-
كيف وفرت المخابرات التركية الحماية لجنرال إيراني متهم بالإرهاب؟
أعاد مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي تناقل خبر حول قيام رئيس الاستخبارات التركية باستضافة لواء من الحرس الثوري الإيراني بشكل سري، وإعارته طائرة خاصة تابعة للاستخبارات التركية لنقله الى طهران.
والخبر في الحقيقة ليس جديداً، إذ كان قد كشفه موقع نورديك مونيتور السويدي، في الثامن من سبتمبر الماضي، حول قيام مدير المخابرات التركية هاكان فيدان، باستقبال جنرال من الحرس الثوري الإيراني.
وتبعاً للموقع، فإن ذلك الجنرال الإيراني موضع تحقيق في اتهامات بالإرهاب في تركيا، لكن فيدان وفر له وللوفد المرافق الأمن ومنحه طائرة وكالة الاستخبارات التركية للسفر إلى طهران.
اقرأ أيضاً: اقتصاد تركيا على المحك.. الرئيس التركي يعود من قطر بخفّي حنين
وحسب ملف التحقيقات التي قام بها المدعي العامّ، اجتمع فيدان في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2013، مع الجنرال سيد علي أكبر مير وكيلي، أحد قادة فيلق القدس، الذي اعتبرته الشرطة بأنه مشتبه به رئيسي في شبكة إرهابية مدعومة من إيران في تركيا.
وأثناء وجود مير وكيلي في أنقرة، وفر مدير المخابرات التركية له ولمعاونيه حماية أمنية، ونظم لقاءً سرياً مع رئيس الوزراء آنذاك والرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، وجهز طائرة وكالة المخابرات لإعادته إلى طهران، حتى لا يضطر إلى الخضوع لإجراءات الجمارك والجوازات.
ونوه الموقع إلى أن "مير وكيلي موضع تحقيق أجهزة مكافحة الإرهاب في تركيا منذ عام 2011، عقب اعتقال الشرطة حسين أفني يازجي أوغلو، الذي أدين بتورطه في عضوية جماعة إرهابية تدعمها إيران".
وباشر المدعي العام في إسطنبول تحقيقاً في 8 أبريل/ نيسان 2011 في نشاط الحرس الثوري الإيراني في تركيا، واستحوذوا على أوامر تنصت من المحاكم للتجسس على المشتبه بهم، وأمروا الشرطة بمراقبة عملاء الحرس الثوري الإيراني.
وتم بالفعل التنصت على المكالمات الهاتفية التي سجلت محادثة هاتفية بين رئيس المخابرات التركية وإيراني يُدعى فاروق قوجة، والأخير أدين كذلك بتهم الإرهاب في الماضي لتورطه في جماعة إرهابية تدعمها إيران.
وفي غضون إحدى المكالمات، ذكر قوجة إن مير وكيلي سيأتي قريباً ويريد عقد اجتماع مع أردوغان، ورد فيدان بأنه سيرتب الأمر، كما تكلم الاثنان كذلك عن الحصول على مساعدة من سيفر توران، كبير مستشاري أردوغان في الشرق الأوسط، وأيضاً أحد المشتبه بهم في التحقيق في الشبكة التركية للحرس الثوري الإيراني.
وأفصحت تسجيلات التنصت على المكالمات الهاتفية أن مير وكيلي سلط تركيزه بشكل خاص على اجتماعاته في أنقرة، وعندما لم يتمكن من الاتصال هاتفياً بقوجه على الفور على الهاتف، اتصل بقائد تنظيمه السابق حقّي سلجوق شانلي، وهو مجرم مدان نفذ تفجيرات نيابة عن الحرس الثوري الإيراني في السابق، وعضو جماعة تعرف باسم "تفهيد"، وهي جماعة موالية لإيران أسستها المخابرات الإيرانية في تركيا، ترمي إلى إقامة نظام إسلامي مشابه للنظام في إيران.
وأشار "نورديك مونيتور" إلى ملخص تحقيقات الشرطة مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني سيد علي أكبر مير وكيلي واتصالاته مع الأتراك بمن فيهم رئيس المخابرات هاكان فيدان.
وأتى في تلك التحقيقات أنه في بيان للشرطة، أقر حقي سجلوق شانلي أن فيلق القدس طلب مساعدته في عام 1988 لزرع متفجرات في البنك السعودي الأمريكي، الواقع في حي الحربية في إسطنبول، وجرى تنفيذ الخطة بأوامر من الجنرال في الحرس الثوري الإيراني ناصر تاكيبور في 10 مارس آذار 1988.
وأدت قنبلة مزروعة بجوار البنك في ذلك الوقت، إلى إلحاق أضرار بالمباني المحيطة دون وقوع إصابات، فيما طمست قضية فيلق القدس الإيراني في المحاكم التركية، كون حكومة أردوغان أوقفتها في فبراير/ شباط 2014 بعد أن علمت بالتحقيق، الذي طال بوضوح كبار المسؤولين الحكوميين.
وجرى طرد المدعي العام الذي كان يتولى التحقيق قبل أن تتاح له الفرصة لإصدار أوامر اعتقال للمشتبه بهم أو تقديم لائحة اتهام، واستطاع قوجه وتوران وشانلي ومير وكيلي والعديد من المشتبه بهم الإيرانيين والأتراك من الإفلات من العدالة الطويلة بفضل تدخل أردوغان، الذي على ما يبدو قام بحماية الأصول الموالية لإيران، وساعد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني على الفرار من تركيا.
ليفانت-وكالات
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!