الوضع المظلم
الخميس ٠٧ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
الشهداء أدهم الكراد ورفاقه.. واغتيالات حوران السورية
غسان المفلح


عامان مرا على التسوية بين الجيش الحر في درعا وريفها، جنوب سوريا، وبين الروس والنظام الأسدي. ما تزال درعا على صفيح ساخن، اغتيالات واعتقالات وحصار قرى، وما تزال درعا مطوّقة. حوران 


التسوية قسّمت سهل حوران إلى شرق الطريق الدولي، دمشق- عمان، وعاصمته بصرى الشام، حيث تمّت التسوية بين الروس وفصائل المعارضة المسلحة، بقيادة أحمد العودة مباشرة، تسوية كان فيها الضامن بشكل أساسي هم الروس. هذه المنطقة ما تزال إيران وحزب الله والقوات الأسدية يحاولون الدخول إليها، ما يمنعهم من ذلك هم الروس. كتب الكثير عن هذه المنطقة وما يحدث فيها منذ التسوية تلك.. الاغتيالات والاعتقالات تتركز في المنطقة الممتدة غرب الطريق الدولي هذا، حيث تمت فيها التسوية بين قادة الفصائل المسلحة للجيش الحر والقوات الأسدية مباشرة.


آخر ضحايا هذه الاغتيالات كان البارحة 14/10/2020، حيث قامت مجموعة باغتيال الشهداء “أدهم الكراد” و”أبو طه المحاميد”، القياديين التابعين للجيش الحر سابقاً، بالإضافة لـ”راتب أحمد الكراد”، و”أبو عبيدة الدغيم”، و”عدنان مسالمة أبو محمود”، إثر اغتيالهم على الطريق الدولي “دمشق – درعا”.


كل هذه الاغتيالات تشير إلى متهم واحد هو ميليشيات إيران مع المخابرات الأسدية، التي تريد تصفية كل قادة الحراك والثورة التي كان لحوران دور مهم في انطلاقها قبل عشر سنوات.


الخطأ الذي ارتكبه قادة الجيش الحر في تلك المنطقة، أنّهم اقتنعوا بأنّ الأسدية تريد التسوية، رغم أنّ هنالك كثر من المعارضين، ومنهم كاتب هذا المقال، قد حذرنا من اللجوء لتسوية دون الضامن الروسي، ويجب أن تتم التسوية في كل حوران مع الضامن الروسي مباشرة. لذا، إنّ سلسلة الاغتيالات تلك تؤكد أنّ هذه الاسدية ومعها إيران وحزب الله، لا ضامن لأي اتفاق معهم.


من جهة أخرى، لا بد من التأكيد للمرة الألف، أنّ من سلم سهل حوران لروسيا والأسد هي الإدارة الأمريكية بزعامة دونالد ترامب، كانت خديعة أمريكية بامتياز، لم تجد أيضاً الضمانة الأردنية أية صدى عند الأسدية لاحقاً.


ها هي حوران تدفع المزيد من خيرة كوادرها اغتيالاً واعتقالاً وحصاراً، هذه الكوادر التي رفضت الخروج من حوران، وبقيت تحاول النضال سلمياً من أجل المعتقلين ورفض أي سيطرة إيرانية، حيث إنّهم منذ تلك التسوية والتظاهرات مستمرة نسبياً من أجل هذين الهدفين.


كان الشهيد أدهم الكراد يعي الخطر المحدق بهم. حيث كتب منذ أسبوعين على صفحته على الفيسبوك، رداً على بعض المزايدين: “نمشي جميعاً في نفس الجنازة ونحمل نعشاً ثقيلاً من الحجر، وكلما تنحى شخص ازداد وزن النعش على من تابع المسير، فلا تزيدوا الحمل على من بقي وصمد، واتقوا الله بنا”.


للأسف من هؤلاء المزايدين من كان يطلب منهم في السابق وأثناء المعارك الأخيرة قبل التسوية، أنّ يعقدوا تسوية خوفاً على المدنيين، كان بإمكان قادة الحراك أن يخرجوا من سوريا، ومنهم من استشهد أخيراً على أرض حوران، لكنهم رفضوا، ومنهم من عاد من جنيف إلى حوران، خطؤهم أنّهم وثقوا بالحليف الأمريكي عندما قاموا بعقد التسويات، منهم أيضاً من لم يثق، لكن هذا ما اجتهدوا فيه، وهاهم يستشهدون اغتيالاً على يد قوات الأسد وميليشيات إيران وحزب الله.


عُرض عليهم الخروج إلى الشمال السوري أو إلى خارج سوريا ورفضوا، كانوا بين أهلهم في حوران، محاولة منهم في الإفراج عن المعتقلين وفك الحصار عن بعض المناطق، المنطقة التي كان يتواجد فيها الشهيد أدهم الكراد لم يدخلها الأسد حتى اللحظة رغم حصارها، كل ما يحدث في حوران يؤكد للمرة المليون أنّ هذا النظام، ومعه إيران، لا يلتزم بأي اتفاق.


هؤلاء القادة أنفسهم من منع اجتياح داعش والنصرة لحوران، لهذا كان لأمريكا موقف تسليم المنطقة للروس وإيران والأسد، أمريكا وكأنّها أرادت أن تسيطر النصرة وداعش على المنطقة.. الرحمة للشهداء سوريا. حوران 


ليفاتت– غسان مفلح  








 




كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!