-
النظام الإيراني لا يمکن أبداً أن يتجاوز عن أزمة السقوط
منذ قيام نظام ولاية الفقيه القمعي الاستبدادي في إيران، کان الهدف الأکبر والأهم لهذا النظام الدکتاتوري هو ضمان بقاء النظام والحيلولة دون سقوطه، خصوصاً بعد أن بات هذا النظام الموغل بکل أنواع الجرائم يقوم باستخدام ثروات البلاد ومقدراته من أجل خدمة مصالحه الخاصة المشبوهة ويحرم الشعب الإيراني وأجياله القادمة منها، ومن الطبيعي أن يرزخ أکثر من 80% من الشعب الايراني تحت خط الفقر ويعاني الشعب من أوضاع معيشية بائسة جداً بحيث صار يضرب بها المثل في وقت تنعم بلاده بکل أنواع الخيرات والموارد والثروات الطبيعية.
المعارضة الإيرانية التي آلت على نفسها التصدي لهذا النظام الاستبداي والمعادي للشعب الإيراني وعدم السماح له بالتمادي في جرائمه والوقوف بوجهه والعمل من أجل خلق وتهيئة الأجواء المناسبة والملائمة التي سترسم الطريق لسقوطه، ومع أن النظام ومن خلال حملاته المختلفة ضد المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق بذل کل ما بوسعه من أجل إيجاد فجوة کبيرة بينها وبين الشعب الإيراني، لکن الانتفاضات المتوالية للشعب الإيراني، وبشکل خاص الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 16 سبتمبر2022، والتي کانت کلها من نتيجة التأثيرات القوية للصراع والمواجهة التي تخوضها المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق بوجه هذا النظام، خصوصاً وأن الانتفاضة الأخيرة ومن خلال الدور والمشارکة النوعية لوحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق فيها، قد أثبتت مدى الترابط غير العادي بين الشعب وبين المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق.
هذه الانتفاضة والعزلة الدولية عمقت کثيراً من أزمة السقوط التي تحيط بهذا النظام من کل جانب والتي يحاولون بمختلف الطرق الخلاص منها ولکن من دون جدوى، ذلك أن الشعب الإيراني الغاضب والمتربص بهم بعد کل الذي فعلوه به طوال 43 عاماً من حکم قمعي إجرامي، والعزلة الدولية التي تمسك بعنق النظام وتضيق الخناق عليه أکثر فأکثر ويزداد خوف ورعب النظام مع استمرار هذه الانتفاضة ودخولها شهرها الخامس والدور النوعي لوحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق فيها، کما إن التظاهرة الضخمة التي شارك فيها أکثر من 10 آلاف من الإيرانيين الأحرار في باريس في الـ12 من فبراير2023، والتي أعلنت عن دعمها لقيام جمهورية ديمقراطية في إيران ورفض التاج والعمامة على حد سواء، کل هذا يضع النظام في وضع لا يمکن أن يقال عنه بأقل من أزمة السقوط التي لا محال منها.
النظام الايراني وبعد أن علم عدم مقدرته بمواجهة الأوضاع الحالية وعدم تمکنه من تجاوز أزمة السقوط التي تعصف به وتجعله في حالة ترنح کي يسقط من جرائها في أية لحظة، فإنه يسعى کذباً للتعتيم على دور المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق کبديل له والسعي لتقديم بدائل هزيلة ووهمية لا دور ولا وجود لها في ساحة النضال والمواجهة ضد النظام، وهو مسعى خائب ومفضوح ذلك إن سقوط النظام بفعل دور وتأثير هذا البديل قد صار حقيقة دامغة لا يمکن للنظام أبداً من تغيير هذه الحقيقة أو التلاعب بها.
ليفانت - فريد ماهوتشي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!