الوضع المظلم
الجمعة ١٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • جردة 50 عاماً إماراتية.. صدارة بالطاقة والفضاء والتسامح وحقوق المرأة

جردة 50 عاماً إماراتية.. صدارة بالطاقة والفضاء والتسامح وحقوق المرأة
الإمارات

أعلن رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، منتصف مارس الماضي، أنّ العام 2021، هو "عام الخمسين"، احتفاءً بالذكرى الـ50 لتأسيس الدولة، قائلاً "إنّ عام الخمسين يشكل لحظة تاريخية في رحلتنا التي بدأت منذ الإعلان عن قيام دولة الإمارات في عام 1971، فهو احتفاء بالإرادة العظيمة والعزيمة القوية التي تحلى بها آباؤنا المؤسسون في بناء دولتنا والجهود التي بذلها أبناء الوطن حتى أصبحت دولتنا- ولله الحمد- إحدى أكبر الدول نمواً وتطوراً في العالم".


مثمناً جهود كل الجنسيات التي أسهمت في بناء الإمارات، وأضاف: "إن عالمنا اليوم يتغير بسرعة غير مسبوقة، ويصاحب ذلك التغير العديد من الفرص التي تفتح الآفاق للابتكار والإبداع، فعلينا جميعاً مضاعفة الجهود والعمل على خلق أفكار جديدة ومبادرات نوعية والمحافظة على ثرائنا وقيمنا وتنوع مجتمعنا، لتسهم جميعها بغد أفضل ومستقبل مشرق لوطننا".


الإمارات


الإمارات تاريخياً


الإمارات دولة اتحادية مكوّنة من سبع إمارات ممتدة على طول الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية، وهي: أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، ورأس الخيمة، والفجيرة، ويرتبط تاريخ الإمارات ارتباطاً وثيقاً ومتجذّراً بالتجارة والإسلام الذي دخل المنطقة عام 630م، وبسبب موقعها المميز والمهم المار بطريق تجّار أوروبا، والشرق الأقصى، والهند، والصين، إذ كانت سواحلها مطمعاً للغزاة الأوروبيين، فوقَعت المنطقة في القرن التاسع عشر تحت الانتداب البريطاني، إلى أن حصلت على الاستقلال الذاتي في عام 1971م.


اقرأ أيضاً: إقليم أكلته الحروب.. الإمارات تسعى لاستعادة سلامه بالحوار


ازدهرت تجارة اللؤلؤ في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث وفّرت الدخل وفرص العمل لشعوب الخليج في فصل الصيف، بينما وفرت زراعة التمر مصادر الدخل في الشتاء، واستمرت حتى أوائل الثلاثينات من القرن العشرين، الفترة التي قامت شركات النفط بالتنقيب خلالها عن النفط، إذ تمّ تصدير أول شحنة من النفط الخام من أبو ظبي في عام 1962م، أي بعد ثلاثين عاماً من التنقيب والعمل، وقد تم توظيف إيرادات النفط لإصلاح البنية التحتية، وإنشاء المدارس والإسكانات، والمستشفيات، وشبكة الطرق في جميع أنحاء أبو ظبي، وفي عام 1969م بدأت إمارة دبي بتصدير النفط.


اقرأ أيضاً: العنصرية التركيّة تُحارب بالمياه.. من شرق الفرات إلى عفرين


وأعلنت بريطانيا عن الانسحاب من الخليج العربي، مما دفع حكام كل من أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وأم القيوين، والفجيرة، وعجمان، لتأسيس الاتحاد المعروف باسم الإمارات العربية المتحدة في 2 كانون أول عام 1971م، وفي العام التالي انضمت الإمارة السابعة، وهي رأس الخيمة، ويمكن اعتبار نظام الحكم في الإمارات على أنه ملكي بالانتخاب؛ حيث يتم انتخاب رئيس الدولة من قِبل حكام الإمارات السبع الذين يشكِّلون المجلس الأعلى للاتحاد، الذي يعتبر أعلى سلطة دستورية في الدولة، كما أنه يعدُّ أعلى هيئة تشريعية وتنفيذية لها.


آخر الإنجازات الإماراتية


لعل آخر الإنجازات الإماراتية التي تدخل بها عامها الخمسين، كان في 9 مارس الماضي، بترخيص تشغيل المحطة الثانية من محطات براكة للطاقة النووية السلمية، والتي تعد أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، بعد أن نجحت الإمارات في نهاية 2020 بوصول مفاعل المحطة الأولى إلى 100% من طاقته الإنتاجية، وستوفر محطات براكة الأربع عند اكتمال تشغيلها 25% من احتياجات الإمارات من الطاقة الكهربائية الموثوقة والصديقة للبيئة لدعم التقدم والتنمية المستدامة للعقود المقبلة وما بعدها.



أما الإنجاز الثاني، فكان وصول "مسبار الأمل" إلى المريخ، في 9 فبراير الماضي، كأول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز، حيث بدأت المرحلة السادسة والأخيرة لمسبار الأمل في أبريل/ نيسان (بالتزامن مع بدء عام الخمسين)، وهي المرحلة العلمية، التي قام فيها مسبار الأمل وعلى مدار سنة مريخية كاملة، بتوفير أول صورة كاملة عن مناخ الكوكب الأحمر والظروف الجوية على سطحه على مدار اليوم وبين فصول السنة، ما جعله فعلياً أول مرصد جوي للكوكب الأحمر في تاريخ مهمات استكشاف المريخ، فيما اعتبر متابعون المشروع الإماراتي لاستكشاف المريخ، خدمة للبشرية بشكل عام والمجتمع العلمي بشكل خاص، بوضعه المعلومات التي يجمعها من خلال أبحاثه في كوكب المريخ من دون مقابل في متناول أكثر من 200 مؤسسة علمية ومركز أبحاث حول العالم.


اقرأ أيضاً: أردوغان وإسرائيل.. مُزاودات بالأخلاق ومُنافسة على الجرائم


في حين كان الإنجاز الثالث، متمثلاً في جهود إنشاء بيت العائلة الإبراهيمية، الذي سيرمز لإيمان الإمارات بقيم التسامح والتعايش والأخوة، جامعاً الديانات السماوية الرئيسة الثلاث، ضمن ترجمة واقعية لوثيقة "الأخوة الإنسانية" التي انطلقت من الإمارات قبل عامين، إذ سيضم كنيسة ومسجداً وكنيساً تحت سقف واحد، مقدماً نموذجاً للتفاهم المتبادل والتعايش بين أبناء الديانات، ووجهة للتعلم والحوار والتعارف، وواحة تجمع الإخوة في الإنسانية نحو مستقبل يسوده السلام والوئام والمحبة، عبر احتضان المبنى لـ4 مبان منفصلة، هي: كنيسة، مسجد، كنيس، ومركز ثقافي، ومن المزمع افتتاح البيت منتصف عام 2022، ليشكل مركزاً لنشر التسامح الديني والتعايش المشترك ونشر قيم السلام، دون اضطهاد على أساس الدين أو العقيدة.


بينما ذهب الإنجاز الرابع، لصالح حقوق المرأة، وتمكينها، فحضور المرأة في الدولة بات يساوي حضور الرجال وفق مراقبين، مع تطلّع الدولة لدخول قائمة العشرة الكبار عالمياً، في مؤشر الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين، عقب أن وصلت إلى المرتبة الـ18 عالمياً هذا العام، والأولى عربياً وشرق أوسطياً، تبعاً لأحدث تقارير البنك الدولي.


جردة حساب


كما ينصّ القانون الإماراتي على إلغاء جميع القيود المفروضة على النساء العاملات في ساعات الليل، والعمل في الوظائف الشاقة، كقطاعات التعدين والإنشاءات والتصنيع والطاقة والزراعة والنقل، لإعطاء المرأة الحق في العمل في هذه الصناعات، كما لا يسمح القانون صاحب العمل بإنهاء خدمة المرأة العاملة أو إنذارها بسبب حملها، كذلك يحظر قانون تنظيم العمل التمييز بين الموظفين في الحصول على الوظائف والترقي، كما يحظر التمييز بين الجنسين في الأعمال ذات المهام الوظيفية الواحدة.


اقرأ أيضاً: العثمانية أو الصفوية.. الإخوانية أداة قابلة للتحوّر شرط التنفّع والبقاء


وتشمل القوانين الجديدة والتعديلات التشريعية، على مكتسبات جديدة للمرأة في مجال الحماية، حيث أصدرت دولة الإمارات قانوناً للعنف الأسري يحمي جميع الأفراد، ذكوراً وإناثاً، دون تمييز، كما أصدرت قانون يعاقب بالحبس والغرامة أو بإحدى العقوبتين من تعرض لأنثى على وجه يخدش حياءها بالقول أو الفعل في طريق عام أو مكان مطروق، بجانب إجراء تعديلات في العام 2020، على قانون العقوبات، جرى بموجبه إلغاء المادة التي تمنح العذر المخفف فيما يسمى "بجرائم الشرف" بحيث تعامل معاملة جرائم القتل، وفقاً للنصوص المعمول بها في قانون العقوبات.


وبجردة حساب بسيطة، يمكن للمتابع وعبر المُقارنة البسيطة بين حال الإمارات اليوم كدولة رائدة وسباقة في المنطقة وعلى مختلف المصعد، وحال الدول التي لطالما تبجحت ورفعت شعارات طنانة ورنانة، لتخدير شعوبها وسرقة ثرواتها بذريعة المقاومة والممانعة، تقيّن الفرق بينهما، فالفريق الثاني ما قاوم إلا شعوبه، وما مانع إلا حقوقه المشروعة بالحياة الكريمة، مسوغاً للأطراف الإقليمية الساعية لإعادة الاستعمار، التدخل في المنطقة، بحجة حماية الشعوب من أنظمتها القمعية.


ليفانت-خاص


إعداد وتحرير: أحمد قطمة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!