-
الإرهاب النووي المسيحي في الحرب العالمية الثالثة
اتُهم المسلمون طويلاً بالإرهاب، ولم تنجح كل محاولات فصل الإرهاب عن الإسلام، طالما كان المسلمون هم من يرتكبونه، ولم يحاول العالم تفهم أن ظاهرة الإرهاب هي ظاهرة سياسية لا تتعلق بالدين.
وعليه يمكننا بذات المنطق أن نتحدّث عن إرهاب عالمي نووي مسيحي أرثوذكسي تقوم به الدول المسيحية، التي للكنيسة فيها دور سياسي وتشارك في نظام الحكم، إذ هددت علناً وصراحة باستخدام السلاح النووي أو باستهداف منشآت نووية، عندما تحدث البروفيسور ألكسندر دوغين عن عدم إمكانية هزيمة روسيا لأن روسيا عندما ستشعر بالتهديد الوجودي لن تتردد في إنهاء العالم.
نعم إنه الإرهاب العالمي النووي الذي يفرضه متغطرس يملك أسلحة دمار شامل، ويشير إلى عمله بامتلاك الآخرين لذات السلاح، وهو ما تفعله إسرائيل، وتحاول إيران فعله أيضاً، وعندما يبرر مصالحه وشرعية احتلاله لدول اعترف هو باستقلالها، بذات الأسباب التي تفعلها أمريكا في أكثر من مكان.
نعم إنه تبادل الشرعية بين الإرهابيين، وتقاسم الغنائم الناجمة عن تقاسمهم السيطرة على العالم بين أقطاب العالم المسيحي، الذي يدّعي الحضارة، بينما يضرب عرض الحائط بكامل الأمن العالمي، وهنا يظهر الإرهاب الإسلامي مجرد رد فعل يائس فردي وصغير بالمقارنة مع مخاطر وتهديدات الإرهاب النووي العالمي التي نعيشها.
عندما تفاهم الغرب والشرق على سحق ثورة الشعب السوري وسمحوا للنظام بقتل وتهجير الملايين من شعبه، كان كلاهما يبرران ذلك بالحرب على الإرهاب، وهو ما بررت به أمريكا حلفها ضد الإرهاب الذي سمح لها بالتدخل العسكري لصالح النظام، وكذلك فعل الروس وبرروا، والنتيجة أن النظام المتحالف مع قوى الإرهاب العالمي استمر في جريمته، وتم إعفاؤه من تبعات الملاحقة والمساءلة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما فيها استخدامه لأكثر من مئة مرة أسلحة الدمار الشامل، فطالما أن الضحية مسلم فهي حرب مشروعة وضد الإرهاب يتفق عليها كل الغرب المسيحي.
لكن عندما تشجع بوتين ونقل الحرب لأوروبا تغيرت فجأة كل المعايير بتغير دين وقوم الضحية، فهم أيضاً مسيحيون وعيونهم زرقاء، لذلك اعتبر بوتين إرهابياً ومجرماً، فقط لأنّه فعل في أوكرانيا أقل بكثير مما فعله في سوريا، وما يزال الغرب يرفض إعادة استذكار سوريا وتصويب موقفه منها، بل يستمر في دعم بقاء نظام الإرهاب الذي دافع عنه بوتين بالتناغم مع الغرب ومع بعض الأشقاء العرب الذي يخشون حرية شعوبهم.
وما تزال الأمم المتحدة ذاتها ترعى عملية تجديد شرعية نظام الأسد بواسطة إصرارها على القفز فوق العدالة والحقوق، والسبب دوماً أنّه على الشعب السوري ومن ورائه الشعوب العربية والإسلامية الاستمرار في الخضوع للمستبدين، وكلاء الدول المسيحية، الذي يمارسون الاستعباد على شعوب العالم، ولكنهم اليوم يتجهون للمواجهة المدمرة، مما يستدعي قول السوريين إن ما يحدث في أوكرانيا هو مجرد انتقام إلهي ولعنة دماء الشعب السوري التي ستطال جميع المرتكبين.
ليفانت - كمال اللبواني
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!