الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
(الحمزة).. مليشيا يقودها داعشي تعيث فساداً بـ عفرين
عفرين

منذ استيلاء تركيا ومسلحيها السوريين ممن يسمون بـ"الجيش الوطني السوري" على منطقة عفرين ذات الكثافة السكانية الكردية، في آذار العام 2018، عقب شهرين من المعارك الطاحنة التي شهدتها كل قرى المنطقة، برزت إلى العلن أسماء مجموعة من المليشيات المسلحة، ليس بسبب أفعالها الخيرة، أو جلبها الأمن إلى المنطقة، وإنما بسبب الانتهاكات الواسعة، التي تنوعت ما بين الخطف، التعذيب، تتريك المعالم، نشر التشدد الديني، وصولاً إلى السلب والاستيلاء على أملاك المواطنين الكُرد، سواء ممن هجروا بفعل الهجوم التركي، المسمّى بـ"غصن الزيتون"، أو أولئك الذين اختاروا البقاء في عفرين رغم المخاطر الأمنية.


مليشيا "فرقة الحمزة"


ومن بين تلك المليشيات التي عرفت بانتهاكاتها الواسعة، مليشيا "فرقة الحمزة"، التي تعتبر تابعة مباشرة للجانب التركي، وشاركت بشكل فاعل في ثلاث هجمات تركية على الأراضي السورية، بدءاً من السيطرة على جرابلس وشمال شرق حلب، مروراً بـ عفرين، ووصولاً إلى الهجمات على مدينتي رأس العين وتل أبيض، والتي انتهت بالاستيلاء عليهما بقوة التركية.


وتعتبر مليشيا "الحمزة"، في الأساس، تجمعاً لخمس مليشيات أصغر، وهي كل من "الحمزة، رعد الشمال، ذي قار، مارع الصمود والمهام الخاصة، إذ تأسست في العام 201.


متزعمو المليشيا


يتزعم المليشيا المدعو "سيف أبو بكر"، وهو ضابط منشق عن جيش النظام السوري في عام 2011، من مواليد السبعينات، وخلال فترة حكم تنظيم داعش لمدينة الباب، تم تعينه من قبل التنظيم والياً على الباب، كما تم تعيينه في العام 2016، كمتزعم لمليشيا "فرقة الحمزة" من قبل أنقرة، وكان من أبرز المشاركين في عملية الهجوم على عفرين، والتي تعرف إعلامياً بـ"غصن الزيتون"، فيما أسفرت الأخيرة عن تهجير غالبية السكان الكُرد من عفرين.


وبعد بدء العمليات العسكرية في ليبيا، ومشاركة تركيا إلى جانب حكومة الوفاق الإخوانية، انتقل أبو بكر إلى ليبيا كمتزعم عسكري في طرابلس.


أبرز انتهاكات المليشيا في عفرين


منذ استيلاء الجيش التركي على عفرين، برفقة 25 ألفاً، من مسلحي "الجيش الوطني السوري"، تعرف مليشيا "الحمزة" كواحدة من أسوء المليشيات، التي تملك نفوذاً كبيراً من الجانب التركي، لتمارس معه أبشع الانتهاكات بحق سكان مدينة عفرين من قتل وخطف وسرقة. 


ومن أبرز تلك الانتهاكات، قضية المعتقلات الكُرديات، وهنّ النسوة اللواتي ظهرن إلى العلن بعد حدوث خلاف بين أهالي من الغوطة الشرقية، والمليشيا وسط مدينة عفرين، إثر قيام مسلح منها بقتل أحد أهالي الغوطة، مما أدّى لنشوب اشتباكات عنيفة بين الطرفين، تمكن خلالها مسلحون من الغوطة الشرقية من اقتحام مبنى "الأسايش سابقاً" والذي اتخذته مليشيا "الحمزة" مقرّاً منذ سقوط عفرين آذار العام 2018، حيث عثر في المبنى على عدد من المختطفات الكُرديات في سجن سري، عقب إخفائهن القسري عن ذويهن، وفقدان هؤلاء الأمل في العثور عليهن، نتيجة إنكار المليشيا علمها بمكان تواجدهن.


ولا تقتصر انتهاكات المليشيا على عمليات الخطف والقتل، بل تطال طبيعة عفرين وأثارها التي حولتها المليشيات التابعة لتركيا لمصدر دخل، بجانب قيام المليشيا بتهديد سكان قرية "براد" الأثرية التابعة لناحية شيراوا (جنوب شرق عفرين)، بطردهم من القرية، دون معرفة دواعي ذلك، خاصة أنّه لا يتجاوز عدد العائلات الكردية في براد العشر عائلات، وذلك بعد تهجير سكانها بفعل عملية "غصن الزيتون"، فيما رجّح ناشطون أن تعود التهديدات لرغبة المسلحين في التنقيب عن الآثار بعيداً عن أعين الأهالي.


اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة في مدينة إعزاز


"الحمزة" وتهريب البشر


تستولي مليشيا "الحمزة" على قرى ناحية شيراوا، كقرى (الباسوطة وكيمار)، المتاخمة لمناطق سيطرة النظام السوري والقوات الكردية، حيث يعمل مسلحو المليشيا في تلك المناطق على تهريب البشر من وإلى مناطق النظام، مقابل مبالغ مالية كبيرة عن كل شخص، رغم تسببهم في وقوع العشرات من القتلى، نتيجة انفجار ألغام أرضية بحافلات نقل الركاب.


من أبرز تلك الحوادث، وقوع قرابة الـ40 شخصاً من أبناء مدينة درعا، كأسرى بيد عناصر النظام السوري، عند محاولاتهم العبور لمدينة عفرين وإدلب والسفر للأراضي التركية، حيث انفجر لغم أرضي بحافلتهم في قرية براد، ولم يصل منهم سوى سبع شبان زحفاً لنواحي عفرين، فيما وقع الباقي أسرى بيد النظام السوري، وما يزال مصيرهم مجهولاً.


ترويج المخدرات


وفي آخر انتهاكات المليشيا، في مدينة عفرين، ذكرت مصادر خاصة لـليفانت نيوز، بأنّ مسلحي المليشيا يقومون بترويج المخدرات وتوزيعها بين الشبان الصغار لتجنيدهم لصالحهم، وذلك في مركز مدينة عفرين وبلدة الباسوطة، عبر جذب أطفال تتراوح أعمارهم ما بين الـ10 إلى الـ15 عام، وتزويدهم بالمخدرات ومادة "الحشيش"، حتى يصبحوا مدمنين.


وبحسب المصادر الخاصة، فإنّه من أسماء المسلحين المروجين للمخدرات، كل من "أبي رياح" و"أبي فاضل" و"أبي حسن"، إذ يبيعون المواد المخدرة في صيدليات افتتحها بعض الموالون للمسلحين ضمن مناطق سيطرة المليشيا، (علماً أنّ المسلحين يعتمدون على الألقاب للتعريف بأنفسهم، خشية ملاحقتهم دولياً في المستقبل).


وتسعى المليشيا من خلال ترويج المخدرات بين صفوف الأطفال والمراهقين، إلى استدراجهم بعد إدمانهم على تلك المواد، للسيطرة عليهم لابتزازهم، بجانب الأرباح المالية التي يجنيها متزعمو المليشيا من توسّع عمليات الإدمان.


ليفانت-خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!