الوضع المظلم
السبت ٢٧ / يوليو / ٢٠٢٤
Logo
  • معادلة المقايضة في السويداء: استراتيجية محلية للتفاوض مع النظام

معادلة المقايضة في السويداء: استراتيجية محلية للتفاوض مع النظام
استمرار التظاهرات في السويداء \ تعبيرية \ متداول

استمرت الاضطرابات الأمنية في محافظة السويداء جنوب سوريا، على إثر احتجاز فرد من القوات الأمنية في المحافظة بهدف الضغط على الحكومة لتحرير طالب جامعي من المحافظة، الذي تم اعتقاله في 12 فبراير الماضي بمدينة اللاذقية.

الرواية انطلقت قبل شهرين، عندما ألقت السلطات القبض على الشاب داني عبيد، بتهمة "الإساءة لسمعة الدولة"، وذلك عقب تدوينة على فيسبوك أظهر فيها تأييده للاحتجاجات في مدينته.

وفي حين طلب السكان من الحكومة إطلاق سراحه، رفضت الأخيرة الطلب، فقامت مجموعة مسلحة بخطف ضباط وأفراد أمن، من بينهم رئيس فرع الهجرة والجوازات في السويداء، العميد منار محمود، والأفراد المصاحبين له، بالإضافة إلى ضابط وأفراد آخرين بالقرب من بلدة المزرعة غرب المدينة.

وقد تم الإفراج عنهم جميعًا يوم الاثنين بعد التحقق من وصول الشاب عبيد إلى المدينة، حيث أطلقت السلطات سراحه بدورها.

اقرأ أيضاً: بشار الأسد يرسل تعزيزات عسكرية لمحافظة السويداء

كما انتشرت مقاطع فيديو تُظهر احتفاء السكان بالشاب في "ساحة الكرامة" وحمله على الأكتاف. لكن هذه الواقعة لم تمضِ دون أن تجذب الانتباه، بل ألقت الضوء على "معادلة التبادل" التي تُعد نادرة في سوريا، وارتبطت فقط بالمحافظة ذات الأغلبية الدرزية، وذلك منذ أكثر من عقد من الزمان.

ومنذ عام 2014، بدأت مجموعات مسلحة ومدنية في السويداء بخطف ضباط وأفراد أمن، بهدف مبادلتهم بأي شخص يُعتقل، بتهم سياسية أو غيرها.

وتُعرف هذه الجماعة بحركة "رجال الكرامة"، وهي فصيل محلي، تدخل في الحوادث السابقة، وعمل من خلال الوساطات على تحرير المعتقلين مقابل الضباط المحتجزين.

وحول هذا الشأن، أوضح الصحفي السوري عبدالحميد توفيق، أنه منذ عام 2011، كانت هناك ميزة للسويداء عن باقي المحافظات بشرط ألا تشارك ضد أي نشاط ميداني أو سياسي ضد الحكومة، مقابل امتيازات معينة منها أن يخدم أبناءها الذين ينتمون إلى صفوف النظام السوري ضمن حدودها، في إشارة إلى عدم إشراك أبناء السويداء في المعارك التي كانت تخوضها القوات السورية ضد المعارضة وغيرها في مناطق مختلفة من سوريا خلال السنوات الماضية.

وأضاف في مقابلة مع "العربية"، أنه بعد تلك الفترة، اتخذت تلك المعادلة مسارًا آخر مع تصاعد الأحداث في البلاد، حيث تطورت الأوضاع وحدثت مشاحنات عديدة في المحافظة أثارت نقاشًا واسعًا.

وتابع أن الحكومة لا تريد اليوم تصعيد الوضع مع سكان السويداء، بل تسعى لاحتواء الوضع، مع التأكيد على عدم التعدي على سمعة الدولة.

كما أشار إلى أن الامتيازات التي منحتها الحكومة للسويداء منذ بداية النزاع لم تتغير إلا بعد تعديل الشروط، وأكد على أن الدولة تحاول الآن السيطرة على الجزء الجنوبي من البلاد الذي يشهد توترات من وقت لآخر بسبب موقعه الاستراتيجي، في إشارة إلى عمليات التهريب التي تحدث في تلك المناطق.

يُذكر أن السويداء قد شهدت توترات مشابهة في الماضي على خلفية اعتقال نشطاء، حيث تضغط الفصائل المحلية على قوات النظام مع اعتقال أبنائها في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام خارج المحافظة.

ليفانت-العربية

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!