الوضع المظلم
السبت ٢١ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تدشين تمثال ماسينيسا عشية اندلاع الثورة يثير جدلاً بالجزائر !

تدشين تمثال ماسينيسا عشية اندلاع الثورة يثير جدلاً بالجزائر !
تدشين تمثال ماسينيسا عشية اندلاع الثورة يثير جدلا بالجزائر !

دشّنت السلطات الجزائرية عشية الإحتفالات المخلّدة للثورة التحريرية تمثال القائد االنوميدي الشهير "ماسينيسن"(238 -148 ق. م) بساحة تافورة وسط الجزائر العاصمة ،ورفع وزير المجاهدين طيب زيتوني بصفة رسمية الستار عن هذا التمثال.


وإستغرقت عملية إنجاز هذا التمثال مدة 3 سنوات كاملة على يد 3 فنانين جزائريين خريجي مدرسة الفنون الجميلة، وبلغت قيمته المالية 1.7 مليار سنتيم (قرابة 170 ألف دولار).


وسيتمكن الجمهور لدى وقوفه أمام التمثال المصنوع من البرونز والذي يبلغ علوه 3 أمتار، ومثبّت على قاعدة رخامية سمكها 2.5 متر ، من قراءة لوحات تعريفية بالملك النوميدي باللغات الأربع؛ العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية.


وإعتبرت السلطات الجزائرية أن نصب تمثال الملك ماسينيسا في قلب الجزائر العاصمة هو "تأكيد على البعد الأمازيغي للجزائر كلها" وأن هذه الشخصية هي "مفخرة" لكل الجزائريين ولسكان بلدان شمال إفريقيا أيضاً.


وماسينيسا هو ابن غايا بن زيلالسان بن أيليماس، وهو أول قائد للأمازيغ يذكره التاريخ، ولد سنة 238 قبل الميلاد في منطقة خنشلة، شرق الجزائر.


وتفاعل جزائريون على شبكات التواصل الاجتماعي مع الحدث، بين من رحّب بإقامة التمثال وبين رافض لهذه الخطوة ومنهم من عاب على طريقة نحته وشكله العام .


و دوّن مصطفى صامت على صفحته بالفايسبوك مؤيداً لنصب تمثال ماسينيسا وسط العاصمة “تم تنصيب تمثال الأغليد أمقران ماسينيسا إبن غايا وحفيد زولالسن من العائلة الماسيلية، موحد شمال إفريقيا من طرابلس حتى واد ملوية وصاحب شعار ‘تفريقيت إيفريقن’ إفريقيا للإفريقيين.... هرمنا لأجل هذا الحدث ولن يتوقف النضال حتى تعود الأذهان المغتربة في صحراء نجد وشعاب فلسطين وأزقة باريس الى أجسادها في تمازغى”.


وكتب الدكتور إدريس بولكعيبات "تمثال ماسينيسا الذي أقيم له في العاصمة غريب! والقراءة فيه تشير إلى أنه غريب عن نفسه وعن جذوره فهو لرجل آخر بالتأكيد! ملامح ماسينيسا زنجية بينما أراد صانع التمثال أن يكون بملامح ولباس الرجل الروماني! صحيح أنه كان حليفاً لروما لكن ليس إلى حد تغيير الجلد! وأكيد أن النحات ينتمي إلى تلك المدرسة التي تزعم أن التاريخ ليس نقل الماضي إلى الحاضر بل هو إسقاط الحاضر على الماضي!".


ومن جهته علّق الأستاذ محمد جربوعة عبر صفحتة بالفايسبوك عن هذا الحدث قائلاً: " فرقٌ بين من يدُه على سيف في صدر درعه .. ومن يده على سيف خلفه رأسه في التراب... لا يخفي المرء سيفاً خلفه إلا لغدر ..ولا يسحبه في الأرض إلا لهزيمة وتسليم. برأيي ( هذا مكبح يدوي لسيارة ( فران آمان) وليس سيفاً.


ويضيف جربوعة ملاحظة يقول فيها :" تعيب العرب إمساك السيف حيث يكون الإبهام إلى الأعلى .. هذا شأن من لا شأن له بالقتال والفروسية، لأن المبارزة بالسيف على هذه الحال مستحيلة .. إبهام الفارس يكون مما يلي حد السيف".


واعتبر محمد جربوعة التمثال هذا بالفضيحة حيث قارن بين التمثالين قائلاً: "ثم يقال بأن ماسينيسا كان أعسر يستعمل يسراه ...فماذا يفعل السيف في يمناه؟ هل أخذه فقط لإلتقاط صورة تذكارية؟


ولم يهضم الكثير من الجزائريين توقيت تدشين هذا التمثال عشية الإحتفالات المخلّدة للثورة التحريرية المجيدة وتساءلوا عن علاقة ماسينيسا بالثورة الجزائرية وما زاد الطين بلة هو تدشينه من قبل وزير المجاهدين.


وتأسف الدكتور و المؤرخ ”محمد الأمين بلغيث” من تنصيب تمثال لماسينيسا أمس بساحة “تافورة”، تزامناً مع احتفالات ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة.


وإعتبر ”بلغيث” عند نزوله ضيفاً على قناة الشروق أن “ماسينيسا” لا يمثل تاريخ” الجزائر” وهو الذي خدم “روما” وتحالف مع الرومان ضد القرطاجيين الفينيقيين العرب.


وقال ”بلغيث” أن ما حدث مؤسف جداً، خصوصاً وأن من دشّن تمثال” ماسينيسا” ،هو وزير المجاهدين “طيب زيتوني”.


ونفى "بلغيث" التبرير بأن” ماسينيسا” أمازيغي، وقال "كلمة أمازيغية كلمة مستحدثة جديدة و”ماسينيسا” نوميدي أفريقي، مؤكداً بأنه من العيب تنصيب تمثال لمن عاش خادماً لروما، و إذا كان يلزم نصب تمثال فالأنسب على حسب قوله هو نصب تمثال ليوغرطة بدل ماسينيسا .


للإشارة تعتزم السلطات الجزائرية إطلاق مشروعين مماثلين في غضون السنة المقبلة 2020 لإنجاز تمثالين للشهيد العربي بن مهيدي والمجاهد كريم بلقاسم سيتم نصبهما في الشارعين اللذين يحملان اسميهما بالعاصمة.


كاتب وصحفي جزائري

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!