الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • "ذا غارديان" تنبه من مخاطر تفشي كورونا بين العمال في قطر

ذا غارديان تنبه من مخاطر تفشي كورونا بين العمال في قطر

نبهت صحيفة "الغارديان" The Guardian البريطانية، في تقرير لها، من الوتيرة المتسارعة لانتشار فيروس كورونا في قطر، بالنظر لتساهلها في معالجة وضع عمالة كأس العالم، والذين يتكدسون في الحافلات، ومواقع العمل من غير أي إجراءات للسلامة من الفيروس، مما يؤدي لازدياد متسارع في عدد المصابين بالفيروس.


ووجه التقرير اتهامه لقطر بسوء معاملة العمال ووضعهم في بيئة غير لائقة تساعد في انتشار الفيروس، فيما كانت قد أعلنت وزارة الصحة القطرية، مساء أمس الخميس، عن ارتفاع عدد المصابين بـفيروس كورونا إلى 549 حالة.


وذكرت الصحيفة البريطانية في تقريرها إنه لا يزال العمال المهاجرون الذين يبنون الملاعب والبنية التحتية لكأس العالم 2022 في قطر يرسلون للعمل في مواقع البناء المزدحمة، رغم أمر حكومي يمنع "جميع أشكال التجمعات" بسبب وباء الفيروس التاجي.


ومع مرور أقل من 1000 يوم حتى انطلاق البطولة، ذكر العمال إن الأمر "يسير كالمعتاد" مع استمرار البناء بوتيرة لا توقف فيها، ووفق التقرير، يمكن رؤية الحافلات المكتظة بالعمال وهي تتجه إلى العمل، فيما قال العمال لصحيفة "الغارديان" إنهم مستمرون في تحمل نوبات عمل طويلة مع إجراء فحوصات صحية محدودة فقط.


وبالتزامن مع مواصلة الجدل في المملكة المتحدة حول ما إذا كان من الآمن لعمال البناء أن يعودوا إلى العمل، أوضح وزير الصحة، مات هانكوك، يوم الثلاثاء إن أعمال البناء الأساسية يمكن أن تستمر طالما بقي العمال على بعد مترين.


بيد أن مثل هذا الشرط (التباعد الاجتماعي) يكاد يكون من المستحيل أن يتحقق في قطر، حيث يعيش العمال في مخيمات العمل المزدحمة، ويتشاركون غرف النوم التي تحتوي على 8 إلى 10 آخرين من العمال، كما يجري نقلهم للعمل في حافلات الشركة المزدحمة بما يصل إلى 60 شخصاً في كل حافلة.


إقرأ أيضاً: القطرية تنفي نقلها سلاح لحزب الله وتدّعي شحن أغنام من بلد لا يصدّرها


وبينما لم تغلق قطر أبوابها بعد، ويتواصل العمل في بعض القطاعات، فإن العمال المهاجرين ذوي الأجور المنخفضة معرضون للخطر بشكل خاص، بالنظر لمدى تفاعلهم الوثيق مع الآخرين في معسكرات العمل وفي العمل.


ويشير العمال إنه ليس لديهم خيار سوى الخروج والعمل، مجبرين من قبل أصحاب عملهم والحاجة الملحة لكسب المال لإرسالها لأسرهم في بلدانهم، وأوردت الصحيفة عن عامل بناء كيني، قوله إنه لا يعمل في مشروع لكأس العالم، ويعمل في نوبات لمدة 14 ساعة: "أنا قلق كثيراً بشأن الإصابة بالفيروس، لكنني بحاجة إلى المال، ويقول إنه يرتدي قفازات وقناعاً في العمل لكنه لا يكفي، مضيفًا "الله وحده يكفي".


فينا ذكر عامل نيبالى، وهو يشارك في بناء موقف للسيارات إنه يتم فحص ضغط دمه قبل كل نوبة عمل وتابع "أستخدم قناع الوجه، الذي اشتريته لنفسي، أولئك الذين ليس لديهم قناع يغطون أفواههم بقطعة من القماش".


وخلال الأسبوع الماضي، قالت السلطات القطرية إنها حظرت "جميع أشكال التجمعات.. بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر الكورنيش والحدائق العامة والشواطئ والتجمعات الاجتماعية"، ورغم الإغلاق شبه الكامل للصالات الرياضية ودور السينما ومراكز التسوق والبنوك، يبدو أن القانون لا ينطبق على عمال البناء وغيرهم في القطاع الخاص.


وأدت التنبيهات على مواقع التواصل الاجتماعي الحكومية التي تدعو الناس إلى تجنب الأماكن العامة والتجمعات رداً غاضباً، حيث كتب أحد المستخدمين: "كيف سيحافظ عمال البناء على التباعد الاجتماعي؟.. لا أحد يهتم بسلامتنا.. هل تعتقد أننا لا نريد أن نعيش؟ هل تعتقد أننا لا نريد أن نرى عائلاتنا؟".


ودون آخر أنه كان في الموقع لمدة 9 ساعات في اليوم، مردفاً: "نحن لسنا روبوتات، نحن لسنا محصنين ضد الفيروس"، فيما يدفع معظم العمال رسوم توظيف كبيرة، يصل بعضها إلى 4000 جنيه إسترليني، لتأمين وظائف في قطر، ويجد الكثيرون أن رواتبهم أقل مما وُعدوا بها، ومن الشائع في قطر انخفاض الأجور والتأخر في الأجور، لكن العمال يترددون في الشكوى خوفاً من فقدان وظائفهم.


وأوردت الصحيفة عن جيمس لينش، مدير في شركة فير/سكوير للأبحاث والمشاريع وخبير في العمال المهاجرين في قطر، تصريحه: "من الصعب على الموظفين في أي سياق رفض الذهاب إلى العمل، ولكن في أنظمة مثل قطر، حيث يتمتع أصحاب العمل بمستويات قصوى من السيطرة على العمال، سيكون ذلك محفوفاً بالمخاطر بشكل خاص، وقد توقفت الهجرة الجديدة إلى قطر نتيجة للوباء، وبالتالي فإن تأثير فقدان وظيفتك الآن أسوأ مما سيكون عليه على أي حال".


وقد تعدت عدد الحالات المؤكدة للفيروس التاجي في قطر الآن 500 حالة، مع الغالبية العظمى من العمال المهاجرين.


ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!