الوضع المظلم
السبت ٣٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
موسكو تدرك نقاط ضعف تركيا في إدلب
موسكو تدرك نقاط ضعف تركيا في إدلب

اعتاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل يومي على إطلاق التهديدات بشأن الرد على تقدم النظام السوري مدعوماً بقوات روسية في إدلب دون فعل، وهو موقف عده مراقبون للشأن التركي يعكس غياب الثقة لدى الرئيس التركي في ولاء قادة الجيش، إلى جانب شكوكه في الخبرات الميدانية للجيش الذي ظل لسنوات طويلة يقاتل الأكراد دون تحقيق أيّ نجاحات.


وصرّح أردوغان، أمس الأربعاء، إن الجيش التركي سيضرب قوات النظام المدعومة من موسكو في أيّ مكان بالوسائل البرية أو الجوية إذا أصيب أيّ جندي تركي بسوء، زاعماً أن بلاده عازمة على طرد قوات النظام السوري إلى ما وراء مواقع المراقبة التركية في إدلب بشمال غرب سوريا بنهاية فبراير.


وعلى الرغم من استهداف القوات السورية لنقاط مراقبة تركية في أكثر من مرة ما أدى إلى مقتل جنود أتراك، بيد أن أردوغان ظل يردد تهديداته بضرب قوات النظام، وإعطائها مهلاً للانسحاب دون أن ينفذ أيّا من تهديداته.


ويعتقد مراقبون للشأن التركي أن أردوغان ليس متأكداً من قدرة الجيش التركي على دخول حرب بمواجهة النظام وموسكو لاعتبارات منها أنه لا يثق بمستوى الطاعة والولاء بعدما فعله بكبار قادة الجيش من إقالات واعتقالات وإهانات عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف 2016.


وينوه هؤلاء إلى أن الترقيات التي تمت لتعويض القادة المتمرسين، هيمنت عليها الترضيات الحزبية والعلاقات الشخصية ولا يعرف مدى قدرة القادة الجدد على خوض المعارك ومدى خبراتهم الميدانية، وهو ما دفع أنقرة لحث مجموعات سورية مسلحة حليفة له، لخوض المعارك بدلاً عن القوات التركية في عفرين.


إقرأ أيضاً: تركيا تدعي “تحييد” أكثر من 50 عنصر للنظام السوري


وأشار إلهان تانير، مدير تحرير القسم الإنكليزي في موقع أحوال تركية، إن أنقرة حضرت أعداداً كبيرة من المنتمين إلى الميليشيات السورية خلال العمليات التي شنتها عبر الحدود على سوريا منذ سنة 2016، وفي ليبيا خلال الفترة الأخيرة، وهي تعتمد نفس التكتيك إلى اليوم، حيث اختارت إرسال مسلحين سوريين إلى إدلب، لكنها قررت إرسال المزيد من العربات المدرعة كتعزيزات.


وأشار تانير في تصريح لـ ”صحيفة العرب اللندنية” أن حكومة أردوغان تراهن على المسلحين السوريين وتعتمد عليهم أكثر من الجنود الأتراك حتى تتجنب عواقب خسارة المنتمين إلى صفوفها، ما قد يدفع إلى هز مكانة الرئيس السياسية الهشة. في المقابل، لا يهتم أيّ مواطن تركي بحصيلة القتلى في صفوف المسلحين السوريين.


وحصر أردوغان إلى حدّ الآن نشاطه بالدفع بقوات تركية إلى المناطق السورية في حركة استعراضية تهدف إلى إظهار القوة والحزم ومحاولة تحصيل تنازلات من روسيا، لكن خياره الرئيسي في المواجهة إذا خرجت الأوضاع عن السيطرة سيعتمد على القصف الجوي والمدفعي.


ويغرف الروس والسوريون نقطة الضعف التركية، ولذلك يواصلون تنفيذ أجندة استعادة إدلب بشكل متسارع، مرسلين رسائل إنذار قوية لأردوغان من خلال استهداف أرواح جنود في نقاط المراقبة، بيما اتهم الكرملين تركيا، أمس الأربعاء، بعدم الالتزام بالاتفاقات التي أبرمتها مع روسيا “لتحييد” المتشددين في محافظة إدلب.


وأشار المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الهجمات على القوات السورية والروسية متواصلة في المنطقة، في تحدّ واضح لتصريحات الرئيس التركي الذي لوّح باستهداف قوات النظام على أكثر من جبهة وبأساليب مختلفة، وتابع بيسكوف أن موسكو لا تزال ملتزمة بالاتفاقات مع أنقرة، لكنها تعتبر أن الهجمات في إدلب غير مقبولة وتتنافى مع الاتفاق مع أنقرة، منوهاً إلى أن “تعهد الجانب التركي على وجه الخصوص، بموجب هذه الوثيقة (الاتفاق)، بضمان تحييد الجماعات الإرهابية في إدلب”.


وأردف خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف: “ما زلنا نلاحظ بكل أسف أن تلك الجماعات تنفذ هجمات من إدلب على القوات السورية وتقوم أيضا بأعمال عدائية ضد منشآتنا العسكرية”، معتبرا أن “هذا غير مقبول ويتنافى مع اتفاقات سوتشي”.


فيما اعتبرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها، أن وجود قوات ومدرعات تركية في منطقة إدلب بسوريا يجعل الوضع أسوأ بكثير، إلى جانب نقل الأسلحة والذخيرة عبر الحدود السورية – التركية.


ليفانت-تركيا

العلامات

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!