الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
إيران تنقل الأسلحة إلى سوريا بطائرات مدنية
إيران تنقل الأسلحة إلى سوريا بطائرات مدنية

منذ عامين، تتعرض شحنات الأسلحة الإيرانية التي ترسل إلى سوريا إلى غارات إسرائيلية، أثناء تفريغ الشحنات وشحنها من المطار إلى مستودعات التخزين، أو في المستودعات ذاتها، وآخر تلك الغارات وقعت في الساعات الأولى من يوم الجمعة 14 فبراير، عندما قصفت غارات جوية إسرائيلية المنطقة الفاصلة بين مطار دمشق الدولي وحي السيدة زينب، ما أدى إلى دمار شحنة أسلحة وصلت لتوها من إيران إلى سوريا.


وفي هذا الصدد، أعد موقع "إيران اینترنشنال" تقريراً عن مدى التكلفة الباهظة للنقل الجوي للأسلحة من إيران إلى سوريا، والمخاطر التي تتعرض لها الطائرات الناقلة للشحنات، مشيراً إلى أن هناك ثلاث قوات رئيسية مشاركة في النقل الجوي للأسلحة من طهران إلى دمشق وحماه، هي القوات الجوية للجمهورية العربية السورية، والقوات الجوية التابعة لجيش إيران، والقوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني.


ومنذ وقت طويل، كان يتم نقل الأسلحة من إيران إلى سوريا بطائرات النقل الضخمة "إليوشين 76 تي دي"، التابعة لأسطول النقل "585 إم"، السوري، حيث لتلك الطائرات استخدامات عسكرية ومدنية، وأحيانًا كانت تنقل الإمدادات واللوازم الطبية التي كانت تحتاجها دمشق في أيام حصار معظم أحيائها من قبل الجماعات المناهضة لها.


ومع ارتفاع حدة الحرب في سوريا، زادت مهمات القوات الجوية التابعة للحرس الثوري تحت غطاء شركة طيران ياس، مما تسبب في كثير من المتاعب لهذه الشركة، وأدى في النهاية إلى توقيف طائراتها في تركيا وتعليق رحلاتها فوق هذه الدولة.


وعقب ذلك، تم استخدام المجال الجوي العراقي لنقل الأسلحة، إلى أن تم توقيف الرحلات تحت ضغط الولايات المتحدة، وتم تعليق رحلات هذه الشركة واستبدالها بشركة إيران إير (هما)، وتعاقدت عندها وزارة الدفاع والقوات المسلحة الإيرانية مع طائرة شحن من طراز بوينغ لنقل شحنات الأسلحة من إيران إلى سوريا.


وعقب مدة، بدأت شركة طيران ماهان المتخصصة في نقل الركاب في إرسال معدات عسكرية ومرتزقة تابعين لفيلق القدس، ولذلك فرضت وزارة الخزانة الأميركية في وقت لاحق عقوبات على الطائرات المشاركة في هذا العمل.


وعند ظهور داعش واحتلاله جزءًا كبيرًا من محافظة الأنبار العراقية، وحاجة الحكومة العراقية الملحة إلى المساعدة العسكرية الإيرانية، إلى جانب تزويد وتدريب الميليشيات المسلحة التابعة لفيلق القدس لمحاربة داعش، تم رفع القيود المفروضة على الطائرات العسكرية التي تحمل أسلحة من إيران إلى سوريا، وعليه استطاع الحرس الثوري الإيراني منذ ذلك الوقت وحتى الآن من إرسال الأسلحة والقوات العسكرية مباشرة إلى سوريا، حيث يقوم بذلك إما تحت غطاء شركة طيران ياس، التي تغير اسمها وأصبح "بويا إير"، أو بالطائرات العسكرية "إليوشين 76 تي دي" (Il-76TD) وتنظم رحلتين أسبوعيًا من إيران إلى سوريا.


إقرأ أيضاً: بدون قتال : النظام السوري يسيطر على كامل مدينة حلب


ووفق الموقع الإيراني فإن سلاح الجو التابع للجيش الإيراني تمكن من نقل شحنات الأسلحة إلى سوريا منذ ديسمبر 2012، وكانت رحلات هذه القوات تتم باستخدام رمز الهوية والبيانات الخاصة بشركة معراج للخطوط الجوية التي تملكها رئاسة الجمهورية، وفي النهاية واجهت هذه الشركة عقوبات من وزارة الخزانة الأميركية.


ولدى رفض الحكومة العراقية السماح لطائرات الشحن الإيرانية بإجراء رحلات جوية باستخدام مواصفات ورمز هوية شركة معراج، أستخدمت القوات الجوية هذه المرة مواصفات ورمز هوية شركة كاسبين للطيران، لنقل الأسلحة من مطار مهر آباد في طهران إلى دمشق، وقد أدى ذلك إلى فرض العقوبات على هذه الشركة.


وعقب تحسن العلاقات مع العراق، لم يتم التصدي للرحلات الجوية التي كانت تنفذها القوات الجوية التابعة للجيش الإيراني عبر مجال العراق الجوي باتجاه سوريا، حيث واصلت تلك الرحلات حتى يومنا رغم الانخفاض الكبير الذي شهدته.


وخلال الساعات الأولى من يوم 16 سبتمبر 2018، وبينما كانت القوات الجوية الإسرائيلية ترصد المجال الجوي والمحادثات اللاسلكية لقوات الحرس الثوري الإيراني عبر استخدامها طائرة آيتام (Aitam) لنظام الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوا، وطائرات شاويت (Shavit) للتجسس الإذاعي والإلكتروني، توصلت حينها إلى دخول طائرة بوينغ من طراز "747-2جيه9إف" (Boeing 747-2J9F) التابعة للقوات الجوية في الجيش الإيراني، إلى مطار دمشق الدولي، وتحمل شحنة من الصواريخ البالستية.


وعقب دقائق من تفريغ الشحنة، عمدت المقاتلات الإسرائيلية من طراز "إف-16" إلى أستهداف تلك الشحنة بصواريخ (Delilah) مما أدى إلى إصابة عدد من القوات الإيرانية والسورية التي كانت بالقرب من الشحنة، كما أدى الاستهداف إلى إصابة محركات الطائرة الإيرانية وهيكلها.


وعليه، بقيت الطائرة الإيرانية ذات الرقم التسلسلي "8113-5" في مطار دمشق بعدما كانت إيران قد أنفقت قبل أشهر، مليارات التومانات لصيانتها وتعديلها في شركة فجر آشيان للصيانة، التابعة لوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية.


وعقب أسابيع من الجهود التي بذلها الموظفون الفنيون في القوات الجوية في الجيش الإيراني، تم إعادة إصلاح الطائرة بشكل مؤقت في دمشق، وتمكنت من العودة إلى مطار مهر آباد في الساعات الأخيرة من 20 نوفمبر عام 2018 لإجراء العمليات النهائية من التعديل والصيانة.


وفي العام 2017، لجأت شركة "فارس إير قشم" للطيران ومقرها في منطقة قشم الحرة والتابعة للحرس الثوري الإيراني، لشراء طائرتين بوينغ مستعملتين من طراز "747-218 إف"، عبر شركة ماهان للطيران، وبعد وصولهما إلى البلاد، استخدمتهما في عمليات نقل الأسلحة من طهران إلى دمشق، بدءًا من عام 2018. وبعد ذلك تولت هاتان الطائرتان بأرقام تسجيل "EP-FAA"، و"EP-FAB" معظم عمليات نقل الأسلحة من إيران إلى سوريا.


وخلال الـ12 من فبراير الحالي، أي قبل يوم واحد تقريبًا من الغارة الجوية الإسرائيلية على دمشق، نقلت إحدى هاتين الطائرتين برقم تسجيل "EP-FAB" شحنة أسلحة إلى دمشق حيث رصدتها أنظمة التجسس العسكرية الإسرائيلية، وفي نهاية المطاف استهدفتها القوات الجوية الإسرائيلية في الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضي 14 فبراير الحالي.


وفي الوقت الحاضر، تتولى كل من شركة "فارس إير قشم" للطيران التابعة للحرس الثوري الإيراني عبر استخدامها طائرات بوينغ من طراز "747"، والقوات الجوية السورية عبر استخدامها طائرة "إليوشن 76 إي إل"، مهمة إيصال جزء كبير من الأسلحة الإيرانية إلى سوريا.


ويبدو أت القوات الجوية الإسرائيلية لا ترغب في استهداف هذه الطائرات، بسبب مظهرها غير العسكري، وكذلك دورها المهم في الرصد والاعتراض وطبيعة الشحنات العسكرية.


ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!