-
مهلة أخرى للسوريين بإسطنبول: تناقضات الداخلية وترحيل الشرطة وإذلال دائرة الهجرة
أضاف وزير الداخلية التركية "سليمان صويلو" شهرين إضافيين على المهلة المعطاة للسوريين، سواء غير الحاصلين على بطاقة الكيملك أو الحاصلين على كيملك من باقي الولايات، لمغادرة إسطنبول قبل نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وجاء الإعلان عن تمديد المهلة خلال لقاء متلفز أجرته إحدى القنوات الإخبارية التركية مع الوزير صويلو، منتصف ليلة الثلاثاء، متزامناً مع نهاية المهلة الأولى الممتدة بين 22 تموز/يوليو الماضي ونهاية يوم 20 آب/ أغسطس الجاري.
وكانت منظمات وجمعيات أهلية وحقوقية ممثلة بشخصيات سورية وتركية قد طالبت الحكومة بمنح السوريين المخالفين ثلاثة أشهر ليتسنى لهم تصحيح وترتيب أوضاعهم خلالها قبل مغادرة الولاية، وعودة المسجّلين منهم إلى أماكن إقاماتهم المسجّلة حسب برنامج الحماية المؤقتة.
ساد الأوساط السورية شعور بالارتياح العام فور إعلان وزير الداخلية عن تمديد المهلة، ولكن سرعان ما تبدّد ذلك الشعور لتسيطر حالة القلق مجدداً، بعد توارد باقي تصريحات صويلو، سيما عندما أكّد "استمرار عمل دوريات الأمن وتوقيف المخالفين ومن ثم إرسالهم إلى مخيمات تحددها الوزارة قبل توزيعهم على 7 ولايات، أو ترحيل بعض الحالات إلى مناطق الشمال السوري".
وأيضاً حين صرّح بأن "من يتم القبض عليه بعد انتهاء المهلة الجديدة سيعاقب بالسجن ودفع غرامة مالية".
وبمجرد انتهاء اللقاء المتلفز، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها لتفنّد وتحلل تصريحات الوزير، وهجر غالبية السوريين النوم حتى ساعات الصباح الأولى وهم يتدارسون انعكاسات تلك التصريحات.
وما أن استيقظوا بعد ساعات النوم القليلة، حتى تلقفوا تصريحاً صباحياً للوزير صويلو يقول فيه: "على غرار إجراءات إسطنبول، ولايتي بورصة وأنقرة ستكون في المرحلة المقبلة في عملية التنظيم، وهي ولايات تجاوزت استيعابها أيضا من السوريين".
وللوقوف على رأي الشارع السوري وردود أفعالهم على ما جاء في التصريحات، التقت "ليفانت نيوز" ببعض السوريين المخالفين داخل إسطنبول.
يعلّق "سفيان أبو خزامى" بالقول "كأنك يا زيد ما غزيت.. المهلة الجديدة هي أخت القديمة، بل وأشدّ فظاعة منها". ويتساءل مستغرباً "كيف يمنحنا سيادة الوزير مهلة لنغادر خلالها بإرادتنا وبنفس الوقت يقول بأن السلطات ستتابع عمليات التفتيش والتوقيف في الشوارع؟ من سيضمن لي ولأبنائي حرية التنقّل بإسطنبول خلال الأسبوع القادم قبل تسليم البيت وبيع الأثاث للانتقال بعدها إلى ولايتي الأصلية؟".
أما الشاب "عبد الباسط جمو" فيقول: "أحمل كيملك ولاية ماردين لأني دخلت متأخراً إلى تركيا بعد هروب أخي الأكبر إلى أوروبا تاركاً أبي وأمي الكبيران في السن ومعهما أختي، وجميعهم يحملون كيملك إسطنبول، وحللت بدل أخي في المعمل التركي حسب اتفاق رب العمل مع أخي قبل هروبه. والآن أنا عاطل عن العمل منذ بداية الشهر وأجلس طوال الوقت خائفاً في المنزل.. المال نفد منا ولا نملك آجار الشهر القادم، وبقي أقل من أسبوعين لتداوم أختي في مدرستها! يا جماعة والله العظيم لو يوجد عمل بماردين لكنت نقلت أهلي إلى هناك وانتهينا من هذا الامتحان".
أمّا المعلّمة "أم كرم" فتقول: "قامت التربية في السنة الماضية بنقل إقامتي من عنتاب إلى إسطنبول مع بقية المدرسين في المدارس السورية المؤقتة، وحاولنا مراراً نقل كيملك زوجي وأبنائي لكن الهجرة لم تقبل، والبارحة راجعت دائرة الهجرة مع زوجي مصطحبين كافة الوثائق والثبوتيات لكن الموظف رفض دخولنا وقام بطردنا من الباب الخارجي، ولا نعرف الآن ماذا نتصرّف".
ولدائرة الهجرة تلك حكاية طويلة مع معاناة السوريين، يحس بها كل لاجئ ولاجئة، وكل شاب وامرأة وعجوز وطفل، وكل سليم ومعاق، ممن يخضعون لبرنامج الحماية المؤقتة.
يصف أحد المراجعين، لليفانت، طريقة صياح الشرطي عند باب الدائرة، حين يأمرهم بالوقوف أو عدم الكلام أو الدخول والخروج، أو حين يأمر النساء بإسكات أطفالهن حين يبكون، فيقول "يعاملوننا كخراف أو مساجين".
يقاطعه رفيقه الجالس على الرصيف المقابل لباب الدائرة وهو يشير بإصبعه نحو أحد العناصر الواقفين داخل المبنى، ويضيف "هذا العنصر يتحدث العربية جيداً، وكلما سأله أحدنا سؤالاً ما، يهدد بوضعنا في الباص المركون بجانب الباب وترحيلنا إلى (إدلب)".
ويشكو غالبية السوريين من أداء الدائرة ومعاملة موظفيها التي يصفها البعض بـ "الإذلال والإهانة"، والبعض الآخر يُـشبّه الموظفين بـ "عناصر المخابرات السورية" نتيجة الأساليب التي يتبعونها في تعاملهم اليومي مع المراجعين.
مهلة أخرى للسوريين بإسطنبول: تناقضات الداخلية وترحيل الشرطة وإذلال دائرة الهجرة مهلة أخرى للسوريين بإسطنبول: تناقضات الداخلية وترحيل الشرطة وإذلال دائرة الهجرة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!