش (القنب الهندي)، وتصديره إلى لبنان ومختلف أنحاء العالم".

من جانبه، يقول أبو مروان الذي يعيش في لبنان، وهو نازح من مدينة القصير إن "ما يُدعى "سرايا المقاومة" في "ميليشيا حزب الله" وتجار "حشيش" موالين للحزب يزرعون مادة الحشيش في مساحة تقدر بحوالي 100كم2 من الأطراف الغربية للقصير".

حمص / أرشيفية

وأضاف: "أن هذه المساحة تتوزع على أطراف المدينة وضفاف نهر العاصي، لافتاً إلى أن أبرز أماكن زراعة الحشيش هي في قرى؛ "الأذنية وأبو حوري والصفصافة والحمّام وبلوزة وحاويك والعقربية"، وبساتين (تلّ أحمر، و دوسر)".

وأشار إلى أنّه حصل على معلومات تفيد بنقل عشرات الأطنان من مادة "الحشيش"، خلال الاعوام الماضية إلى ميناء العاصمة اللبنانيّة بيروت.

كيف يعيش السكان هناك والى ماذا يفتقدون من خدمات

تختلف رواية المعارضة والنظام حول عدد السكان العائدين إلى مدينة القصير. منظمات حقوقية قدّرت العدد بنحو 14 ألف مدني عاد إلى مدينة القصير

تقول المعارضة إنّ معظم العائدين من الموالين للنظام سواء موظفين حكوميين أو غيرهم من الذين نزحوا إلى مدن وبلدات القلمون وحمص و دمشق وغيرها وتستند رواية المعارضة إلى حقيقة أنّ مئات العائلات النازحة إلى لبنان تقدمت بطلبات عودة لـ "القصير" لم يتم الموافقة عليها حتى ساعة كتابة التقرير

بحسب ما رصد "ليفانت نيوز" من لآراء ومشاهدات من عاد إلى القصر، بأنّه "لاماء صالح للشرب ولاكهرباء ولاخدمات ولابنى تحتية، إذ دمر القصف العنيف الذي تعرضت له مدن وبلدات القصير في عام 2013 معظم شبكات الكهرباء بالإضافة لحملات التعفيش المنظمة التي استولت على كل شئ في مدينة القصير بدأ من أكبال الكهرباء وصولاً لمقتنيات المنازل التي سلمت من القصف أو حتى تلك التي تسبب لها القصف باضرار

أبو محمد وهو اسم مستعار لموظف حكومي فضل عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية من سكان مدينة القصير نزح عام 2013 إلى بلدة شنشار بريف حمص الجنوبي إبان المواجهات بين المعارضة من جهة والنظام وحزب الله من جهة أخرى، يقول لـ "ليفانت نيوز" إنه عاد إلى منزله الكائن في الحي الغربي بمدينة القصير خلال أيلول من الـ 2019 ليفاجئ بالدمار الكامل لمنزله.

ويضيف أبو أحمد: " أصابني الذهول من حجم الدمار وانتشار القوارض والكلاب الضالة في شوارع المدينة ويضيف هذا المكان غير صالح للسكن البشري مفضلاً العودة إلى مكان نزوحه في شنشار كونه يعيش على راتبه الحكومي وهو غير قادر على إعادة إعمار منزله

وفور عودة الأهالي بدأ عدد منهم إعادة تأهيل بيته بما تيسر لهم من إمكانات شحيحة جداً، بانتظار مساعدات من جهات خيرية أوحكومية، إذ إن أوضاعهم المادية لا تسمح بإعادة إعمار بيوتهم.

كما بدا مجلس المدينة عاجزاً عن القيام بمهماته مقارنة بحجم الدمار الذي حلّ بالمدينة، وتقدر نسبة الأضرار في البنى التحتية بـ50%، في حين تصل نسبة الدمار في المنازل ببعض الأحياء إلى 80 في المائة؛ مثل الحيين الشمالي والغربي، حيث كانت تتمركز المعارضة.

اقرأ أيضاً: الخامسة خلال شهر.. وتد ترفع أسعار المحروقات في الشمال السوري

وتنخفض نسبة الضرر إلى أقل من 5 في المائة في الحي الشرقي الذي لم يخرج عن سيطرة النظام خلال المواجهات مع الفصائل المعارضة. وتتمركز في هذا الحي المقرات الأمنية، ومقرات لـ حزب الله والموالون للنظام من المدنيين، الذين سمح بعودتهم حيث اقتصرت الحياة في المدينة على هذا الحي، فيما بقيت الأحياء الأخرى مدمرة وميتة تماماً.

سليمان سليمان

ليفانت نيوز_ خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!