الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
داعش يعاود الظهور في تونس.. ما علاقة الإخوان؟
تونس (ليفانت)
مجدداً عاود تنظيم داعش الإرهابي، الظهور في عدة مناطق داخل تونس، بالتزامن مع تهديدات متواصلة من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي، سواء داخل البلاد أو خارجها، رفضاً للإجراءات الاستثنائية التي أقرّها الرئيس التونسي قيس سعيد، في 25 تموز/ يوليو الماضي، بتجميد البرلمان وإقالة الحكومة، وما تبعها من خطوات استهدفت مكافحة الفساد ومحاكمة الفاسدين.

تفكيك خليتين في يوم واحد

وأعلنت السلطات التونسية، في 28 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تفكيك خلية إراهبية، تتبع تنظيم داعش في مدينة تطاوين جنوب البلاد، كانت تخطط لشنّ هجمات على قوات الجيش والشرطة ومؤسسات حيوية في البلاد باستخدام عبوات ناسفة تقليدية الصنع، حسبما أعلنت وزارة الداخلية في بيان صدر عقب القبض على عناصرها ومصادرة كمية من الأسلحة والمتفجرات بحوزتهم.
وبعد ساعات، أعلنت الداخلية التونسية مجدداً عن تفكيك خلية داعشية، لكنها هذه المرة نسائية، تم ضبطها مع عنصر تكفيري يتولى مسؤولية الإعلام والدعاية لتنظيم داعش الإرهابي، وأيضاً التجنيد من خلال المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، وذلك في منطقة بنزرت شمالي البلاد.

تونس/ ليفانت نيوز

والخميس الماضي، قالت وزارة الداخلية التونسية إنها اكتشف نفقاً يبعد 50 متراً من مقرّ إقامة السفير الفرنسي بضاحية المرسى بالعاصمة، في عمل وصفه المراقبون بـ"المحاولة الإرهابية"، فيما سارعت أجهزة الأمن لفرض تعزيزات قصوى في نطاق المكان، وتجوّل الرئيس التونسى قيس سعيد، برفقة رئيسة الحكومة نجلاء بودن، ووزير الداخلية توفيق شرف الدين، بالمرسى لمعاينة النفق الذي تم اكتشافه بإحدى المنازل القريبة من منزل سفير فرنسا بتونس.

تهديدات إخوانية

وأعادت الخلية الداعشية الجدل حول نشاط الإرهاب في تونس، خاصة في ظلّ تهديدات متتالية من جانب قيادات حركة النهضة الإخوانية باستخدام العنف كوسيلة للعودة، كان أبرزها ما أقرّه راشد الغنوشي، زعيم الحركة، في تصريحات لصحيفة "كورياري ديلا سيرا"، باحتمال اللجوء للعنف إذا استمرّ الوضع في تونس على ما هو عليه، قاصداً تجميد البرلمان.

وأيضاً التهديدات التي خرجت من القيادي الإخواني في ليبيا، خالد المشري، رئيس ما يسمى مجلس الدولة في البلاد، بشأن إمكانية تصدير "مرتزقة" لنصرة النهضة في تونس.

يقظة أمنية

ووفق مصدر تونسي مطلع تشهد البلاد، منذ تموز/ يوليو، حالة من الاستنفار الأمني على جميع المستويات، خاصة في المناطق الحدودية تحسباً لأي عمليات تسلل من جانب القوى المتطرّفة التي تدعم النهضة.

وفي تصريح لـ"ليفانت"، أكد المصدر على جاهزية القوات التونسية للتعامل مع أي خطر يهدّد أمن البلاد، سواء من الداخل أو الخارج، مؤكداً أن السلطات رصدت تواصلاً بين قوى سياسية في الداخل وجماعات متطرّفة خارج البلاد بهدف طلب الدعم والمساندة والاستقواء، لكن السلطات متيقظة لهذه المخططات وتعمل بكافة أجهزتها لإجهاضها.

ووفق المراقبين، تعتبر حركة النهضة الإخوانية نفسها في مواجهة مباشرة مع كافة مؤسسات الدولة، وتتسلّح بكافة الأساليب والأدوات بما فيها العنف، لفرض نفسها على المشهد السياسي في البلاد، خاصة في ظلّ حالة الرفض السياسي الشديد لها وتراجع شعبيتها إلى حدِّ غير مسبوق مقابل تنامي ملحوظ في شعبية الرئيس يصل إلى حد الاكتساح، وفق إحصائيّات الرأي الأخيرة.

ومن جانبه يقول المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي إن بلاده تشهد موجة من "الإرهاب المحتمل"، بالتزامن مع سقوط غير مسبوق لحركة النهضة الإخوانية وعزل كامل عن الشارع السياسي التونسي، بإرادة الشعب وقرار مؤسسات الدولة.

عشرية الإخوان السوداء وحصاد الإرهاب

وفي تصريح لـ"ليفانت"، يصف الجليدي سنوات حكم الإخوان في البلاد بـ"العشرية السوداء"، مشيراً إلى أنّ الجماعة متورطة بالعديد من قضايا الفساد والإرهاب، في مقدمتها قضية الاغتيالات السياسية للسياسيين شكر بلعيد ومحمد البراهمي، فضلاً عن قضية الفساد السياسي والتمويلات الخارجية وكلّها قضايا سيحكم فيها القضاء التونسي الذي يشنّ حرباً شرسة ضد الفساد والفاسدين في الوقت الراهن.

وحول العمليات الإرهابية في البلاد، يؤكد الجليدي أن مؤشر اليقظة الأمنية التونسية في أعلى مستوى خلال الأشهر الماضية، متأثراً بحالة الاستقرار التي تشهدها المؤسسات في الدولة بشكل عام بعد سقوط الإخوان من السلطة.
ويوضّح الجليدي أنّ القوات التونسية نجحت حتى اللحظة الراهنة في التصدّي لكافة المخططات الإرهابية التي استهدفت ضرب استقرار البلاد بالتنسيق مع حركة النهضة التي قدمت لها كامل الدعم اللوجيستي لتنفيذ تلك العمليات، بما فيها محاولات التسلل من جانب المرتزقة إلى داخل الحدود التونسية.

ويقول الجليدي: "يبدو أننا أمام مشهد أمني تونسي يستعيد عافيته، خاصة أن القرارات الأخيرة المتعلقة بتطهير المؤسسات، شملت تقريبا 47 قيادة داخل المؤسسة الأمنية، فضلاً عن كون وزير الداخلية الحالي رجل قانون، ما يعني الدمج ما بين الحقوق والحريات وحفظ الأمن في البلاد، وفقاً لما تقضيه الضرورة الراهنة".

من جانبه أكد وزير الداخلية التونسي، توفيق شرف الدين، على وضع محاربة الإرهاب كأولوية له خلال الفترة المقبلة، وقال شرف الدين في تصريح للصحفيين عقب توليه مهام منصبه في الحكومة التونسية الجديدة، إنّ "المؤسسة الأمنية حققت نجاحات مشهود لها عالمياً ولم يتبقَّ الكثير في هذا المجال، أتوقع أن نصل إلى نتائج باهرة".

ليفانت - رشا عمار

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!