الوضع المظلم
الأحد ١٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • أمن بريطانيا.. عوامل رفع مستوى التهديد الإرهابي في بريطانيا

أمن بريطانيا.. عوامل رفع مستوى التهديد الإرهابي في بريطانيا
بريطانيا

ما زال مستوى التهديد الإرهابي الحالي في المملكة المتحدة "مرتفعاً" بمعنى أن وقوع هجوم إرهابي ما زال محتملاً (ثالث أعلى مستوى)، وبرغم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإنّ أمنها ليس بعيداً عن دول الاتحاد، وانعكس ذلك بتداعيات العمليات الإرهابية التي شهدتها دول الاتحاد على مستوى التهديد البريطاني للمملكة المتحدة.


مستويات التهديد


هناك خمسة مستويات من التهديد، تعتمدها الحكومة البريطانية، وهي منخفض - الهجوم غير مرجح للغاية معتدل - الهجوم ممكن ولكن غير محتمل كبير - هجوم محتمل شديد - هجوم محتمل للغاية حرج - من المرجح حدوث هجوم في المستقبل القريب تم تحديد المستوى من قبل مركز تحليل الإرهاب المشترك وجهاز الأمن (MI5). وكان مستوى التهديد السابق إلى ذلك "خطيرا" بعد أن تم تخفيضه إلى هذا المستوى بسبب ارتفاعه إلى مستوى "حرج" بعد تفجير مانشستر أرينا، في 22 مايو 2017.


بريطانيا


انخفض مستوى التهديد الإرهابي البريطاني مطلع عام 2021 من الإرهاب الدولي إلى المستوى "المرتفع" من المستوى "الشديد"، وهو ثالث أعلى مستوى، مما يعني أن الهجوم يعتبر مرجحاً وليس احتمالاً كبيراً. يتم تحديد مستوى التهديد من قبل المركز المشترك لتحليل الإرهاب والأجهزة الأمنية، ولديها خمسة مستويات، تتحرك من منخفض إلى متوسط، كبير، شديد وحرج.


وفي هذ السياق، حذر اللورد هاريس، المستشار الأمني الذي ترأس هيئة شرطة العاصمة مطلع عام 2021، من أن طبيعة التهديد الإرهابي قد تغيرت. وأضاف "تهدف هذه المراجعة إلى تقييم ما وصلنا إليه الآن وما إذا كانت هناك خطوات إضافية يجب اتخاذها للمساعدة في ضمان سلامة سكان لندن. ما يعنيه اللورد هاريس هو مراجعة الهجمات الإرهابية الأخيرة في لندن.


وتحولت المملكة المتحدة إلى حالة أمنية صعبة في نوفمبر 2020، بعد الهجمات في فرنسا والنمسا وحينها قالت "بريتي باتيل"، وزيرة الداخلية، إن مركز تحليل الإرهاب المشترك (JTAC) خفض مستوى تهديد الإرهاب القومي البريطاني من رابع أعلى مستوى إلى ثالث أعلى مستوى. وقالت وزيرة الداخلية إن انخفاض مستوى التهديد الإرهابي يرجع إلى "الانخفاض الكبير في زخم الهجمات في أوروبا، خلال شهر سبتمبر ونوفمبر 2020. وأضافت: "ومع ذلك، ما يزال مستوى التهديد الإرهابي الآن عند مستوى كبير، وهذا يعني أن وقوع هجوم إرهابي في المملكة المتحدة محتمل وسوف يظل الإرهاب أحد أكثر المخاطر المباشرة والفورية على أمننا القومي في بريطانيا".


أسباب رفع مستوى التهديد الإرهابي

تعيش معظم أجزاء المملكة المتحدة الآن في حالة من نوع من الإغلاق، مع جائحة كورونا كوفيد-19 رغم ذلك، تنتشر مفارز الشرطة في شوارع لندن والمدن البريطانية، هذا لأنه في أعقاب الهجمات الإرهابية في النمسا وفرنسا، تم رفع مستوى تهديد الإرهاب في المملكة المتحدة إلى "شديد".


كانت حكومة المملكة المتحدة حريصة على التأكيد أنه على الرغم من التغيير في مستوى التهديد، لم تكن هناك معلومات استخبارية محددة تشير إلى أن هجوماً على مصالح المملكة المتحدة أو المملكة المتحدة في الخارج كان وشيكاً وأن الزيادة في مستوى التهديد ببريطانيا يمكن اعتباره إجراء احترازياً.


المكتب الوطني لأمن مكافحة الإرهاب

لدى المكتب الوطني لأمن مكافحة الإرهاب (NaCTSO) ومركز حماية البنية التحتية الوطنية (CPNI) مستشارون أمنيون متخصصون يعملون مع الشركات التي تعتبر معرضة لخطر الاستهداف من قبل الإرهابيين، ويقدمون لهم المشورة الأمنية الوقائية، اعتمدت الحكومة البريطانية خطة نشر أفراد عسكريين بريطانيين لدعم الشرطة، في شهر مايو 2017، ويمثل نشر الأفراد المسلحين النظاميين كعنصر أساسي في قدرة مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة، تحولا مهماً في توفير القدرة على الأمن الداخلي.


تقع المراقبة في صميم آليات الاحتواء في استراتيجية "المنع" وتركيز الاستراتيجية على الوقاية من التطرّف من أجل تنفيذ عملية المراقبة، وتحديد الأفراد أو الجماعات التي ممكن أن تنزح نحو التطرف، ويتطلب من الأجهزة الأمنية رصد ومراقبة التغييرات السلوكية للأفراد أو المجموعات المشتبه به هذه الإجراءات حول التطرّف والإرهاب تنقل اجراءات مكافحة الإرهاب إلى العمليات الاستباقية، أي تنفيذ عمليات تعرضية من قبل أجهزة الشرطة والأمن مثل تفكيك الخلايا الإرهابية، قبل تنفيذ العمليات.


تجربة نزع التطرّف في بريطانيا وإعادة التأهيل

اضطرت الشرطة البريطانية إلى قتل سوديش أمان بالرصاص بعد أن طعن 3 أشخاص، في فبراير 2020، وذلك بعد أيام قليلة من إطلاق سراحه من السجن، العملية كشفت المزيد من التفاصيل عن حياة "سوديش" وكيفية نجاحه في خداع بعض المحققين وإقناعهم أنه تخلى عن أفكار داعش قبل إطلاق سراحه وخلال فترة مراقبته. كان أمان تحت مراقبة مسلحة على مدار 24 ساعة من قبل الشرطة وجهاز المخابرات الداخلية MI5 عندما ارتكب الهجوم، حيث كان هناك ضباط خلفه بأمتار عندما سرق سكينا من متجر في ستريتهام، وبدأ في مهاجمة المارة. وكان أمان يخضع لمراقبة الشرطة وتجري معه جهود مختلفة لإعادة تأهليه منذ إطلاق سراحه من السجن قبل 10 أيام من تنفيذ جريمته، وتمت الاستعانة بمستشارين كجزء من برنامج وزارة الداخلية في تلك الجهود.


التقييم


ـ نجحت الشرطة البريطانية تحديداً في الرد السريع على هجمات الجماعات الإرهابية، الذئاب المنفردة، وسجلت أرقاماً قياسية بأقل من عشر دقائق بتحييد المهاجمين، وهي الأفضل في أوروبا، وهذا يأتي من خلال اعتماد الشرطة البريطانية، نشر مفارز شرطة متحركة في المناطق المزدحمة. يذكر أن نشر الشرطة لا يمنع وقوع الحوادث لكنها مفيدة في تقليل الخسائر والحد منها.


ـ من المرجح أن يشهد المستوى الأمني المشدد زيادة في التفاعل بينهما، ومن المحتمل أن تكون العديد من الأماكن العامة والأماكن المزدحمة أكثر أمناً، مع وجود عدد أقل من الزوار بسبب إغلاق الشركات غير الأساسية، وهذا يقلل من فرص تنفيذ الإرهابيين للهجمات. لكن من الواضح أن حكومة المملكة المتحدة ما تزال ترى أن هناك تهديداً إرهابياً مستمراً للمملكة المتحدة وسيحتاج الجمهور إلى توخي اليقظة.


ـ إعتماد الحكومة نشر الرسائل والإعلانات الأمنية في الأماكن المزدحمة، مثل مراكز النقلن بهدف زيادة اليقظة وتشجيع الأشخاص على الإبلاغ عن الطرود أو الأنشطة المشبوهة.


ليفانت: بون ـ جاسم محمد ليفانت

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!