الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
الخيانة العظمى جريمة أم سياسة أم وجهة نظر
أحمد محمد الخالد 

المقدمة:

من ضمن الأسباب التي تؤدي لتأخير انتصار الثورة السورية عدد المتسلقين الانتهازيين الذين دخلوا بالثورة مصادفة أو من باب النفعية أو قفزا من شباك الاضطرار، ويعجل بانتصارها توعية المجتمع وتبنيه العدالة والمساواة والحرية والكرامة.

       

تعتبر الخيانة جريمة خطيرة لأنها تمس بأمن المجتمع الثائر وحقوقه المشروعة وبالتالي لا بد من مواجهتها بعقوبة رادعة لأنها تشكل اعتداء مباشر ومؤثر على المجتمع وحقه في الحرية والاستقلال، وبالتالي هي اعتداء على حقوق مشروعة للشعب السوري وأمنه ومصالحه المشروعة أو هي مساعدة جهة أجنبية على حساب حقوق الشعب الحر وهذا إخلال بالولاء للمجتمع السوري والانتماء له.

كما أن التخابر مع العدو أو حلفاؤه والإضرار بالقوى الثورية والمجتمع الثائر يعتبر خيانة، وتحدث الخيانة بمجرد التخابر أو العلاقات بغض الطرف عن تحقق نتيجة من ذلك أم لا، وبأي وسيلة كان سواء بالكتابة أو شفاهية أو علانية أو خفية وسواء كان ذلك بالميدان السياسي أو الاقتصادي أو العسكري أو الاجتماعي أو حتى معنويا؛ أي مجال يمس بمصالح الشعب السوري الثائر أو بقواته أو بأمنه.

تعني الخيانة كذلك انتهاك الشخص لالتزاماته القانونية أو السياسية أو الأخلاقية تجاه المجتمع الذي ينتمي له، وقد تأخذ أشكالاً مختلفة كالخيانة العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية.

والخائن هو كل من يدس الدسائس لدى العدو أو اتصل به ليعاونه بأي وجه كان على فوز قواته بأي مجال.

والمعلومات هي التي بحكم طبيعتها لا يعلمها إلا الأشخاص الذين يحق لهم ذلك بموجب صفتهم الرسمية.

الالتباس بين الخيانة العظمى والسياسة:

تهدف السياسة الثورية لتحقيق المصالح للشعب السوري وتستخدم الوسائل القانونية والدبلوماسية المشروعة؛ فالغاية لا تبرر الوسيلة وتتم ضمن مبادئ وقيم الثورة وتحقيقا لهدفها، أما الخيانة فتهدف لإلحاق الضرر بالمجتمع الثائر وتستخدم الوسائل غير المشروعة كالتجسس والتخريب.

كما تشير الخيانة إلى انتهاك الفرد أو الجماعة لولائهم وانتماءهم للمجتمع أو لمؤسساته، وقد تأخذ أشكالاً مثل التجسس، التعاون مع الأعداء، أو المساعدة؛ الخيانة من أخطر الجرائم التي تهدد استقرار المجتمع وأمنه، لذا يجب التعامل معها بحزم وشدة.

إن المؤامرات الإجرامية ضد سلامة الشعب الثائر، أو التعاون مع العدو، أو مساومته في جميع ما يخل بحقوقه ومصالحه المشروعة لحساب العدو، ومن ضمنها التجسس والسعي في الاطلاع على الأسرار لمصلحة العدو، وتدبير المكايد والمؤامرات السرية لاستمرار الاستبداد والتسلط وقتل الثورة، واستعادة للنظام المجرم.

تعتبر الخيانة من أخطر الأفعال التي يمكن أن ترتكب بحق المجتمع لأنها تعبر عن انفصام عرى الولاء للمجتمع والقيم والأخلاق.

الالتباس بين الخيانة العظمى ووجهة النظر:

يحق للشخص التصرف وفقا لوجهة نظره دون الإضرار بحقوق الآخرين وهذا يكون ضمن نطاق حياته الشخصية وعلاقاته الشخصية أو الحزبية أو التيار الذي ينتمي له ولكن بشرط ألا يكون هذا ضمن مكون أكبر يمثله بموافقته أو مجتمع ما. أما الخيانة فهي انتهاك الشخص لالتزاماته القانونية أو السياسية أو الأخلاقية تجاه المجتمع الذي هو جزء منه، وهل يجوز العمل بصفة شخصية بأماكن ومواقف رسمية وخاصة عندما يكون للشخص صفة اعتبارية وقد يكون غير مكلف من قبل الجسم الموجود فيه أو أنه هو بالأصل ممثل وليس ممثل للجسم، وحتى في التمثيل الذي يكون بمثابة نيابة يجب ألا يكون هناك عيوب تنال من الإرادة وهنا يجب على الأشخاص الممثلين أن يحددوا موقفهم بشكل رسمي وواضح، ولا بد من التشهير به إعلاميا.

كما أن خيانة الأمانة تختلف عن الخيانة العظمى فالأولى محلها المال الذي يقع عليه الاختلاس أو الاستيلاء أو التبديد أما الثانية محلها أمن المجتمع وحقوقه ومصالحه.

العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966:

حيث ورد في ديباجة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على الفرد، الذي تترتب عليه واجبات إزاء الأفراد الآخرين وإزاء الجماعة التي ينتمي إليها، مسؤولية السعي إلى تعزيز ومراعاة الحقوق المعترف بها في هذا العهد.

وكذلك نصت المادة الأولى منه على:

لجميع الشعوب حق تقرير مصيرها بنفسها، وهي بمقتضى هذا الحق حرة في تقرير مركزها السياسي وحرة في السعي لتحقيق نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

لجميع الشعوب، سعيا وراء أهدافها الخاصة، التصرف الحر بثرواتها ومواردها الطبيعية دونما إخلال بأية التزامات منبثقة عن مقتضيات التعاون الاقتصادي الدولي القائم على مبدأ المنفعة المتبادلة وعن القانون الدولي، ولا يجوز في أية حال حرمان أي شعب من أسباب عيشه الخاصة.

ولقد تكرر ذلك في ديباجة العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لعام 1966

في المادة الأولى منه وبديباجته.

الخاتمة:

لا بد من محاكمة عادلة لكل من يحاول النيل من الثورة السورية وحقوق الشعب السوري المكفولة بالشرعية المحلية والدولية، وخاصة القوى المضادة للثورة والتي قد تتمثل بانقلاب العسكر على الثورة وتمرير السياسات المضادة للربيع السوري أو بتشويه الفكر الثوري من قبل العابثين في مصير الشعب السوري، أو محاولة طعن وتشويه الشخصيات الثورية الرمزية من قبل حاملي لواء القوى المضادة للثورة من خلال محاولات متكررة لعزل المجتمع عن الثورة من خلال تشويه الفاعلين بالثورة السورية والعمل للترويج للهيمنة على مواضيع متعددة وصناعة مواقف معينة تخدم النظام المجرم وتعيد سيطرته الاستبدادية، وخاصة عندما ظنوا بأن القوى الخشنة للثورة قد تآكلت، سرعان ما تحولت القوى الناعمة المقنعة التي تعمل باسم الثورة والأخيرة منها براء باتجاه تطبيع فاجر؛ وليمنحوا مجرمي الحرب فرصة الإفلات من العقاب، وبالتالي لا بد من ضوابط تحكم نشاط وأعمال هؤلاء وتجرم هذه الأفعال ثوريا.

كما يجب على كل مواطن سوري حر أن يتحمل مسؤولية الحفاظ على أمن واستقرار المجتمع السوري وأن يحذر من مخططات الأعداء التي تنال من حق الشعب السوري في حريته وكرامته مهما كانت المغريات أو الوعود، فالخيانة هنا نسف لتضحيات الشعب السوري وآلام وعذاب المعتقلين والمصابين وحنين اللاجئين والنازحين قسريا وضرب لمستقبل سورية وحاضرها، لأجل سلطة ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب، وضرب للتاريخ السوري الإنساني بمساندة فاقدي الإنسانية والأخلاق.

والحفاظ على القدوة الثورية في كل المجالات المدنية والسياسية والعسكرية والإدارية التي تعتبر قدوة ثورية وطنية ولها رصيد شعبي جيد وملتزمة بقيم ومبادئ الثورة وتعمل للوصول لهدف الثورة من خلال التحرر الفكري ونشر الوعي بالتزامن مع العمل الجماعي وصولا لسورية المستقبل.

ليفانت: أحمد الخالد

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!