-
إسرائيل على حافتها: دراسة ضرب إيران النووية بين الجدوى والمخاطر
-
تكشف المناورات الجوية الإسرائيلية عن استعداد متزايد لضرب المنشآت النووية الإيرانية، مما يثير مخاوف من تصعيد إقليمي خطير قد يؤدي إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط
في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، كشفت تقارير صحفية عن قيام سلاح الجو الإسرائيلي بتنفيذ مناورات جوية واسعة النطاق فوق البحر الأبيض المتوسط قبل عامين.
تلك التدريبات، التي أعلنت عنها قوات الدفاع الإسرائيلية علناً، هدفت إلى محاكاة ضربة محتملة على المنشآت النووية الإيرانية، مما أثار جدلاً واسعاً حول جدوى وتبعات مثل هذا العمل العسكري.
ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن هذه المناورات لم تكن مجرد استعراض للقوة أمام إيران، بل كانت أيضاً رسالة موجهة لإدارة الرئيس جو بايدن، فقد أظهرت إسرائيل استعدادها للعمل منفردة، رغم إدراكها أن فرص نجاح العملية ستكون أعلى بكثير بمشاركة أمريكية، خاصة مع امتلاك واشنطن لترسانة من "الصواريخ الخارقة للتحصينات".
اقرأ أيضاً: تحذيرات من تكرار سيناريو كوريا الشمالية في الملف النووي الإيراني
ومع ذلك، فإن الشكوك تحوم حول قدرة إسرائيل على إلحاق أضرار جسيمة بالمنشآت النووية الإيرانية بمفردها، فقد أقر كبار المسؤولين الإسرائيليين، في مقابلات خاصة، بوجود تحديات كبيرة أمام نجاح مثل هذه العملية، وهذا الأمر دفع مسؤولي البنتاغون للتساؤل عما إذا كانت إسرائيل تستعد فعلياً لتنفيذ ضربة منفردة، خاصة في ظل الظروف الحالية التي قد لا تتكرر.
في المقابل، حذر الرئيس بايدن إسرائيل من توجيه ضربات للمواقع النووية أو مواقع الطاقة الإيرانية، مشدداً على ضرورة أن يكون أي رد "متناسباً" مع الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل، كما أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت على رغبة واشنطن في تجنب الخطوات الانتقامية التي قد تؤدي إلى تصعيد جديد من قبل إيران.
وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل قد تركز في ردها الأولي على استهداف القواعد العسكرية ومواقع الاستخبارات الإيرانية، مع تأجيل استهداف المنشآت النووية لمرحلة لاحقة، إذا ما صعدت إيران من هجماتها المضادة، ومع ذلك، تتزايد الأصوات داخل إسرائيل، وحتى في الولايات المتحدة، الداعية لاغتنام الفرصة الحالية لتأخير القدرة النووية الإيرانية لسنوات.
وفي هذا السياق، كتب نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، داعياً إلى التحرك الآن "لتدمير البرنامج النووي الإيراني، ومرافق الطاقة المركزية، وشل هذا النظام الإرهابي بشكل قاتل"، وقد أثار هذا الموقف المتشدد ردود فعل متباينة، حيث يرى المسؤولون الأمريكيون أن مثل هذه الضربات قد تكون غير فعالة وقد تدفع المنطقة نحو حرب شاملة.
وأصبحت مسألة ضرب إيران قضية محورية في الحملات الانتخابية الأمريكية، حيث زعم الرئيس السابق دونالد ترامب أن على إسرائيل "ضرب النووي أولاً ثم القلق بشأن الباقي لاحقاً"، وهو نهج يتعارض مع سياسته عندما كان في البيت الأبيض.
ويثير هذا النقاش المحتدم أسئلة جوهرية حول مدى قدرة إسرائيل على إعاقة البرنامج النووي الإيراني فعلياً، وما إذا كانت النتيجة ستكون مجرد دفع هذا البرنامج إلى مزيد من السرية والعمق تحت الأرض، كما يطرح تساؤلات خطيرة حول احتمال أن تدفع الضربة الإسرائيلية القيادة الإيرانية إلى اتخاذ قرار حاسم بالتسابق نحو امتلاك القنبلة النووية، وهو خط أحمر لم تتجاوزه إيران منذ ما يقرب من ربع قرن.
ليفانت-وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!