-
الحرب في سوريا ولعنة إصطفاف الهواويات السياسية على السوريون.
ما جاء في هذا المقال لا يعني بالضرورة تأييد أو رفض التدخل، العدوان، الإحتلال، المساعدة_ في الحقيقة نحن لا نمتلك سوى حق الصريخ والصراخ المُفرّغ موضوعياً وحتى ذاتياً سواء مع أو ضد ما يحدث في الشرق أو الغرب وفي كل بقعة من سوريا المُحتلة محلياً، وأقليمياً ودولياً، ولكن صراخنا يبقى لأجل الأبرياء من ضحايا تلك الحرب المصالحية، نعم لا يوجد هناك من يستطيع تبرير مقتل الأبرياء من المدنيين والعزل، ووفق ما أعتقد أنه تبادل للأدوار الدولية ومنذ البداية سواء من صمت وضجيج وخطوات متناقضة في المواقف والتصريحات، سواء لما يحدث في منطقة الشمال الشرقي من سوريا المُختطفة، وما حدث مُسبقاً في كُل من حلب وداريا والمعضمية وغيرهما وصولاً إلى ريف حمص، ومن المؤكد أن ما نشهده اليوم في مناطق شرق الفرات سيتبعه وبالتأكيد مشاهد مماثلة في غرب الفرات وعلى ضفتي الربوة وشاطئ البرج لاحقاً وطبعاً مع تغير مسمى اللاعب الدولي أي الهجومي، وهذا يسير بحسب ما أذعن انه التوافق على تقاسم الأدوار وعلى حسب المصالح بين تلك الدول والتي من المفترض أن تطرح فيما بينها كل فترة أوراق الثقة والتطمينات لأطراف المصالح، تلك الخطوات تأتي تباعاً بحسب مجريات إدارة وضبط الصراع وتمنح للدول الأقليمية تحديداً وذات الحدود المشتركة مثال التحرك الميداني التركي، لولا أن هناك إرادة متوافقة على تلك الخطوة لما أستطاعت تركيا القيام بذلك منفردة ( المجموعة الدولية تعمل مثل أسراب البط ولا يوجد من يطير خارج السرب ).
إذاً نستطيع طرح فرضية بأن تبادل الأدوار ذاك من أجل تخلي كل طرف عن أدواته الرخيصة وبعض الوعود الفضفاضة التي قطعها أثناء مراحل العنف والتدمير، وهذا على مايبدو تمهيدً لمسارات قادمة على سوريا والمنطقة، من تغييرات كُبرى عمادها حل كل التعقيدات الموجودة ذات المرجعية الشمولية والآيديولوجية الجانحة وغيرها وفرض الإستقرار لاحقاً، وهذا يحدث وسط غياب المصلحة والهوية السورية، وتموضع البعض اللاهث وفق إصطفافات ضيقة ورخيصة، ( مسبقاً هناك من يقول أن أمريكا وروسيا وتركيا وأيران وأوروبا والخليج لديهم أزلامهم من السوريون وهم معتمدين لدى كل طرف لاحقاً، أقول لهم تلك الدول لا تستخدم أدوات الحرب في الحل والإستقرار فالديناميت والفتيل يلزمه التدمير والخراب وهذا شارف على النهاية هو أي الديناميت وهك معه).
أن ماسبق ذلك يأتي ضمن سياقات موضوعية لتدرّج الصراع بخطوطه البيانية والتي أفضت إلى توافقات دولية مُسبقة حول كيفية إنهاء النزاع المُسلّح على وحول مراكز السلطة وكما القضاء على حالة فصائل وميليشيات السلاح وتأثيراتها الحاصلة من فوضى وعنف دموي وأستجرار، بل وحتى تصدير لمجموعات وجماعات منها المتطرف ومنها الإنفصالي وآخر ذو أرتباط مافيوي بالمافيا العالمية المرتبطة مع تجارة السلاح والمخدرات والأعضاء البشرية وتهريب البشر والآثار، والأغلبية إذا ليس الجميع يمتلك المعرفة الكافية عن تلك العصابات التي تستمد قوتها ومشروعيتها اللا شرعية من هذا النظام وتلك المعارضة والميليشيات المرتزقة والفصائل متعددة الولاءات ومنها الذي تحت مسميات إسلامية "معتدلة حتى لو مُنح إلى بعضها أرقام" وجماعات دينية إرهابية سنية-شيعية وجميع هؤلاء هم قوى أمر واقع لا مشروعية لهم.
وبحسب ظني إن تلك التوافقات تتناول أيضاً حالات من يلهث وراء مشاريع التقسيم عله يستحوذ على قطعة من القالب المأزوم ( سوريا المكلومة )، نعم هناك مشروع سني، علوي، درزي، كُردي، مسيحي وجميع هؤلاء المأزومين يحتمي ويبرر ذلك ضمن حق البقاء والحياة وتقرير المصير.
كل تلك المقدمات هي تدخل في سرديات المشهد السوري وتعقيداته المأزومة، والذي خلت ساحته من بوادر العمل في ظل مشروع وطني قادر على إعادة تخليق وتكوين المصلحة السورية التشاركية بين أبناء مكونات وتكوينات المجتمع السوري وأن يستمد قوته من عوامل أيجابية ركائزها إعادة عمار الإنسان السوري والفضاء العمومي للوطنية السورية.
أن غياب الدلالة على مشروع وطني قادر على أخذ المصلحة السورية نحو ممرات الحل ليس مصدره العجز وإنعدام القرار للسوريون، بل يأتي من طبيعة من أحتكروا وصادروا الطموح والصوت السوري سواء من هم في السلطة أي "نظام الأسد" الذي باع سوريا ليس لأيران فقط بل لكل الدول المُتداخلة في الملف السوري وتلك "المعارضة وبعض الشخصيات التي تعتبر نفسها نخبوية وكِلا هؤلاء باعوا أنفسهم ووضعوها خدماً مُطيعاً لأجندات محلية وأقليمية ودولية لا علاقة لها لا في حياة السوريون ولا بمُستقبلهم، مُقابل أضغاث أحلام تخص أطماعهم التي بدأت تتلاشى تباعاً، "في السياسة الخادم الرخيص لا يُصبح سيداً بل يبقى تابعاً نذل"، وإلى ذلك الحين تبقى سوريا والسوريون أسرى ومختطفين لدى أدوات وآلات الحرب القذرة إلى حين تضع أوزاها العفنة والنتنة خارج سوريا وبعيداً عنا بل وعن كل هذا العالم البائس.
..
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!