الوضع المظلم
الخميس ٠٧ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا لو تعايشت إيران؟ (الجزء-14)
خالد الجاسر

ماذا لو تعايشت إيران؟! وعُزلتها الإنسانية عن شعبها المُدمر، قد صل لحد إصدار منظَّمة العفو الدولية بيانًا دعت فيه إلى الوقف الفوري لحُكم بتر أصابع اليد لستَّة السُجناء، والتعذيب والموت ب«كورونا» في سجن أردبيل، وُصفت بموجة "تُسونامي" مُميته لأكثر من40 سجينًا سياسيًا معتقلين بالعنبر 8 في سجن إيفين، واتّهام أحد مساعدي روحاني "عيسى كلانتري" بإهانة «مؤسِّس الثورة» وسجن مساعدة روحاني لشؤون المرأة والأسرة في الحكومة الـ 11 والمساعدة السابقة له لشؤون الحقوق المدنية في الحكومة الـ 12 "شهيندخت مولاوردي" بالتُّهم الموجَّهة إليها في الفرع 15 من محكمة الثورة في طهران، بالسجن 30 شهرًا..


ماذا لو تعايشت إيران؟! والجدار الحدودي الذي تُقيمهُ تُركيا بطول 81 كيلومترًا مع إيران.. وإعلان وزير الداخلية التركي سليمان سويلو، عن اكتمال إنشائه، ونشرَ صورًا للجدار الحدودي، لماذا؟.. ما كان ذلك إلا لأن تركيا تُضمرُ في نفسها الريبة والشك في النظام الإيراني لسلوكه الشيطاني، كأن أردوغان قد بدأ يستفيق لخطر طهران. 


ماذا لو تعايشت إيران؟! وانتهاك برلمانه والهيئة الوطنية لمكافحة كورونا الذي أقسم رئيس الجمهورية على حماية دستوره، وعدم احترامه للبرلمان، يُعد جفاءٌ بحقّ الشعب الإيراني، بقوله: «إنَّني أعتبر قرار البرلمان بشأن رفع العقوبات وحماية الأُمَّة ضارًّا بالأنشطة الدبلوماسية». فلماذا لم يتم إلغاء العقوبات رغم استمرار الحكومة بأنشطة دبلوماسية لـ 7 سنوات، في حين زادت الاغتيالات.. فما فائدتهُ إذاً؟!!  وكأن النظام غاضب من حماية البرلمان لحقوق الأُمَّة؟.


ماذا لو تعايشت إيران؟! وصناعة «الارتباك» بين روحاني وقاليباف، بعيدًا عن هموم ومعيشة الشعب، وقلق الأراء المتضاربة حول روحاني، أحد أكثر كبار المسؤولين السياسيين الإيرانيين غموضًا في النظام والذي وصل إليه حينما لم تجِد كافَّة التيّارات الإصلاحية المتشدِّدة والوسطية بُدًّا سوى التصويت له، ودفعوا به إلى القصر الرئاسي، ليُدمر شعباً أعزل، أما الأخرين فيرونه الآن أنَّه قد وصل إلى نقطةٍ يأمل في مرور هذه الأيّام المتبقية بأسرع ما يمكن.. لكن في الوقت الراهن، اشتبك هذان الخصمان السياسيان مرَّةً أُخرى، وبات كُلٌّ منهما بصفته رئيسًا لإحدى السُلطات، يُضعِف الآخر.


ماذا لو تعايشت إيران؟! وهناك اختلاف غير مُتكافئ بين ميزانية المؤسسات الإيديولوجية مقابل المؤسسات التنفيذية والعلمية والمدنية لاقتصاد مخنوق وشعب مُتعب.. لتبرز وثيقة قانون الموازنة لعام 2021، تضارباً شديداً بالأرقام مع مسار تطوير شبكة الدعم من خلال إدراج المؤسسات الثقافية والدعائية للنظام في الموازنة، فمثلاً، خصصت السلطات 8.5 مليار تومان لمؤسسة أنشئت حديثاً اسمها "قاسم سليماني"، وتديرها ابنته..


 ماذا لو تعايشت إيران؟! وتعزيز نفوذها في العراق بإنفاق ملايين الدولارات على تطوير المزارات الشيعية، آخرها مشروع توسعة ضريح الإمام الحسين التي تعتبر الأكبر من نوعها منذ 300 عام بتكلفة تقدر بـ 600 مليون دولار، بإشراف حسن بَلاراك، قائدٌ كبير في الحرس الثوري، تم إدراجُه مؤخرا على لائحةِ العقوبات الأميركية بِتُهَمَةِ تهريب الأسلحة وأنشطةٍ استخباراتية وغَسْلِ أموال.


ماذا لو تعايشت إيران؟! وفضائحها التي كانت أخرها نشر وزارة الدفاع اليمنية، فيديو لاعترافات عناصر خلية إرهابية تعمل لصالح ميليشيا الحوثي وإيران، تعمل ضمن ما يسمى "القوة الصاروخية" الإيرانية، متورطة بارتكاب جرائم إرهابية طالت مدنيين واستهدفت قوات الجيش واغتيال منتسبيه، وتشكيل خلايا تجسسية.. تنقلب على ساحرها كما سجل الموساد الإسرائيلي مكالمات فخري زاده بالنووي الإيراني..


خالد الجاسر

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!