الوضع المظلم
الجمعة ٢٦ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • خالص مسور لليفانت: النقد هو معمعة الناقد الخاسرة في هذه الحياة

خالص مسور لليفانت: النقد هو معمعة الناقد الخاسرة في هذه الحياة
خالص مسور لليفانت : النقد هو معمعة الناقد الخاسرة في هذه الحياة/ ليفانت نيوز
يقول الكاتب والباحث خالص مسور في هذا اللقاء أن النقد هو معمعة الناقد الخاسرة في الحياة، بمعنى آخر النقد طارد للأصدقاء ومجلب للعداوات. 

هذه محاولة سريعة جداً في استبيان هذه التجربة الثرية، والكشف عن جوانب بارزة في أجنداته الكتابية والمعرفية فيما قدمه الكاتب خالص مسوّر خلال مسيرته الطويلة في العمل الكتابي من دراساتٍ وأبحاثٍ فكرية وتاريخية ونقدية وأدبية ومعرفية، ضمن تفاعله في المشهد العام سواء أكان هذا المشهد كردياً أو عربياً.

التقت صحيفة ليفانت في مكتبها في القامشلي مع الكاتب والباحث خالص مسور رد على أسئلة الصحفية مشكوراً 

وفيما يلي نصّ الحوار 

هل بإمكان الأستاذ خالص مسوّر أن يعطينا صورة شبه متكاملة عن مسيرته الكتابية..؟؟ 


يحكي الكاتب خالص مسوّر قصة عشقه للثقافة مذ كان صغيراً، وهو الذي يكتب باللغتين الكردية والعربية، فلما كان طالباً في المرحلة الابتدائية في ستينيات القرن الماضي، حيث نشأ في قرية( حوفة ) التابعة لمدينة القامشلي، كان يرسل دراهم آنذاك مع زوار المدينة ليشتروا له العديد من الجرائد التي يقرأها باللغة العربية، إلى جانب، قراءته كتباً منوعة كان يستعيرها من مكتبة مدرسة العروبة في القامشلي وهو طالب في الصف الثامن الإعدادية

يضيف مسوّر: "خلال مسيرتي الثقافية كنت أقرأ كثيراً وأكتب قليلاً وأضع ما اكتب عندي على الرف حيث لم تكن هناك وسائل نشر كما هي عليه اليوم، ولكن كل أو معظم ماكتبت تم حرقها من قبل أحد الأصدقاء حينما طلبت للاستجواب خوفاً من المحذور والعواقب، فخسرت بتلك خسارة كبرى، وأذكر أن ما تم إحراقه كان يتضمن مسرحية ومجموعة مقالات ومحاضرات معرفية متنوعة كما هي عادتي الآن."

ويتابع: "ومع ظهور المجلات الكردية والإنترنت بدأت كتاباتي تظهر على السطح بشكل متتابع، وظهرت هذه المقالات اليوم في الجرائد المحلية الكردية والعربية أيضاً. 

ويشير مسور إلى أعماله قائلاً: "تعلمون أنني ترجمت من الكردية إلى العربية كتاب (تاريخ كردستان) بجزئيه الأول والثاني للشاعر الكردي الكبير جكرخوين، وأنا الآن بصدد تَرْجَمَة الجزء الثالث منه بإذن الله، كما ترجمت من الكردية أيضاً كتاب المجاهد الكردي الكبير حسن هيشيار سردي بعنوان(مذكراتي) ولكنه مازال مخطوطاً لدى ابنه كوركين ولا ادري لماذا لم يطبعه حتى الآن؟" 

غلاف كتاب تاريخ كردستان.. ترجمة خالص مسور/ إنترنت غلاف كتاب تاريخ كردستان.. ترجمة خالص مسور/ إنترنت

"وطبعت كتاب من تأليفي باللغة العربية بعنوان(الاقتباس والجنس في التوراة) من منشورات دار علاء الدين في دمشق. ولدي الآن قيد الطبع باللغة العربية كتاب عن الفولكلور الكردي بعنوان (أربع قصص فولكلورية كردية) وهي عبارة عن قصص تراثية كردية ترجمتها إلى العربية ليطلع القراء العرب على التراث الكردي بفعالية أكبر" يضيف الكاتب.

ويتابع: "ثم كتاب جغرافي شبه مكتمل عن (علم المناخ). كما أنشر مقالات عن النقد الأدبي باللغتين الكردية والعربية ولدي مشروع كتاب نقدي عن الشعراء الكرد غير مكتمل بعد.. كما ألقيت عدة محاضرات نقدية وفكرية في المراكز الثقافية هنا في القامشلي هذا باختصار ما أردت قوله عن مسيرتي الكتابية والثقافية حتى اليوم.  

اقرأ أيضاً: غوغل تحتفي بــ محمد الفيتوري

كيف يمكن للكاتب خالص مسوّر التوفيق فيما بين كل هذه الكتابات؟  وأين يجد طاقته المعرفية والفكرية أكثر


يقول الكاتب:"حينما أطالع كتاباً وأنتهي منه لا أرمي ما قرأت وراء ظهري بل أحاول خلال القراءة الاستفادة مما فيه من علم ومعرفة مفيدة قد تقبع بين ضفتي الكتاب."

ويضيف: "فعندما أقرأ كتاباً وقد تعلمت منه معلومة جديدة أظل أفكر في الجديد الذي تعلمته لساعات وساعات وأعتبر أنني أضفت رصيداً جديداً إلى معاً."

وحول الشق الثاني من السؤال، يميل خالص للكتابة في العلوم أكثر من غيرها كالجغرافيا والميثولوجيا الجغرافية.

يقول:"أحببت الأسطورة أو الميثولوجيا، وتاريخ الشرق الأدنى القديم والإسلامي، ثم النقد والتراث والأنثروبولوجيا."

"ويعدّ اهتمامي الكبير بالنقد الأدبي وباللغتين العربية والكردية، من الأسباب الذاتية الموضوعية لتعدد اهتماماتي المعرفية، أما أسباب اهتمامي بالنقد بطبيعة الحال فتعود إلى شيء من الموهبة الكامنة في الذات أحسست بها في الماضي وأحس بها اليوم، لأن النقد نصفه موهبة ونصفه الآخر دراسة وصقل لهذه الموهبة، فالذي لا يمتلك موهبة نقدية ودقة في الملاحظة، وهذا يعود إلى طبيعة الإنسان الفيزيولوجية" يقول خالص.

ويوضح: "حتى لا تكون ناقداً سطحياً أو ميكانيكياً يجب أن تكون ملماً بمجموعة من العلوم، فالناقد الأدبي وحتى الثقافي يجب أن يكون ملماً بتراث الشعب الذي يعمل دراساته بلغته، وبتاريخ هذا الشعب وأدبه وشعره وموسيقاه، وسيكولوجية أفراده وأنماط تفكيرهم حتى خلجات نفوسهم ومشاعرهم وأهواءهم". 

كيف يقيم خالص مسوّر المشهد الثقافي في شمال شرق سوريا وهل له ملاحظات عن هذا الواقع الجديد بالنسبة للمثقفين والكتاب..؟ ما تقييمه فما ينشر في وسائل الإعلام في الوقت الحالي؟ 


يذهب خالص مسور في إجابته إلى مطالبة الكتاب عامة والكتاب الكرد خاصة، احترام مواهبهم العلمية وألا يصرفوها في المهاترات البينية، ولا سيما أن الشعب الكردي يمر في مرحلة حاسمة من تاريخه النضالي،  يتطلب تسخير كل الأقلام الكردية في سبيل قضية تحرير الشعب الكردي من ظلم وعبودية مئات السنين.

ويشير إلى "أن الإنترنت هو الوسيلة الأولى والمتنفس الرئيس للكتاب الكرد لينشروا كتاباتهم،  إلى جانب المجلات الكردية في النهوض بالمشهد الثقافي الكردي بشكل كبير، وأخرجا لنا ولا سيما الإنترنيت كتاباً وأقلاماً واعدة يجب أن يكونوا محل تقدير وتشجيع من قبلنا جميعهاً."

اقرأ أيضاً: الرسالة الواحدة والسبعون

"ولكن الإنترنت مثل السيف له حدان قد يستعمل للكتابة الجيدة والأدب الرصين والجاد، كما قد ينشر فيه كما نرى اليوم كتابات ضحلة المستوى والمضمون لدرجة المهاترات والشتائم" ينوّه خالص.

كيف يفهم الكاتب الكردي خالص مسوّر مسألة النقد ..؟


"إن كانت الصِّحافة مهنة المتاعب كما يقول الصحافيون، فإني أقول: أن النقد هو معمعة الناقد الخاسرة في الحياة، وبمعنى آخر النقد طارد للأصدقاء ومجلب للعداوات". يرى خالص مسوّر.

ويشير مسوّر إلى قول للناقد السوري الكبير يُوسُف سامي اليوسف بما معناه(لقد أنجزت في مسيرتي النقدية الكثير من المقالات النقدية، ولكنني خسرت الكثير من الأصدقاء). 

"فالنقد كما يعرفه الناقد المصري الشهير محمد مندور:(هو فن دراسة النصوص والتمييز بين الأساليب المختلفة).مندور- كتاب النقد المنهجي عند العرب" يضيف خالص. 

لافتاً إلى "أنه إذا كان النقد يمارس ضمن هذا الإطار وحسب هذا التعريف فيجب أن يقبله كل أحد، أي أنه في هذه الحالة لا يمس شخصية الكاتب بل نتاجاته فقط."

إلى أي مدى بإمكان المثقف المساهمة الفعلية ضمن (المؤسسة السياسية الكردية )؟ وأين يكمن دوره الطبيعي..؟


يرى الكاتب خالص حول العَلاقة بين السياسي والمثقف، أنّ هناك عداوة غير معلنة بين المثقف والسياسي في كل مجتمعات العالم الثالث وفي المجتمع الكردي أيضاً، لكنّ ذلك لا يمنع من أن يكون السياسي مثقفاً أيضاً."

اقرأ أيضاً: أول امرأة سوداء تكرّم في البانثيون الفرنسي

يسوق خالص الأمثلة على ذلك قائلا: "كان الرئيس التشيكي (براتسلاف هافل) إن لم تخنّي الذاكرة هو المثقف والأديب الذي تولى رئاسة هذه الجمهورية التشيكية في أوربا الشرقية ذات يوم، كما تولى (ليبولد سونغور) الشاعر والمثقف السنغالي رئاسة الدولة السنغالية منذ مدّة ليست ببعيدة، وفي هذه الحالات التي يحكم فيها المتنورون قد ينشأ تحالف مثمر بين المثقف والسياسي وتزدهر الثقافة في البلد إلى حدها القصوى."

وينوّه خالص قائلاً: "نلمس في المجتمعات العالم الثالث محاولة السياسي الحد من دور المثقف، إذ يرى السياسي في المثقف نتيجة وعيه للأمور وحسه المرهف تجاه الأحداث أكثر من غيره، مراقباً للوضع العام في البلد، سليط اللسان ينغص عليه حياته السياسية ويفضح الظواهر الشاذة في السياسة والمجتمع، فهو ينبش الحقائق ويخرج ما يريد السياسي إخفاؤه عن الشعب عن طريق كتاباته – ودون مواربة- على الملأ."

"ولذا لابد للسياسي من التصدي لهذا السليط اللسان بنوعين من الأسلحة الفتاكة، فإما بالرشوة والمناصب، أو بالتهديد والوعيد والاعتقال والتعذيب." يوضح خالص.

اقرأ أيضاً: الشارقة للفنون تنظّمُ النسخة الرابعة من معرض الكتاب الفني «نقطة لقاء»

ويضيف:"ولهذا نرى الكثيرين من المثقفين يقبعون في سجون دول العالم الثالث التي ترى في حرية الثقافة مكمن الخطورة عليها.  فالمثقفون هم بمنزلة برلمانات شعوبهم، أي أنهم عيون ساهرة يساهمون في توعية شعوبهم، ويراقبون الحالة السياسية في مجتمعاتهم وأوطانهم ويكتبون عنها ويقومون السلوكيات الخاطئة التي يبديها السياسيون ومن في يدهم مقاليد الأمور، هكذا يجب أن يكون المثقف وهذا هو دوره".  

مكتب القامشلي

ليفانت نيوز_ خاص


النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!