-
منظمة ترصد مأساتها.. كيف عادت "ملك إيبو" جثة هامدة لمنزلها بـ"عفرين"؟
توفيت السيدة الكردية ملك إيبو (63 عاما)، بعد معاناة طويلة مع النزوح والحرمان من ممتلكاتها في قرية علي جارو/جاريه، التابعة لناحية بلبل بريف عفرين، التي سيطرت عليها فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا في عام 2018.
وقال كمال علي (اسم مستعار)، قريب العائلة، في شهادة حصرية لمنظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، إن ملك إيبو كانت أرملة المرحوم عبد المنان إبراهيم، ولديهما سبعة أولاد متزوجين، وقضت ثلاثة أعوام نازحة بمنطقة الشهباء، وعادت صيف عام 2021 إلى قريتها، وكلها أمل باستعادة ممتلكات عائلتها، من فصيل صقور الشمال، الذي استولى على منزلها وجزء من أراضيها.
وأضاف كمال أن ملك إيبو كانت تطالب بمنزلها طوال عامين، لكن القيادي في فصيل صقور الشمال، المدعو أسمر أبو العز، كان يرفض إعادته إليها، بذريعة أنها "امرأة من غير محرم"، وأنه يشترط عودة أحد أبنائها، لإعادة المنزل إليه.
اقرأ أيضاً: رمزاً للصمود والتضامن في الشتات.. "قنويج" تجمع مهجري عفرين
وقال كمال إن ملك إيبو تعرضت لهجوم من عناصر الفصيل، عندما كانت تقطف الزيتون في بستانها، وأنهم منعوها والعمال المتواجدين معها، من استكمال العمل، وأخبروها أن الفصيل هو من سيقوم بقطاف الزيتون، ومن ثم سيقوم بتوزيع المحصول على السكان.
وأوضح كمال أن ملك إيبو قصدت مركز ناحية بلبل، لتقديم شكوى ضد قيادي الفصيل، لكنها لم تجد من ينصفها أو يحميها، وأنها أصيبت بجلطة دماغية، أحالتها إلى إحدى مشافي عفرين، حيث توفيت بعد عدة أيام.
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا مصورا، يظهر مدنيين بريف عفرين، وهم يحملون جثمان ملك إيبو على أكتافهم، يصعدون به إلى شرفة منزلها، حيث يسمع عويل نساء يبكين بحرقة، فيما تصرخ إحداهن باللغة الكردية وهي تقول: "هذا منزلك يا خالتي، هذا منزلك، ويا لحسرتي، لم تدخليه إلا بعد وفاتك".
وقال كمال إن هذه كانت وصيتها الأخيرة، أن يطاف بجثمانها في صحن دارها، المستولى عليه، ذلك أنها لم تستطع دخوله، وهي على قيد الحياة، وأن أسمر أبو العز، الذي ظهر في التسجيل، واقفاً مكتوف اليدين، هو من منعها من ذلك، ولولا تدخل وجهاء من القرية، لما سمح لها بإدخال جنازتها.
وأشار كمال إلى أن عدد عائلات قرية علي جارو الكردية، كان يبلغ 65 عائلة، قبل الهجوم التركي على منطقة عفرين، عاد منها 15 عائلة فقط، لكن غالبيتهم ليسوا سوى كبار في السن، عادوا دون ذويهم، كحال ملك إيبو.
وقال كمال إن ملك إيبو كانت تعيش في منزل أخيها، الذي يقع قبالة منزلها، وأنها كانت تتواصل مع ابنتها النازحة مع عائلتها بمنطقة الشهباء، وأنها أجرت اتصالا معها صباح يوم وفاتها، وأخبرتها أنها اقتربت من تحويش الزيتون، وستقوم ببيع الزيت في المعصرة فورا، ذلك أنها لا تستطيع جلب محصولها إلى منزل أخيها، خشية أن يتعرضوا لعملية سلب أو لتهديد ما من جانب الفصيل المسيطر.
وأضاف كمال أن ملك إيبو دفنت في مقبرة القرية، وأن جميع أبنائها، باستثناء ابنتها المقيمة في عفرين، غابوا عن مراسم وداعها إلى مثواها الأخير، بسبب الظروف الأمنية الصعبة، والحواجز التي تفرضها الفصائل على الطرق.
ليفانت-سوريون من أجل الحقيقة والعدالة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!