الوضع المظلم
السبت ٠٤ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • صراع الميليشيات في منطقة شمال سوريا: تحليل وتقدير للأوضاع الراهنة

صراع الميليشيات في منطقة شمال سوريا: تحليل وتقدير للأوضاع الراهنة
الجولاني - منصات التواصل

تتصف الصراعات الأخيرة في المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية بتوقف المعارك الكبرى بعد اتفاق سوتشي لوقف إطلاق النار الذي وقّعته تركيا وروسيا مطلع عام 2020.

والآن، تركز هذه الصراعات على منافسة القوى والفصائل على بسط النفوذ والسيطرة على الموارد المحدودة في المنطقة، وعلى رأسها المعابر الحدودية، بما في ذلك المعابر مع تركيا ومعابر أخرى داخل مناطق نفوذ القوى المسيطرة على الأراضي السورية. تشمل هذه القوى والفصائل أبرزها: قوات النظام، قسد، هيئة تحرير الجولاني، الجيش الوطني، وفصائل أخرى.

يشير الكاتب والمحلل السياسي د. باسل معراوي إلى مخاوف "هيئة تحرير الشام" من التقارب الأمريكي التركي وما قد ينجم عنه من محاولة لفرض رؤيتهما المشتركة على القوى المسيطرة على المنطقة، بما في ذلك "قوات الجولاني وقسد". وهذا يأتي في إطار محاولة الولايات المتحدة تقليص دور قسد شرق الفرات عبر دعم تمرد العشائر العربية ومشاركتها في إدارة المنطقة. ولهذا، حاول "الجولاني" الاستفادة من هذا السياق وزيادة تأثير ميليشياته في مناطق التماس مع قوات قسد.

وفيما يتعلق بتحليل أسباب الصراعات الحالية، يشير الأستاذ وائل علوان إلى أنها تتعدى المجرد منافسة على الموارد المالية، حيث يسعى "ميليشيا تحرير الشام" إلى تعزيز نفوذها وسيطرتها على المنطقة بشكل عام، وذلك بما في ذلك الأبعاد السياسية والأمنية. وهذا يظهر من خلال تواجدها على خطوط التماس مع قوات قسد وتطلعها لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية تمهيدًا لأي تحركات مستقبلية لتركيا ضد  قسد.

اقرأ المزيد: مقتل وإصابة العشرات باشتباكات بين "قسد" والعشائر في دير الزور

من ناحية أخرى، يبدي المقال اهتمامًا بتحليل الموقف التركي الذي كان غير واضح في الصراعات السابقة. ومؤخرًا، أصبح من الواضح أن تركيا تتبنى موقفًا أكثر صرامة، حيث شاركت ضباطًا تركيين في المفاوضات مع الفصيل المتمركز عند معبر الحمران، وقامت بقصف مواقع لهيئة الجولاني. يُشير التحليل إلى أن تركيا قد تغيرت في تقديرها للأمور، مما يعكس أهمية النقاط الاستراتيجية بالنسبة لها والحاجة إلى السيطرة عليها.

أخيرًا، يُشير التقدير إلى أن زعيم " هيئة تحرير الشام"، الجولاني، قد أخطأ في تقدير بعض النقاط، مثل عدم تقديره لأهمية البعد الجغرافي بالنسبة لتركيا ولأهمية الفصائل الداعمة لها مثل السلطان مراد. كما أشار التحليل إلى أن هناك عوامل متعددة، مثل التغيرات في النفوذ والسيطرة في المنطقة وتحولات في السياسة الأمريكية، قد دفعت "الجولاني" إلى اتخاذ خطوات محفوفة بالمخاطر في نقاط التماس شرق حلب.


ليفانت - أورينت 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!