الوضع المظلم
الأربعاء ٠٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الجفاف يهدّد سوريا.. الفرات يجف والزرع يموت والكهرباء على الطريق

الجفاف يهدّد سوريا.. الفرات يجف والزرع يموت والكهرباء على الطريق
محطة علوك في رأس العين/سري كانيه بريف الحسكة. متداول مصدر حر

ما يزال مِلَفّ المياه ورقة ضغط تركية منذ استقرار الإدارة الذاتية في حكم مناطق شمال غرب سوريا، فقد كثرت التقارير بأنواعها منذ أشهر حول ظاهرة جفاف نهر الفرات وانحسار منسوب بحيرة سد الطبقة بينما تستمر تركيا بالتحجج بقلة معدلات الهطول وتنفي استخدام ورقة المياه لأغراض سياسية.


تابعت فرانس برس المِلَفّ بتقرير خاص نشرته اليوم على موقعها ضمنته عدة لقاءات مع مزارعين وخبراء ومسؤولين.


في قرية الرميلة في محافظة حلب شمالاً، يقول خالد (50 عاماً) لوكالة فرانس برس "كأننا نعيش في صحراء… حتى أننا نريد النزوح ونفكر بالهجرة لعدم توافر مياه للشرب أو لري الأشجار، تمشي النساء سبعة كيلومترات لتعبئة قوارير مياه شرب للأطفال".


وبموجب الاتفاق الموقع بين سوريا وتركيا 1987 يحق لسوريا 500 متر مكعب في الثانية لكنها وصلت إلى 200 متر مكعب في الثانية، وفق تقنيين.




محطة علوك للمياه. متداول مصدر حر محطة علوك للمياه. متداول مصدر حر

يغطي السدان المبنيان في سوريا على النهر سد شمال حلب وسد الطبقة 90 % من حاجات شمال شرق سوريا من الكهرباء، بما فيها التيار اللازم لمحطات ضخ المياه. ويهدد تراجع منسوب المياه اليوم عملهما.


يحذر مدير سد تشرين منذ 13 عاماً حمود الحماديين من "انخفاض تاريخي ومرعب" في منسوب المياه لم يشهده السد منذ بنائه العام 1999. فرانس برس.



جفاف وقطع مياه وقريباً بلا كهرباء

ومنذ كانون الثاني/ديسمبر، تراجع منسوب المياه في السد خمسة أمتار. وفي حال استمراره بالانخفاض سيصل إلى ما وصفه الحماديين بـ"المنسوب المَيِّت"، ما يعني أن تتوقف "العنفات بشكل كامل" عن العمل.


وعدا عن تراجع إمداد المنطقة بالكهرباء، توقفت محطات ضخ مياه عدة عن العمل، وفق الحماديين الذي نبّه إلى أن انخفاض منسوب المياه يهدد بارتفاع معدل التلوث ويعرض الثروة السمكية للخطر. ويقول "نحن نتجه إلى كارثة إنسانية وبيئية".


في سد الطبقة، تراجع منسوب المياه في بحيرة السد حوالى خمسة أمتار، وبات يقترب من المنسوب المَيِّت أيضاً.


وتتهم الإدارة الذاتية أنقرة بعرقلة تدفق نهر الفرات إلى سوريا وباستخدام المياه كسلاح للضغط عليها. واتهم النظام أيضاً تركيا بقطع المياه.


اقرأ المزيد: درعا… موجة نزوح جماعية نحو الحدود السورية – الأردنية

ويُشكك الباحث في الشأن السوري نيكولاس هيراس في نية تركيا قولها عدم استخدام نهر الفرات كسلاح لمصلحتها.


وأحصت الأمم المتحدة انقطاع المياه عن محطة علوك 24 مرة منذ العام 2019 ما ينعكس على حياة 460 ألف شخص يستفيدون منها في محافظة الحسكة.




 ثلاث صور وفرتها وكالة الفضاء الأوروبية التقطتها عبر الأقمار الاصطناعية مهمة كوبرنيكوس سنتينيل-2 في (من اليسار إلى اليمين)، 21 آب/اغسطس 2019 و25 آب/اغسطس 2020 و25 آب/اغسطس 2021 وتظهر تدفق نهر الفرات في وسط سوريا عبر بحيرة تشرين وسد تشرين وبحير الأسد وسد الطبقة - وكالة الفضاء الأوروبية/ا ف ب ثلاث صور وفرتها وكالة الفضاء الأوروبية التقطتها عبر الأقمار الاصطناعية مهمة كوبرنيكوس سنتينيل-2 في (من اليسار إلى اليمين)، 21 آب/اغسطس 2019 و25 آب/اغسطس 2020 و25 آب/اغسطس 2021 وتظهر تدفق نهر الفرات في وسط سوريا عبر بحيرة تشرين وسد تشرين وبحير الأسد وسد الطبقة - وكالة الفضاء الأوروبية/ا ف ب

حتى وإن كانت الكارثة التي تهدد شمال سوريا وشمال شرقها ناتجة عن تراجع مستوى الأمطار كما يبرر دبلوماسي تركي، فإن تركيا قادرة على الاستفادة من الأمر لمصالحها الجيوسياسية، وفق ما يرى الخبير في الشأن السوري فابريس بالانش.


ويقول "خلال فترات الجفاف، تستخدم تركيا ما تحتاج من المياه وتترك الفضلات للأكراد وإن كانت على معرفة كاملة بالتداعيات".


اقرأ المزيد: مجدداً… الأردن يحبط محاولات تهريب مخدرات من سوريا

يعيد فيم زفينينبيرغ من منظمة "باكس" للسلام الهولندية غير الحكومية تراجع منسوب نهر الفرات في سوريا إلى مشروعات زراعية ضخمة وضعتها الحكومة التركية منذ التسعينيات، وقد فاقم التغير المناخي الوضع سوءاً ستسعى تركيا للتعويض بأي ثمن. "فرانس برس"


ويقول زفينينبيرغ "الجفاف قادم لا محال"، مشيراً إلى أن صوراً عبر أقمار اصطناعية تظهر "التراجع السريع في النمو الزراعي الصحي" في كل من سوريا وتركيا. وحذرت الأمم المتحدة من أن فترات الجفاف ستصبح أطول وأكثر حدة حول البحر الأبيض المتوسط.


وحذّر ائتلاف منظمات تعمل في شمال شرق سوريا من انتشار الأمراض الناشئة عن تلوث المياه في محافظات حلب والرقة ودير الزور، فيما تسبّبت مياه معامل الثلج الملوّثة بانتشار الإسهال في مخيمات النازحين.


 

ليفانت نيوز

التقرير كاملاً من المصدر الأصلي: اضغط هنا

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!