الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • روسيا لا تُدخل سلاحاً جديداً إلى الخدمة قبل اختباره في "العملية السورية"!

روسيا لا تُدخل سلاحاً جديداً إلى الخدمة قبل اختباره في
a57907a8-fb90-4fef-81b8-28678704ecb4

صحيفة وزارة الدفاع الروسية تؤكد اختبار مقاتلة سو 57 الحديثة في سوريا


موسكو - طه عبد الواحد


"سوريا أفضل دعاية للأسلحة الروسية"، هذا ما قالته مجلة "زفيزدا" الأسبوعية، التابعة لوزارة الدفاع الروسية، في عددها بتاريخ 27 أغسطس (آب) الماضي. وفي تقرير بعنوان "لماذا تهتم الهند بالمقاتلة سو -57"، قالت المجلة أن قائد القوات الجوية الهندية أعرب عن استعداد بلاده النظر في إمكانية اقتناء هذا الطراز من المقاتلات الروسية الحديثة لكن فقط "بعد أن يراها في التنفيذ العملي"، وهو ما وصفته "شرط" وضعه المسؤول الهندي منذ فترة ليست بعيدة، وأضافت بعد ذلك أن "القيادة في روسيا الاتحادية كانت قد بدأت تنفيذ ذلك الشرط منذ عامين"، موضحة أنه حينها تم اتخاذ القرار بإرسال عينتين من المقاتلة طراز (سو-57)، في مرحلة قبل بدء انتاجها إلى "الميدان القتالي للقوات الجوية الروسية في سوريا"، وقالت أن "ذلك كان أول عرض للمقاتلة الحديثة في ظروف حرب حقيقية، والهدف جذب اهتمام الدول الأجنبية بما في ذلك المشترين المحتملين".


خبر تجربة المقاتلتين في سوريا ليس جديداً، إذ أعلن عن ذلك وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في 1 مارس (آذار) 2018، وأكد أن "المقاتلتين كانتا بالفعل في سوريا، لكن لمدة لم تتجاوز اليومين، نفذتا خلالهما اختبارات، بما في ذلك قتالية"، وأوضح أن طائرات – مختبر وطائرات خاصة لمراقبة الأداء رافقت المقاتلتين خلال طلعاتهما القتالية في سوريا"، وكشف أن الاختبارات في سوريا شملت "إطلاق عملي (اي على أهداف حقيقية وليس تدريبية) لصواريخ مجنحة حديثة من المقاتلتين، بهدف تقدير القدرات القتالية المعلنة لهذا الطراز الحديث من المقاتلات". وبشكل عام ومنذ الأيام الأولى لتدخلها العسكري في سوريا، وكلما استخدمت نوعا جديداً من الأسلحة في دعم النظام السوري، تعلن روسيا على الفور أنها "المرة الأولى التي يجري فيها استخدام هذا السلاح في ظروف حرب حقيقية"، وذلك ضمن حملة الترويج التجاري لصناعاتها العسكرية.


الجديد في الأمر أنها المرة الأولى التي تتحدث فيها مجلة تابعة لوزراة الدفاع الروسية بوضوح عن الاستفادة من العمليات في سوريا ساحة لاختبار الأسلحة الروسية، والترويج لها تجارياً. إذ تؤكد المجلة أنه "منذ الخطوات الأولى في سوريا وإلى جانب تحقيق الأهداف الجيو سياسية، تم استخدام تلك الامكانيات الواسعة التي وفرتها الأزمة السورية لاختبار القدرة القتالية للقوات المسلحة الروسية ومدى فاعلية أسلحتها"، ووصفت نتائج هذا الاستغلال للوضع في سوريا بأنه "كان ناجحاً إلى حد كبير، لدرجة أن روسيا ومنذ عدة سنوات، لم تعد تُدخل الخدمة القتالية أي منظومة أسلحة جديدة دون اختبارات شاملة عليها في سوريا، باستثناء تلك المنظومات التي لا يمكن من حيث المبدأ إرسالها إلى هناك". ووصفت ما تقوم به القوات الروسية من عرض للأسلحة في سوريا بأنه "حالة فريدة في التجربة العالمية"، وأكدت بعد ذلك أن هذا "أصبح ممكناً، لاشك، نتيجة قرار شخصي من الرئيس الروسي"، موضحة أن "أي شخص آخر سواه لا يمكنه أن يعطي الضوء الأخضر لإرسال أحدث صناعات المجمع الحربي بشكل منتظم إلى سوريا واختبارها في ظروف قتالية".


إمكانية "استطلاع القدرات القتالية في سوريا" شكل "اكتشافاً ثميناً، و"ليس بالنسبة للقوات المسلحة فقط التي حصلت على أقصى إمكانيات لتعديل واختبار تقنياتها القتالية، بل وكذلك بالنسبة لمجمع الصناعات الحربية الروسي، الذي يُنتج تلك التقنيات"، حسب مجلة "زفيزدا"، التي عرضت بعد ذلك نتائج "الاختبارات السورية"، وقالت: "ليس سراً أن تعديلات مهمة للغاية تم إدخالها على عدد كبير من الأسلحة والمنظومات القتالية، بناء على نتائج استخدامها القتالي في سوريا". وأشارت إلى أن وزارة الدفاع تمكنت من توقيع اتفاقيات مع المجمع الصناعي لانتاج مروحيات قتالية حديثة، لكن فقط بعد "إدخال تعديلات عليها مع أخذ النجربة السورية بالحسبان".



كما ساهمت "العملية السورية" في الترويج الخارجي للأسلحة الروسية، وفق المجلة التاربعة لوزارة الدفاع الروسية، التي ترى أن "كل هذا النشاط من جانب صُنّاع الأسلحة في روسيا لم يمر دون اهتمام من جانب الخبراء الأجانب، الذين حصلوا على فرصة نادرة لمراقبة عمل مختلف أنواع أنظمة التسلح الروسية، ليس على ساحات المعارض، بل في ظروف قتال حقيقي". وتؤكد المجلة في الختام أنه "بفضل هذه العملية تمكنت روسيا من التقدم بشكل كبير على منافسيها في سوق التسلح العالمية، لأنه لا يمتلك أي جيش آخر في العالم مثل هذا "العرض المباشر" لأحدث قدراته القتالية". وكشفت أن "نتيجة ذلك العمل (الاختبارات والعرض في سوريا) ارتفع الأداء المالي لصادرات الأسلحة الروسية للعام الرابع على التوالي، ووصل حتى 16 مليار دولار عام 2018، كما نمت العائدات بالعملة الصعبة من صادرات المنتجيات العسكرية بنسبة 45 بالمائة، وبلغ اجمالي محفظة الطلبات ما يقارب 54 مليار دولار". إلا أن المجلة لم تتوقف عند ما دفعته سوريا وشعبها ثمناً لتلك التجارب وحملات الترويج التجاري لمنتجات مجمع الصناعات الحربية الروسي.


روسيا لا تُدخل سلاحاً جديداً إلى الخدمة قبل اختباره في "العملية السورية"! روسيا لا تُدخل سلاحاً جديداً إلى الخدمة قبل اختباره في "العملية السورية"!

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!