-
خشية الاختراق.. الحرس الثوري الإيراني يفحص جميع أجهزة الاتصال
أمر الحرس الثوري الإيراني جميع أعضائه بالتوقف عن استخدام أي أجهزة اتصال بعدما وقعت هجمات دامية الأسبوع الماضي شملت تفجير آلاف الأجهزة اللاسلكية التي يستخدمها حلفاؤه في جماعة حزب الله في لبنان، وذلك وفقًا لما صرّح به مسؤولان أمنيان إيرانيان كبيران لوكالة رويترز.
قال أحد المسؤولين الأمنيين إن الحرس الثوري الإيراني يباشر عملية واسعة لفحص كافة الأجهزة، وليس فقط معدات الاتصال. وأبرز أن معظم تلك الأجهزة إما مصنوعة محليًا أو مستوردة من الصين وروسيا.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية الموضوع، أن طهران قلقة من إمكانية اختراق إسرائيلي قد يستفيد أيضًا من عملاء إيرانيين داخل البلاد يعملون لصالح إسرائيل. وقد بدأت طهران بالفعل تحقيقًا شاملاً يستهدف القيادات المتوسطة والرفيعة في الحرس الثوري. كما قال المسؤول الأمني: "يشمل هذا التدقيق في حساباتهم المصرفية في إيران وخارجها، إلى جانب تاريخ سفرهم وسفر عائلاتهم".
في يوم الثلاثاء، وقعت انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال لاسلكي “بيجر” التي يستخدمها عناصر حزب الله اللبناني، وفي اليوم التالي انفجرت مئات من أجهزة الاتصال اللاسلكي “ووكي توكي” المستخدمة أيضًا من قبل أعضاء الحزب. وأسفرت تلك الهجمات عن استشهاد 39 شخصًا وإصابة أكثر من 3,000 آخرين.
اقرأ المزيد: حزب الله يسحب نخبة قواته من سوريا بعد 14 عاماً من تدخلاته لحماية النظام
ورفض المسؤول الأمني الإدلاء بتفاصيل عن كيفية تواصل قوات الحرس الثوري الإيراني، التي يتكون قوامها من 190,000 فرد.
وقال: “في الوقت الحالي، نستخدم أنظمة المراسلة المشفرة”.
وحسبما أوضح المصدر، هناك قلق كبير في المؤسسة الحاكمة في إيران. وتواصل مسؤولون في الحرس الثوري الإيراني مع حزب الله لإجراء تقييمات فنية، وتم إرسال العديد من عينات الأجهزة المتفجرة إلى طهران لفحصها من قبل خبراء إيرانيين.
ولم تقتصر الإجراءات الاحترازية التي اتخذت بعد تفجيرات "البيجر" في لبنان على إيران فحسب، بل شملت أيضًا الفصائل العراقية. حيث كشفت صحيفة لبنانية أن أحزابًا وفصائل عراقية اتخذت تدابير احترازية عقب تفجير أجهزة اتصال "البيجر" في لبنان الأسبوع الماضي.
وأفادت صحيفة مقربة من حزب الله، نقلاً عن مصادر عراقية مجهولة، أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، زار العراق وعقد اجتماعات على مدى يومين مع "قادة المقاومة".
وأضافت أن "المقاومة الإسلامية في العراق" عقدت اجتماعات طارئة بعد انفجارات لبنان، لمناقشة خطورتها وتداعياتها، وشددت على ضرورة الالتزام بالتعليمات المتعلقة بحماية أنفسهم من الاختراقات.
