الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • اللاجئون: مُبرر تركي لسلب السوريين أرضهم وجلب الأموال الأوروبية!

اللاجئون: مُبرر تركي لسلب السوريين أرضهم وجلب الأموال الأوروبية!
اللاجئون مُبرر تركي لسلب السوريين أرضهم وجلب الأموال الأوروبية!

إعداد وتحرير: أحمد قطمة


مع التوجه التركي الواضح لإجبار الأوروبيين على الاصطفاف إلى جانبهم في مواجهة روسيا في إدلب، عقب دخول مئات الآليات التركية وآلاف الجنود، الذين يمكن أين يجتاحوا مناطق سورية شاملة لو تمكنوا من ضمان الصمت الدولي، يبدو جلياً أن اللاجئين السوريين في تركيا قد باتوا ضحايا للأطماع التركية ومن عدة نواحي.


فمن الناحية الأولى، بررت تركيا وجودهم للهجوم على مناطق سورية شرق الفرات وسلبتها من أهلها، وهجرت سكانها الأصليين، حيث إضطر قرابة 300 ألف سوري للفرار من القطاع الممتد بين مدينتي رأس العين وتل أبيض، والذي هاجمته أنقرة بذرائع عدة من بينها إيواء اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا ضمنه.


ومن الناحية الثانية، يُتخذ هؤلاء اللاجئون كذريعة لتبرير استيلاء تركيا على المزيد من الأراضي السورية بحجة حماية السوريين من النظام، وهي فيما لو كانت صحيحة، لربما إتفق العالم على تبينها، بنشر قوات دولية في تلك المناطق، لضمان بقائها محافظة على هويتها السورية، ليس كما حصل في مناطق رأس العين وعفرين وتل أبيض وجرابلس وغيرها في الشريط الحدودي الشمالي لسوريا، والتي باتت مناطق تركية الهوية والتعليم والخدمات، ولم يتبقى فيها من الهوية السورية سوى إقرار دولي، لن يكون على أنقرة حرج في استحواذه لاحقاً، بإستفتاء مُشابه لما قامت به في لواء الأسكندرون، عندما غيرت تركيبته السكانية وأجرت استفتاءاً وهمياً وضمته إلى أراضيها، على مرأى العالم ومسمعه.


إقرأ أيضاً: الإقرار الروسي بتغيير ديموغرافية عفرين.. صحوة ضمير أم مصالح؟


أما الناحية الثالثة، فيتمثل في إجبار العالم على الصمت عما تخطط له، فلطالما هددت أنقرة أوروبا باللاجئين، ومنها عند هجومها على مناطق شرق الفرات، حيث خيرت أنقرة الأوروبيين بين تسمية وجودها هناك بـ "الاحتلال"، أو استقبال اللاجئين، وهو موضوع قد جرى طيه إعلامياً، لكن عمليات التتريك الممنهجة لمؤسسات الدولة هناك لا تزال تجري على قدم وساق، عبر تتريك التعليم، ورفع الرايات والأعلام التركية.


وأخيراً، ما يتكرر في الأوقات الحالية، من خلال تخيير الأوروبيين مجدداً ما بين تأييد مساعي أنقرة التوسعية في إدلب، والذي يتم تحت غطاء الإنسانية، ليستر به هدفها في الاستيلاء على كامل الشريط الحدودي الشمالي لسوريا بعمق 35كم، أو مواجهة موجات جديدة من اللاجئين.


وفي السياق الأخير، يتداول نشطاء سوريون خلال الأيام الأخيرة مقاطع مصورة، يوجهون فيها النصائح لأقرانهم من السوريين بالابتعاد عن المخطط التركي المرسوم، بتحويلهم إلى طعم سيعلق بشكل حتمي بين السنارة التركية أو الشبك اليوناني الذي يترصد اللاجئين على الجانب المقابل من الحدود، إذ تمارس اليونان دورها الطبيعي في حماية حدودها من أبتزاز دولة جارة تسعى لتحويل آلام السوريين إلى سلعة للمتاجرة بها!


إقرأ أيضاً: أردوغان من إدعاء حماية اللاجئين السوريين إلى التملص من إطعامهم!


وفي هذا الصدد، قال ناشطون سوريون على مواقع التواصل الأجتماعي إن الوضع على الحدود التركية-اليونانية كارثي، وأن أي حديث عن فتح اليونان للحدود حتى اللحظة عارٍ تماماً عن الصحة.


كما دوّن ناشطون سوريون بأن فتح الحدود من الجانب التركي هو للضغط على أوروبا والناتو، مؤكدين أن فتح الحدود كان أمراً مرحباً به من قبلهم، كي يتمكنوا من متابعة حياتهم في أوروبا بشكل مستقر، دون أن يكونوا ورقة ابتزاز تستغلهم جهة أقليمية لمصالحها، لكن ما يبدو أن الأمور تتجه إليه، مع الامتناع اليوناني عن تمرير أي لاجئ، هو بناء مخيم على الحدود بين البلدين، ويأتي ذلك بالتزامن مع الأنباء التي تؤكد أن الشرطة التركية وحتى الكومندوس التركي قد توجهوا للحدود التركية اليونانية، بغية منع المهاجرين من العودة إلى داخل الأراضي التركية.


ويؤكد الناشطون أن فرص عودة اللاجئين الذين وصلوا إلى الحدود اليونانية التركية تقل بشكل مضطرد، إلا بالنسبة للشبان المتواجدين بشكل منفرد، والذين قد يتمكنون من الفرار من حواجز الشرطة التركية التي باتت منتشرة على جميع الطرق المؤدية للحدود اليونانية، بحيث يسمحون للسوريين بالذهاب إلى الحدود، ولكنهم يمنعونهم من العودة إلى داخل المدن التركية كاسطنبول وأزمير وغيرها.


وتحدث سوريون مروا بتجربة التوجه للحدود التركية اليونانية ثم تقطع بهم السبل، بين الجانبين التركي واليوناني، مشيرين إلى وجود آلاف الأشخاص من مختلف الجنسيات، مع وجود مخاطر من انتشار فيروس كورونا فيما بينهم، كون بعضهم قادم من إيران.


إقرأ أيضاً: ما علاقة اللاجئين السوريين بقصف روسيا للجيش التركي في إدلب؟


ولا يمكن مقارنة وضع اللاجئين السوريين في أي بلد مجاور لسوريا مع الوضع في تركيا، فجميع الدول المحيطة بسوريا، لم تستقبل اللاجئين إلا بحكم الجيرة، ولم تسعى لاستغلالهم بغية إشراك نفسها في تشكيل نظام سياسي سوري يواتي تطلعاتها.


ورغم الحمل الكبير الذي عانته لبنان والعراق والأردن، في تحمل مشقة استقبال اللاجئين وبناء المخيمات أو استقبالهم في المدن (وما إعتراها هنا أو هناك من تجاوزات بحكم طول أمد الصراع السوري المستمر)، لكن يحسب لتلك البلدان أنها لم تسعى لاستغلال اللاجئين بغية قضم الأراضي السورية، والتذرع بها لتمرير جيوشهم، ونشر ثقافاتهم ورموزهم الوطنية، فلم ترفع صورة للملك الأردني في درعا، ولم ترفع صورة لرئيس الوزراء العراقي في دير الزور، عكس الواقع في المناطق المستولى عليها تركيا، والتي باتت صورة أردوغان حاضرة في كل شارع.


وبغض النظر عن الموقف من النظام الحاكم في دمشق، لا شك بأن السوريين لن يقبلوا بتقسيم بلادهم بحجة حمايتهم، خاصة من دولة معروفة بنواياها التوسعية، حيث لا يزال حلم "استرجاع ولاية حلب" يراود قاطني القصر الرئاسي في أنقرة!


ليفانت-خاص


 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!