الوضع المظلم
الأربعاء ٠٩ / أكتوبر / ٢٠٢٤
Logo
  • أزمة الرعاية الصحية في السودان: 75% من مرافق الخرطوم خارج الخدمة

  • يبرز انهيار النظام الصحي في السودان، خاصة في العاصمة الخرطوم، الحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي للصراع، إذ أن استمرار القتال يهدد بتحويل البلاد إلى بؤرة لانتشار الأوبئة على المستوى الإقليمي
أزمة الرعاية الصحية في السودان: 75% من مرافق الخرطوم خارج الخدمة
الحرب الاهلية في السودان \ تعبيرية \ متداول

أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً شديد اللهجة بشأن الوضع الإنساني المتدهور في السودان، مشيرة إلى أن استمرار الصراع المسلح قد يؤدي إلى خسائر بشرية هائلة ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف نزيف الدماء.

وقد جاء هذا التحذير على لسان حنان بلخي، المديرة الإقليمية للمنظمة في إقليم شرق المتوسط، خلال مؤتمر صحفي عُقد في القاهرة يوم الثلاثاء.

وأوضحت بلخي أن الحرب المستعرة منذ قرابة 18 شهراً قد تسببت في أكبر أزمة نزوح داخلي على مستوى العالم، حيث بات أكثر من 25 مليون شخص، أي ما يفوق نصف سكان السودان، في حاجة ماسة إلى الغذاء والرعاية الصحية.

اقرأ أيضاً: واشنطن تخصص 424 مليون دولار لإغاثة السودانيين.. ومخاوف من مجاعة

وأضافت قائلة: "يموت الأطفال والأمهات الذين يعانون سوء التغذية بسبب عدم الحصول على الرعاية، وتنتشر الكوليرا في أنحاء كثيرة من البلد، ويواجه العاملون في مجال الإغاثة تحديات هائلة".

وفي سياق متصل، كشف ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية، عن تسجيل أكثر من 20 ألف حالة كوليرا هذا العام في نصف أقاليم السودان الثمانية عشر.

وأشار إلى أن هذا التفشي ينتشر بوتيرة أسرع مقارنة بالعام الماضي، مما يضع ضغوطاً إضافية على النظام الصحي المنهار، وفي محاولة للتصدي لهذا الوضع، أعلن برينان عن بدء حملة تطعيم عن طريق الفم هذا الأسبوع، مع وصول 1.4 مليون جرعة، ومن المتوقع وصول 2.2 مليون أخرى في وقت لاحق.

وتشير الإحصاءات المقلقة التي قدمتها المنظمة إلى خروج 75% من المرافق الصحية في العاصمة الخرطوم عن الخدمة، بينما يبدو الوضع في غرب السودان وجنوبه أكثر سوءاً.

هذا الانهيار في النظام الصحي يأتي في ظل استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي اندلعت في منتصف أبريل 2023 على خلفية التنافس حول خطط الانتقال نحو الحكم المدني.

وفي ظل هذه الظروف الكارثية، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل دولي عاجل لإنقاذ الوضع في السودان. فقد حذرت بلخي بشكل صريح قائلة: "إذا لم يكن هناك تدخل فوري، فستحصد المجاعة والمرض عدداً لا يحصى من الأرواح"، وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية للتحرك السريع قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.

ويبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن المجتمع الدولي من تجاوز الخلافات السياسية والتحرك بشكل فعال لإنقاذ أرواح الملايين في السودان؟ وهل ستنجح الجهود الدبلوماسية في إيجاد حل سياسي ينهي الصراع ويفتح الباب أمام عمليات الإغاثة الإنسانية الشاملة؟

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!