الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
المسواك وندرة التسوس قديماً
شامان حامد

من المعروف أن إصابات التسوس كانت نادرة بين البشر الأوائل ممن كانوا يقومون بالصيد وجمع الثمار، ويعيشون وفق ظروف باردة وجافة قديمًا لاسيما أنهم كانوا يعيشون في كهوف العصر الحجري الحديث، ولعدم احتكاكهم بالأطعمة الجامدة كالتي عاش عليها سكان شمال أفريقيا مثل الجوز وحبوب الصنوبر التي تحتوي على الكثير من النشويات وتُصيب بتكلسات الأسنان ثم التسوس الذي غزا مناطق التجمعات البشرية الصناعية الحديثة مع بداية الزراعة منذ حوالي 10 آلاف سنة، بالأطعمة المحلاة، ولذلك ففهم سلالات البكتيريا الموجودة على الأسنان القديمة يساعد في معرفة التغيير الغذائي على صحة الفم والتي تحتوي على وفرة مذهلة من المكورات العقدية الطافرة  (S. mutans)، وهي بكتيريا فموية تسبب تسوس الأسنان.

ورغم تطور أساليب رعاية صحة الفم في السنوات الأخيرة الماضية، إلا أن الأمر لا زال بحاجة إلى معرفة الوضع الحالي للصحة الفموية في العالم، وقد خرجت دراسة بريطانية بأن التسوس بدأ يصيب أسنان البشر في شرق منطقة المغرب الحالية قبل نحو 15 ألف سنة، وقد سعى العلماء للتوصل إلى فهم أكبر لصحة الفم لإنسان العصر البرونزي، بعد العثور على بكتيريا تسبب تسوس الأسنان في ضرس رجل عاش قبل حوالي 4000 عام، وهو اكتشاف يساعد على فهم كيفية تأثير التغيرات في النظام الغذائي البشري، على صحة الأسنان، ولهذا فإن هذه البكتيريا "نادرة في السجل الجينومي القديم، لأن النظام الغذائي البشري كان يتضمن كميات أقل من السكر المكرر، وعددا أقل من الأطعمة المصنعة بخلاف أطعمة اليوم والتحولات الغذائية التي شهدت تغيرات كبيرة مع انتشار السكر.

ومن خلال تحليل البكتيريا الموجودة على أسنان العصر البرونزي ومقارنتها بالعينات الحديثة، تطورت جنبا إلى جنب مع التغيرات في النظام الغذائي البشري، وقد وجد الباحثون أن الشجرة التطورية القديمة للمكورات العقدية الطافرة أكثر تعقيدا مما كان يعتقد في الأصل وقد أصبحت أكثر انتشارا خلال القرون الأخيرة، مما خلق موطنا مناسبا للأنواع التي تُؤثر في صحة الفم

وأخيراً: على الرغم من مرور الكثير من السنين إلا أن "المسواك" لا زال يجد شعبية كبيرة اتباعاً للسنة النبوية الشريفة.

ليفانت : د/ شامان حامد

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!