-
جمعية "ليلون" تكشف تفاصيل قمع احتجاج نسائي بـقرية "كاخره" في عفرين
-
تؤكد الوثائق التي جمعها باحثو ليلون على ضرورة تحرك المجتمع الدولي العاجل لوقف الانتهاكات المستمرة في عفرين، وتسلط الضوء على معاناة السكان الأصليين تحت حكم الفصائل المدعومة من تركيا
أماطت جمعية ليلون للضحايا، اللثام عن سلسلة من الانتهاكات الخطيرة في قرية كاخره بمنطقة عفرين المحتلة، في تقرير استقصائي حصري نشره اليوم، حيث وثق التقرير، الذي استند إلى شهادات حية وتحقيقات ميدانية، اعتداءات وحشية نفذها فصيل "السلطان سليمان شاه" المعروف بـ "العمشات" ضد المدنيين، وخاصة النساء.
واستطاع باحثو مركز ليلون، رغم القيود الصارمة والتهديدات الأمنية، جمع شهادات موثقة من ضحايا وشهود عيان على الأحداث المأساوية التي شهدتها القرية، ووفقاً للتقرير، اندلعت الأحداث عندما نظمت مجموعة شجاعة من نساء القرية، يقارب عددهن العشرين، احتجاجاً سلمياً يوم الأحد 15 أيلول/سبتمبر 2024، رفضاً لفرض إتاوات باهظة.
اقرأ أيضاً: ببيان هزيل.. "الإسلامي السوري" يُحاول تبرئة ذمته من جرائم "عفرين"
ونقل التقرير شهادة حصرية للارا العلي (اسم مستعار)، إحدى المشاركات في الاحتجاج، التي أفادت لباحثي ليلون: "واجهنا عنفاً مفرطاً عند محاولتنا الاحتجاج السلمي، هاجمونا بالهراوات والسياط، وأطلقوا النار عشوائياً لتفريقنا. أصيبت العديد من النساء بجروح وكسور".
وكشف التقرير عن إجراءات قمعية لاحقة، حيث فرض الفصيل حظر تجول وقطع خدمات الاتصالات لمنع تسرب المعلومات، وأكد شاهد آخر (أحمد الأحمد/اسم مستعار) لباحثي المركز: "عقب الاعتداء، حاصروا القرية بالكامل، الجميع يعيش في حالة من الرعب، ونخشى مما قد يحدث لاحقاً".
ووثق التقرير أيضاً حالات ابتزاز مالي فاحش، حيث نقل باحثو ليلون عن مصدر خاص (يوسف سعيد/اسم مستعار): "فرض الفصيل على إحدى العائلات دفع مبلغ 8 آلاف دولار أمريكي كجزء من الإتاوات، بينما طالبوا عائلات أخرى بمبالغ تصل إلى 4 آلاف دولار".
وسجل التقرير شهادة صادمة لإحدى الناجيات، كشفت فيها عن تهديدات بالاغتصاب وممارسات مهينة ضد المدنيين، وأشار التقرير إلى استمرار الانتهاكات بشكل ممنهج، بما في ذلك قطع الاتصالات وتهديد السكان لمنع تسرب المعلومات.
ويأتي هذا التقرير الاستقصائي لجمعية ليلون للضحايا، في سياق جهوده المستمرة لتوثيق الانتهاكات في المناطق المحتلة من عفرين، وتجدر الإشارة إلى أن المركز قد نشر سلسلة من التقارير السابقة التي وثقت انتهاكات مماثلة في مناطق أخرى تحت سيطرة الفصائل المدعومة من تركيا.
ويطالب أهالي عفرين المنظمات الدولية والحقوقية بالتحرك الفوري لحمايتهم، ويدعون إلى تحقيق دولي في الانتهاكات الموثقة ومحاسبة المسؤولين عنها، بينما يؤكد مراقبون على ضرورة العمل الجاد لإنهاء الاحتلال التركي وضمان عودة المهجرين قسراً إلى عفرين، في ظروف آمنة وكريمة.
ليفانت-جمعية ليلون للضحايا
