-
وصية "ميشيل كيلو" للسوريين: لن يحرّركم أي هدف غير الحرية فتمسّكوا بها
توفي المعارض السوري البارز "ميشيل كيلو"، اليوم الاثنين، عن عمر ناهز 81 عاماً، إثر تدهور حالته الصحية نتيجة إصابته بفيروس كورونا "كوفيد-19"، وبوفاته أدمعت عيون معظم السوريين الرافضين للقمع والاستبداد.
رحل "ميشيل كيلو"، ابن مدينة "اللاذقية، الذي قضى معظم حياته محارباً الاستبداد ومدافعاً عن الحرية، حيث توفي منفياً، قبل أن يحصد ثمار 50 عاماً من العمل الدؤوب المعارض للقضاء على نظام الديكتاتور في سوريا.
تداول ناشطون سوريون، وصية كتبها الراحل "ميشيل كيلو" قبل وفاته بنحو أسبوعين، وذلك أثناء خضوعه للعلاج من مرض "كورونا"، في إحدى مشافي العاصمة الفرنسية باريس.
وكتب في الوصية: "إلى الشعب السوري الذي أعتزّ به، وأنتمي إليه.. إلى شابات سوريا وشبابها، أمل المستقبل، هذه نصائح صادرة من قلبي، وعن تجربتي، وعن أملي بمستقبل أفضل لكل السوريين".
وأضاف "كيلو": "لن يحرّركم أي هدف غير الحرية فتمسّكوا بها، في كل كبيرة وصغيرة، ولا تتخلّوا عنها أبداً، لأنّ فيها وحدها مصرع الاستبداد".
وتابع: "لا تنظروا إلى شعبكم ووطنكم من خلال أهوائكم وأيديولوجياتكم وهوياتكم، الآنية والضيقة والسطحية، بل انظروا إلى ذلك كله، من خلال شعبكم ووطنكم".
وأردف بالقول: "لن تقهروا الاستبداد منفردين أو متفرقين.. لن تقهروه إذا لم تتّحدوا في إطار وطني، وعلى كلمة سواء، وأقصد على رؤية وطنية جامعة.. رؤية غير هوياتية، وغير أيدولوجية، ففي وحدتكم خلاصكم، فتدبّروا ذلك، متغلبين على كل الحساسيات والعصبيات والحسابات الشخصية والفئوية، مهما كان نوعها، أو تصنيفها".
وأوصى "كيلو" السوريين بقوله: "كي تصبحوا شعباً واحداً، يا بنات شعبنا وأبناءه، اعتمدوا معايير وطنية، وانبذوا العقليات الضدّية، والثأرية، في النظر إلى بعضكم وإلى أنفسكم، فالمجتمعات لا تصبح مجتمعات وفقاً لذلك، وإنما هي تغدو مجتمعات حقاً بواسطة عقد اجتماعي، واضح، ومحدّد، وشفاف يساوي بين كل المواطنين إزاء الدولة وأمام القانون، ويكفل حقوقهم وحرياتهم وكراماتهم. هذا ما حاول النظام الحؤول دونه طوال العقود الماضية".
ونوّه: "لن تصبحوا شعباً واحداً ما دام نظام الأسد باقياً، وما دام يستطيع التلاعب بكم، بل إنكم ستبقون تدفعون أثماناً إقليمية ودولية كبيرة في سبيل حريتكم، فلا تتردّدوا في حثّ الخطى من أجل الخلاص منه نهائياً، ويأتي في مقدمة ذلك الوحدة، لعزل هذا النظام والتخلص منه نهائياً".
ودعا كيلو الشعوب السوري إلى الالتفاف حول أصحاب المعرفة والفكر والمواقف النبيلة، وتابع: "رجاء، لا تنظروا إلى مصالحكم الخاصة بوصفها متعارضة مع المصلحة العامة، فهي جزء، أو يجب أن تكون جزءاً، منها".
وأشار إلى أنّ "المرأة السورية الرائعة والشجاعة والصابرة كل التقدير والعرفان، وأنّ "كفاحنا مع شعب فلسطين جزء من كفاحنا ضد الاستبداد، وبالعكس".
اقرأ: بعد صراع مع كورونا.. “ميشيل كيلو” يعتزل الحياة
وختم وصيته: "لم تتمكّن ثورتنا من تحقيق أهدافها، بسبب مشكلات داخلية، وارتهانات خارجية. وقد دفع شعبنا أثماناً باهظة طوال السنوات العشر الماضية. مع ذلك، فإنّ النظام، مع حليفيه الإيراني والروسي، لم ينتصر. فلنبق على تصميمنا، وعلى توقنا لاستعادة سوريتنا، بالخلاص من هذا النظام الذي صادر أكثر من نصف قرن من تاريخ بلدنا".
اقرأ المزيد: الفيروس ينهي حياة المعارض السوري “ميشيل كيلو”
وتعتبر الوصية التي تركها "الراحل" ميشيل كيلو، كتذكرة لمن نسي أهداف الثورة التي خرج السوريون من أجلها، فذكّر فيها بالثوابت والمبادئ التي بنيت عليها الثورة منذ انطلاقتها.
ليفانت - سامر أمين
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!