الوضع المظلم
الخميس ٠٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
الغارديان: أوليغارش روس وشركات مُعاقبة استغلت
قمة المناخ "كوب 27" في مصر

أفاد تقرير لـ"الغارديان" بأن مسؤولين تنفيذيين من شركات عدة خاضعة لعقوبات دولية، بالإضافة إلى الأوليغارشية الروسية، استغلوا مؤتمر كوب27 في شرم الشيخ، لصالح الترويج للأعمال غير المعاقبة والربط بين العقوبات على روسيا وتعذر الوصول إلى الحياد الكربوني في أوروبا.

ومن بين المشاركين في محادثات المناخ الملياردير وقطب تصنيع الألمنيوم السابق أوليغ ديريباسكا، الذي يخضع لعقوبات بريطانية، والملياردير أندري ميلينشينكو، الرئيس السابق لشركة الأسمدة الروسية من مجموعة "يوروكيم"، الذي استهدفته عقوبات شخصية من قبل الاتحاد الأوروبي.

من جهتها، أرسلت شركة الغاز العملاقة "غازبروم" الروسية ستة مندوبين إلى المحادثات، وذلك بالإضافة إلى عضو منتدب لـ"سبير بنك". وكلاهما يخضع للعقوبات الأميركية والاتحاد الأوروبي.

كما حضر ممثلون عن شركة النفط "لوك أويل"، وشركة التعدين "سفرستال"، و"ماغنيتوغورسك" لأعمال الحديد والصلب، وجميعها شركات تخضع لعقوبات أميركية.

وأرسلت شركة النفط والغاز "تاتنيفت"، الخاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي، ثلاثة من أعضاء جماعات الضغط إلى محادثات المناخ، وفقا للبيانات التي جمعتها منظمات "كوربوريت آكاونتابيليتي" و"غلوبال ويتنيس" و"كوربوريت يوروب أوبسيرفاتوري". ويضم الوفد الروسي شركتي التعدين "سفرستال" و"نوفوليبيتسك"، وهي جزء من مجموعة واجهت عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي.

ويشير تقرير الغارديان إلى أن محادثات المناخ في شرم الشيخ طُبِعت بجزء كبير منها بكيفية تكيف العالم مع نقص إمدادات الغاز الروسي.

ويأتي ذلك بعد أشهر من المخاوف في أوروبا بشأن نقص إمدادات الطاقة الناجم عن إجراءات موسكو التي أتت جراء فرض عقوبات عليها بعد الحرب التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا.

لذلك أعربت مجموعات بيئية وعلماء عن مخاوف من أن أزمة الطاقة في أوروبا يمكن أن تستخدم كذريعة لمزيد من التنقيب عن الغاز في أفريقيا، بدلا من الدفع لزيادة الطاقة المتجددة.

ويشير وجود جماعات الضغط هذه، بما في ذلك ستة ممثلين من الاتحاد الروسي للصناعيين ورجال الأعمال، إلى أن موسكو تحاول استغلال محادثات المناخ لصالحها ، وفق ما ذكر التقرير.

ويرى مراقبون أن روسيا بحثت عن طرق للاستفادة من أزمة المناخ، فقال مبعوث بوتين للمناخ، رسلان إيدلجيريف، خلال محادثات "كوب27" إنه "إذا لم تكن هناك عقوبات أو قيود أو أي نهج تمييزي، كان من الممكن أن يكون الاتحاد الروسي قد توصل إلى الحياد الكربوني في وقت سابق".

وتُعدّ روسيا رابع أكبر مصدر للغازات الدفيئة في العالم وثالث أكبر مورد للنفط بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، مع سجل بيئي مضطرب يشمل عقداً من التنقيب في القطب الشمالي للحصول على مزيد من إمدادات الوقود الأحفوري.

اقرأ أيضاً: برايس: اجتماع قريب مع روسيا في إطار معاهدة (نيو ستارت)

وتوافد قادة العالم إلى مصر للمشاركة في كوب27، فيما يتعرضون لضغوط كبيرة لتعزيز تعهداتهم المناخية إزاء الاحترار الآخذ بالارتفاع ولتوفير دعم مالي للدول الفقيرة أكثر المتضررين من التغير المناخي.

وحسب فرانس برس، قام نحو 110 من قادة الدول والحكومات بمداخلات خلال اليومين الأولين أمام المندوبين المجتمعين في شرم الشيخ في إطار مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ.

تأتي هذه المداخلات على خلفية أزمات متعددة مترابطة تهز العالم وهي الغزو الروسي لأوكرانيا والتضخم الجامح وخطر وقوع ركود وأزمة الطاقة مع تجدد الدعم لمصادر الطاقة الأحفورية، وأزمة الغذاء في حين سيتجاوز عدد سكان العالم ثمانية مليارات نسمة.

وتدفع "الأزمة المتعددة الجوانب" بأزمة التغير المناخي إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات رغم أن تداعياتها المدمرة تجلت كثيرا العام 2022 مع فيضانات قاتلة وموجات قيظ وجفاف عاثت فسادا بالمحاصيل.

وقال مسؤول المناخ في الأمم المتحدة لدى الافتتاح الرسمي لكوب27، سايمن ستييل: "كل الأزمات مهمة لكن ما من أزمة لها تداعيات كبيرة" مثل الاحترار المناخي الذي ستُواصل عواقبه المدمرة "التفاقم". إلا أن الدول لا تزال متّهمة بالتقصير في ما ينبغي عليها فعله لمكافحة الاحترار.

وينبغي أن تنخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 45 في المئة بحلول العام 2030 لتكون هناك فرصة لتحقيق أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم العام 2015 طموحاً ويقضي بحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية.

لكن التعهدات الحالية للدول الموقعة، حتى لو احترمت في نهاية المطاف، ستؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات بنسبة تراوح بين 5 و10 في المئة ما يضع العالم على مسار تصاعدي قدره 2,4 درجة مئوية في أفضل الحالات بحلول نهاية القرن الحالي.

غير أنّه مع السياسات المتّبعة راهنا، يُتوقع أن يبلغ الاحترار 2,8 درجة مئوية وهو أمر كارثي، على ما تفيد الأمم المتحدة.

وترقب العالم باهتمام الإعلانات المتعلقة بالمساعدات إلى الدول الفقيرة وهي عادة أكثر البلدان عرضة لتداعيات الاحترار المناخي، حتى لو أن مسؤوليتها فيها محدودة إذ إن انبعاثاتها من غازات الدفيئة قليلة جدا.

ليفانت نيوز_ وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!