-
وقف التعليم في الحسكة: وسط النزاع بين الحكومة والإدارة الذاتية

تحت تأثير التحولات السياسية في شمال شرقي سوريا، سيطرت الإدارة الذاتية على مناطق كانت خاضعة لسيطرة النظام بعد انهيار حكم بشار الأسد، بما في ذلك ما يعرف بـ"المربعات الأمنية" في مدينتي الحسكة والقامشلي. أدت هذه التغييرات إلى شلل شبه كامل في العملية التعليمية بالمحافظة، حيث أغلقت المدارس الحكومية التي كانت تعتمد مناهج وزارة التربية، مع إبقاء عدد محدود من المدارس الخاصة، منها مدارس تابعة لهيئات كنسية.
هذه الظروف المناخية السلبية أدت إلى حرمان نحو 60 ألف طالب وطالبة من استكمال تحصيلهم الدراسي، مما خلق حالة من عدم اليقين بالنظر إلى عواقب ذلك. وبشكل خاص، يعاني طلاب شهادتي الإعدادية والثانوية، الذين يقدر عددهم بحوالي 25 ألفًا، من تعقيد وضعهم بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية حول آليات فتح مراكز للتسجيل للامتحانات في مناطق الإدارة الذاتية.
ورغم مفاوضات جارية بين الطرفين، يبدو أن تبادل الاتهامات اللاذعة بشأن التقصير والتعطيل أسفر عن نتائج غير مثمرة، حيث بات الطلاب غير قادرين على تسجيل أسمائهم للامتحانات، مما يهدد بمصير غامض لإنجازاتهم الأكاديمية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الانتقال إلى محافظات أخرى مثل دير الزور أو دمشق لتسجيل أو التقدم للامتحانات يعترضه عدد من العوائق، بما في ذلك صعوبة التنقل، وارتفاع تكاليف السفر والإقامة، والوضع الاقتصادي المتدهور لعائلات العديد من الطلاب.
في رد فعل على ذلك، اعتصم عشرات من أولياء الأمور يوم 27 إبريل-نيسان أمام مقر منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في مدينة القامشلي، للاحتجاج على حرمان أبنائهم من حق تقديم الامتحانات في محافظة الحسكة. وطالب المعتصمون وزارة التربية بالحكومة السورية وهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية بالتعاون لتمكين الطلاب من تقديم امتحاناتهم.
عبد الله عليان، معلم متقاعد من ريف القامشلي، وصف الوضع بقوله: "عدم تقديم الطلاب الامتحانات في هذه المناطق سيكون نقطة سوداء في تاريخ الجميع". بينما أضافت شهناز موسى، وهي أم لطالبين، أن "الوضع الاقتصادي صعب جدًا، ولا يمكن ترك الأطفال الصغار بعيدًا عن أهاليهم".
اقرأ المزيد: سوريا.. نار الفتنة تأكل نسيج البلاد الديموغرافي
في هذا السياق، ناقش عميد كلية الآداب السابق في جامعة الفرات، فريد سعدون، آثار الأزمة، مؤكدًا أنها ليست مجرد مشكلة، بل كارثة تهدد المجتمع بأسره. مع استمرار الاعتصام، قالت الإدارة الذاتية إنها مددت فترة التسجيل لدعم الطلاب ودعت إلى إجراء الامتحانات.
وقالت هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية إنها مستعدة للتنفيذ تحت إشراف منظمة "يونيسف"، ولكنها أحالت الاتفاق مع وزارة التربية إلى الجهات السياسية للمصادقة. ومع ذلك، لم يصدر رد رسمي من الوزارة، مما يزيد من معاناة الطلاب وأسرهم في الحسكة.
تتزايد المخاوف من أن الجيل بأسره قد يخسر فرصة التعليم الذي يعد أساسيًا لمستقبل المنطقة، في ظل صراع متواصل threatens to reshape educational opportunities for young people. في الوقت الذي يبقى فيه النزاع السياسي قائمًا، يدفع الأطفال والشباب الثمن في ظل صراع يبدو أنه بعيد عن الحل.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!