الوضع المظلم
الخميس ٢٤ / أبريل / ٢٠٢٥
Logo
  • تجاوزات إسرائيل الخطيرة في سوريا: تحويل حليف محتمل إلى عدو

  • تحليل لـ شيرا إفرون وداني سيترينوويتش
تجاوزات إسرائيل الخطيرة في سوريا: تحويل حليف محتمل إلى عدو
تجاوزات إسرائيل الخطيرة في سوريا: تحويل حليف محتمل إلى عدو

في الأشهر التي تلت انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تزايدت الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في سوريا بشكل ملحوظ، مما يعكس تحولًا جذريًا في السياسة الإسرائيلية تجاه جارتها الشمالية الشرقية. فقد كانت إسرائيل تعتقد أن بإمكانها التعايش مع نظام الأسد؛ لكن الوضع الحالي يشير إلى تجاوزات خطيرة من الجانب الإسرائيلي.

تزداد المخاوف الإسرائيلية من القيادة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، إلا أن الأساليب العسكرية المتبعة من قبل إسرائيل قد أصبحت تتجاوز حدود ما يمكن تبريره. على الرغم من وجود دوافع أمنية حقيقية وراء هذه السياسات، فإن هناك أيضًا رغبة في استعراض القوة أمام الجيران والمواطنين، الذين تأثروا بشدة من فشل التصدّي لهجوم أكتوبر.

ينبغي على إسرائيل التأكيد على أن تدخلاتها العسكرية مؤقتة، والتوقف عن إضعاف جهود تركيا لمساعدة النظام الجديد في استقرار البلاد ومواجهة النفوذ الإيراني. وعلى إسرائيل الاستعداد للتعاون مع دمشق، شريطة أن تتجنب أي خطوات تهدد أمنها.

مع عدم وجود تهديد وشيك من النظام السوري الجديد، يصبح النهج الحالي أقل قيمة استراتيجية مقارنة بالتعاملات الإسرائيلية مع لبنان. الموقف الإسرائيلي من حكومة الشرع يعكس تناقضًا؛ ففي حين يتهم القادة الإسرائيليون الشرع بأنه لا يزال يحمل نوايا جهادية، يعتمدون عليه لكبح النفوذ الإيراني في المنطقة.

من المهم الإشارة إلى أن تركيا ليست عدوًا لإسرائيل، حيث يتشارك البلدان مصالح اقتصادية وأمنية، وينبغي لإسرائيل تجنب استفزاز القوة العسكرية الأكبر في حلف الناتو وسط صراعات متعددة.

اقرأ المزيد: الأردن يتخذ إجراءات صارمة ضد جماعة الإخوان المسلمين 

السياسة الإسرائيلية الحالية تعكس عقلية أكثر عدوانية بعد 7 أكتوبر، ولها أيضًا دوافع داخلية. سياسة إسرائيل في سوريا بدأت تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث وصف وزير الدفاع السوري توغلات إسرائيل بأنها "انتهاك"، وهو ما يمثل تحولًا عن النهج السابق للنظام بعدم انتقاد إسرائيل علنًا.

إذا استطاعت الحكومة السورية الجديدة أن تكون معتدلة وتترسخ سلطتها، فإن ذلك سيحقق فوائد كبيرة لإسرائيل، حيث ستحصل على جارٍ مستقر لا يتبع إيران، وجيش قوي قادر على مواجهة التهديدات. يتوجب على إسرائيل تشجيع الاعتدال من خلال الترحيب بإشارات مثل الاعتقالات الأخيرة لقادة جماعات متطرفة.

يستوجب على الحكومة الإسرائيلية أن تتخذ خطوات جدية لتجنب تكرار أخطاء الثمانينيات والتسعينيات في لبنان. من الضروري العمل بشكل وثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لمنع سوريا من العودة إلى الإطار الإيراني، والتخلص من مخلفات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية التي خلفها الأسد.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!