الوضع المظلم
السبت ٣٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
نجاح قطر.. نجاح العرب
خالد بركات

توقيت اللَّه مثاليّ في كل شيء.. حتى لو لم نعرف الحِكمة في التأخير.

كما يقال: ابنِ آراءك عن واقع رؤيتك أنت له لا كما يراها الآخرون، فقد يعجبك من يراه غيرك غير جدير بالإعجاب، ولربما غيرك كذلك.. فإن كنت تملك القرار في اختيار ما تكتب فجرأة ونقاء حبر قلمك أجدر بذلك القرار.

فمن هذا المنطلق ..هذه الكلمات بقناعة ومحبة وليست موجهة ضد أحد، ولا لكسب عطف أحد، بل لإرضاء نفسي بما شاهدت واقتنعت. الإرادة خلق وتعامل وسلوك وفكر وإيمان، وهي سمات تنعكس على سجايا الإنسان.

ليس بعيدًا عن الإنجازات الكرويّة المتمثّلة في منتخب المغرب، أي أسود العرب، وتعاطف كل العرب معهم، والذي هو فخر لكل عربي عريق.. وقبلها فوز فريق السعودية في البداية والذي تمثل أكثر بمعانقة أمير قطر للعلم السعودي، وهو دليل العاطفة الأخوية الصادقة.

وبعيداً حتّى عن الإنجازات التنظيميّة لدولةِ قطَر ثمّة شيءٌ أضخم من النجاحات  قد فاتَ الجميع، يقعُ تحت عنوان: أمّة عربية متطورة ليست رجعية وليست إرهابية.

قُرابة شهرٍ قد مَرّ، وأكثر من أربعة ملايين زائر من مختلف بلدان العالَم، منهم العرب والأمريكيّون والكنديّون، وفيهم الأوروبيّون والآسيويّون، فيهم الأشقر والأسمر، فما سمعنا عن قنبلةٍ واحدة، أو رصاصةٍ، أو خدشٍ واحد.

الحمد لله.. ما حصل، وما سمعنا عن تفجيرٍ لمنظمّة "إرهابيّة"، وما تفاجأنا بمتطرّفين إرهابيّين كما كان البعض يزعمون.

وقد جلس العالَم يُشاهد الحقيقة بأم العين، بما هو غير قابل للتزييف، أو الفوتوشوب كما يحلو للبعض تسميته.

نعم.. هذا المونديال فضحَ البروباغندا العالميّة وكشف أمّة العرب على حقيقتها: أمّة مُسالِمة آمِنة مُطمئنة، متطورة متألقة متقدمة.

لم يتوقع أحد أحداث كأس العالم بقطر وما آلت إليه تلك الأحداث من تصادم عربي بقيادة دولة قطر ومحور آخر الذي تعمد إفشال العرب، وخاصة دولة قطر العربية، باستضافتها مونديال كأس العالم لعام ٢٠٢٢، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن.

لقد استطاع الأمير القطري الشاب بعون الله، وبقيادته الحكيمة والحضارية، أن يكون مثالاً يحتذى به لدول كثيرة حاولت النيل منه ومن العرب من خلال تشوية هذه الصورة الجديدة.

لقد عملت كثير من الدول كل ما بوسعها لإفشال قطر إلا أن قدرة الله قد حالت بيننا وبينهم ليظهر الحق ويزهق الباطل، وتمثلت أكثر حين أرادوا رفع شعار المثلية أراد الشيخ تميم رفع تاريخ العرب بوشاح العرب.

بالإضافة وبكل فخر إنجازات دولة الإمارات، بأمانها وأمنها ووصول المسمار إلى القمر، وأعلى برج، والعيش الهني فيها، واحتضانها لآلاف الأسر عبر توفير الوظائف، وأضحت مركزاً لعالم السياحة الدولية لاستقطاب  شعوب العالم.

بالإضافة وبكل فخر إنجازات ومشاريع المملكة العربية السعودية، أرض الخير والعطاء، وأخيراً وليس آخراً، منها  الفورميلا، وموسم الرياض، ورؤية ٢٠٣٠، واحتضانها ومساعدة الشعوب العربية وعاطفتها الخاصة على شعب لبنان وإنجازات مصر الحالية بقيادة الرئيس السيسي، وما يحضره لإنشاء أو إنجاز العاصمة الإدارية الجديدة، مع الحفاظ على النيل وثروته، وعالم الآثار والأهرامات العجائببة عبر العصور.. إلى الكثير من الإنجازات في بعض الدول العربية وليس الوقت المتاح لتعدادها.

هنا يكمن الدهاء العربي حين يتجلى العقل في القيادة، بالفعل لقد أوصل أمير قطر رسالته السامية وأكد للعالم بأن بعض العقول العربية تحمل رسالة تطورية بعقلية منفتحة، وتقبل التعايش مع الجميع، ضمن قانون العدل والمساواة والحرية والكرامة لكل البشرية بمختلف أطيافهم..

اليوم تؤكد قطر للعالم بأن العرب هم وحدهم من يصنعون المنجزات التاريخية وأن التعايش بين الأمم من صنع العرب وحدهم وأن العنصرية غير موجودة في القاموس العربي وحده.

حقاً.. لقد أثبت الشيخ العربي الشاب الأمير تميم للغرب بأن العرب أصحاب حضارة ورسالة سامية لا تقبل التطرف والانحياز وأن الغرب هم من يرفعون شعار المساواة في إعلامه لكن واقعهم على الأرض عكس ذلك.

لقد هزم البعض بعد النجاح الاستثنائي الكبير لمونديال كأس العالم في قطر وانتصر العرب بقيادة إرادة الشيخ تميم.. والأمنيات أن تعم الإرادة كافة الدول العربية. ولا ننسى فلسطين التي هي قضية العرب، ولا تغيب وتبقى حاضرة بقوة بوجدان البعض. آملين ومتمنين مع دعاء من القلب أن تستيقظ بعض العقول العربية إنمائياً وحضارياً مع الحفاظ على القيم الأخلاقية والثوابت الإيمانية من كل أطيافها، وتستفيق بعض الضمائر ليتجلى عالم الإنسانية والمحبة والتسامح بأجمل صفاته.

ونؤكد أننا أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والسيد المسيح والقديسين والرسل عليهم السلام ولا نعود أو نكون كما قال أحدهم يوماً: وللأسف إنه شرق الأنبياء والأغبياء.

اللهم.. أهدِنا دائماً على كلمة الحق ونقول: عاش التطوير والتنوير وقيم العرب في دنيا العرب.

ليفانت - خالد بركات

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!