-
اختفاء الفريق أم الوطن؟
الوطن حتى وإن كثرت جروحه فما زال يفيض عزةً وكرامة.. وإن خذله الكثيرون فهو الباقي وهم الراحلون.
حدث أنه في عام 2004 وخلال زيارة لمنتخب كرة اليد القومي السريلانكي، ضمن برنامج للتبادل الرياضي مع ألمانيا، اختفى الفريق بكامل أعضائه والذي كان مكوّناً من 23 لاعباً. اعتقد منظمو الحدث الرياضي أن أعضاء الفريق ضلّوا طريقهم بينما كانوا يهرولون في إحدى الغابات المجاورة، ثم عُثر لاحقاً على رسالة تفيد برحيلهم إلى فرنسا.
لكن بعد البحث والتأكد، أُعلن أن أعضاء الفريق وصلوا إلى إيطاليا، بعد أن تخلوا عن ملابسهم المتسخة على الطريق.
في إيطاليا، انتهى خيط البحث عنهم حيث لم يتم تحديد مكان أعضاء الفريق إلى يومنا هذا..
لكن ليس هذا أغرب ما في القصة.. الأغرب عندما تم تبليغ الحكومة السريلانكية خبر اختفاء فريقها القومي، وجهت رداً لنظيرتها الألمانية يفيد بأنه لا يوجد في سريلانكا فريق قومي لكرة اليد من الأصل.
الصدفة في وطننا هناك أكثر من فريق والكل متواجد ومختف في آن، بعضهم من يمثل الوطن، وبعضهم لا يمثل إلا نفسه، متواجد في الوطن وتائه في الكثير من البلدان لكسب الفوز لنفسه. هدفه الفوز بموقع وكرسي، ومراهن على إرضاء بعض الفرق بضربات الترجيح للفوز بموقع ولو على حساب خسارة الوطن والمواطن.
والغريب إن البعض يعتبر نفسه هو الحكم ولديه الصفارة والشارة للبدء أو إنهاء المباراة. والحالة الغريبة شبه الديمقراطية التي أرهقت وطننا، كثرة من الفرق، والشعب تائه بينهم.
ويبقى الفريق الأكبر، هو الفريق الذي يبحث عن لقمة العيش الكريم، ولو بأقل متطلبات الحياة، في وطن يستحق الحياة، قبل أن يسعى للبحث عن الهجرة بعد أن تضيع كل آماله منه.
وكم نأمل أن تنعم الفرق بالروح الرياضية، والقلق ليس أن تختفي بعض الفرق من الوطن.. القلق أن يختفي الوطن والمواطن والمواطنية.
وكما نأمل وننتظر أن يكون لدينا فريق واحد موحد ناجح يرفع اسم الوطن ويجلب له كأس الراحة والطمأنينة والخير والعافية والأمن والأمان والاستقرار، وليس مرارة الفقر والأزمات يحتسيها مواطنوه كأس الحنظل وربما أكثر.
اللهم..احمِ وطننا وشعبه من بعض الفرق.
ليفانت - خالد بركات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!