الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
اجتماع الدوحة
كمال اللبواني

يقولون اجتماع بحثي، سينتج عنه توصيات، هم يبحثون في المبحوث والمعروف، أما التوصيات فمن تقدّم ومن اختاركم لكي تقرروا وتوصوا، ولماذا ينضم قادة المعارضة للاجتماع البحثي، ومن سيوصي من؟

قالوا سابقاً هو اجتماع لتوحيد المعارضة وإعادة هيكلتها بقيادة وزعامة رياض حجاب الذي يجب أن يعود وزيراً لبشار كما كان وكما وعدوه عند تنفيذ مسرحية انشقاقه، لكن ليجرّ معه حشداً من المعارضين يسرقون قرار الشعب ويضعونه في جيوبهم.

ولتمرير ذلك، غطّوا ذلك الاجتماع التآمري بحشد من الباحثين الذين هم أصلاً مجموعة انتهازيين سياسيين لم يجدوا منصباً وتمويلاً إلا بغطاء مراكز البحوث، وللمصادفة كلهم ممولون من عزمي بشارة، وتحت سلطة وتوجيهات الإخوان وتركيا وبتمويل قطر التي تحرك رياض حجاب وهيئة العلماء وتصرف عليهم ليخدموا أجنداتها.

والحقيقة إنه اجتماع لتجديد دماء المعارضة الراهنة الممثلة بالائتلاف وهيئة التفاوض واللجنة الدستورية المصغرة، لدعم ورقة هادي البحرة التي سلمها، مطلع العام المنصرم، يستخدم من أجل ذلك عناوين كبيرة وتحالفات قديمة تشكل بموجبها المجلس الوطني بالاتفاق مع إعلان دمشق وقيادة الإخوان المسلمين، وبحضور رموز انتهازية من كل المكونات، تلك الورقة التي أخفيت عن الشعب السوري، لكن "بيدرسون" بنى عليها إحاطاته لمجلس الأمن التي تبنت مبدأ العدالة التصالحية، ثم بنى عليها تصريحاته في ايران بأنّه لم يعد هناك أحد يطالب بإسقاط النظام، أي ضمناً وفد المعارضة، لكن العقبة كانت وما تزال هي الشعب السوري الذي يجب أن تمرر عليه الخديعة الجديدة بهكذا غطاء توحيدي وبحثي، لكي يقدم دعمه الكامل للهيئة التفاوضية وتمسكه بمسار الحل الذي يقوده بيدرسون، أي ضمن الورقة الإخوانية التي تنفذ حرفياً توصيات اتفاقات سوتشي بين روسيا المحتلة وإيران المحتلة وتركيا المحتلة، وهي التي سمت وفود التفاوض وهي من توجهها وتسعى للإبقاء على النظام المجرم بسياسة خفض التصعيد التي شملتها المناطق، وصولاً لسياسة الخطوة بخطوة التي ستسير باتجاه الاستسلام للاحتلالات وبقاء الأسد كمنسّق عام لها.

استنجدت تركيا بقطر لكسر إرادة الشعب السوري الرافض لهذا المشروع، واستخدمت قطر إغراءاتها المادية كالعادة لشراء القرار السوري، وسوف تقدمه لإيران كي تأمن شرها بعدما وقعت بين نارين، إيران من جهة، وبقية دول الخليج من جهة ثانية، ولم تعد تحصل على الدعم والأمن والغذاء من دون تركيا وإيران، خاصة بعد أن شاهدت ما حصل لشقيقاتها التي تستعدي ايران، أما تركيا فتعتبر بقاء الأسد هو أفضل الخيارات المتوفرة بشرط تقويض مشروع الإدارة الذاتية الكردية، فكل الحلول الديمقراطية الأخرى ستتضمن الاعتراف بحقوق الكرد مما سيحرج التركي الذي سيصبح ملزماً بذلك أيضاً،  وسوف تبيع قطر هذا أيضاً للدول العربية الملحة على إعادة شرعنة الأسد، فهي بذلك تضرب أربعة عصافير بحجر واحد كلفته ٨ مليون دولار تدفع كرشاوى لمجموعة مرتزقة، ليخونوا شعبهم وثورته.

طبعاً لا داعي للتذكير بالدور الخياني لمعظم، بل كل من ادّعى يوماً صداقة الشعب السوري، فالحرية والديمقراطية هي أساس الازدهار والاستقلال، وهذا ما لا يريده أحد من المتدخلين في الشأن السوري. الشعب السوري وحده هو القادر على انتزاع حريته وبناء نظامه السياسي، ولا يجب أن يتوقع وجود أصدقاء في هذا الدرب، بل متآمرين وخونة، وخدع وحيل، يجب الانتباه إليها دوماً.

شيء واحد يجعلنا نقبل بالاجتماع، هو تمسكه بثوابت الثورة: محاكمة النظام، ورفض التفاوض مع المجرمين والقتلة والإرهابيين الذين ارتكبوا كل أنواع الجرائم بحق الشعب السوري، عدم الاعتراف بشرعية التمثيل الراهن للشعب، المطالبة بالتطبيق الفوري لبيان جنيف واحد وقرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ و٢١١٨، وفرض سلطة انتقالية من قبل الدول الأربعة التي تحتل سوريا، وتمسك بكل المناطق، وهي بموجب اتفاقيات جنيف ملزمة بذلك.

 

ليفانت – كمال اللبواني

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!