الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
مشروع أهلي لحل مشكلة النفايات في بيروت
مشروعي أهلي لحل مشكلة النفايات في بيروت

في ظل الأزمة السياسية التفاقمة في لبنان والتي كانت من أحد أهم نتائجها تراكم تلال القمامة في شوارع بيروت التي باتت مكبات للقمامة مكشوفة حيث لا توجد حراقات نظامية أو معامل إعادة تدوير هذه القمامة استطاع النشاط البيئي جورج بيطار من التوصل لحل


ويقول جورج بيطار: نحن (سكان بيروت) ننتج حوالي 800 طن من النفايات يومياً في بيروت وحدها. ومعظمها ينتهي به المطاف في مقالب نفايات غير قانونية، أو يتم إلقاؤها مباشرة في البحر".


في لبنان، غالبًا ما تصل النفايات البلاستيكية إلى أماكن غير مخصصة لها فتتجمع مثلا في البحر، على الشواطئ، في الشارع أو في الغابة وغيرها. ولهذا السبب ابتكر الناشط البيئي والاجتماعي جورج بيطار تطبيقا على الهاتف الجوال، يعتبر طريقا خاصا للتخلص من القمامة. فبضع نقرات تكفي لجعل أحد العمال في جمعيته "Live Love Recycle"يأتي ليأخذ القمامة البلاستيكية ويخلصك منها.


عندما عاد الشاب البالغ من العمر 32 عاما إلى وطنه بعد إقامته الطويلة في الخارج، شاهد كيف أن العاصمة بيروت مهددة بالاختناق بسبب القمامة، ويقول جورج: "قبل خمس سنوات، عدت إلى لبنان، وكانت هناك أزمة نفايات كبيرة. كنت أريد فقط إعادة تدوير القمامة الخاصة بي لتقليل تأثيري على الأزمة، ولكن لم يكن هناك أي إمكانية تقريبا" لتحقيق ذلك.


ويضيف رئيس جمعية Live Love Recycle: "ومن هنا خطرت لي فكرة: لماذا لا نؤسس خدمة مثل "أوبر"، بمعنى خدمة لنقل النفايات القابلة لإعادة التدوير؟ ومن هنا جاءت فكرة التطبيق" على الهاتف الذكي.


وهكذا صمم جورج بيطار التطبيق وأسس جمعيته. ويتلقى دعما مالياً من جهات من بينها ألمانيا، وتحديداً من وزارة التعاون الاقتصادي. وفي نهاية العام الماضي نشر السفير الألماني في بيروت غيورغ بيرغلن، على موقعه بتويتر صوراً لأفراد من جمعية جورج بيطار ومعهم "توكتوك" مجهز لجمع النفايات وكتب: "تسلمت Live Love Recycle تكاتك (جمع توكتوك) ودراجات نارية في مستودعها. ألمانيا تدعم مشروع إعادة التدوير المبتكر".


في الوقت الحالي يبلغ أعضاء فريق العمل لدى جورج بيطار 17 موظفاً، ويحصل 4500 مسكن في بيروت على الخدمة التي يقدمها. فيقوم السائق ديفيد بنقل القمامة وإحضارها إلى مصانع إعادة التدوير المحلية.


ويقدم جورج بيطار خدماته بالمجان حتى الآن، لكنه سيطلب هو وموظفوه قريباً المال من أجل التمويل المستدام. وهو أمر لم يمنع كثيرين من مواصلة الاستفادة من الخدمة ومن بينهم ميشيل، الذي يقول: "نحن ندفع ضرائب عالية دون أن نحصل على أي شيء مقابل ذلك، فإذا دفعنا المزيد قليلاً لكي يبقى المنزل نظيفاً والبلد أيضاً، سيكون ذلك مقبولاً".


يسكن ميشل في قلب حي الحمراء. وبينما كان يمسك بيده كيساً كبيرا ممتلأ بالقوارير البلاستيكية وأكياس رقائق البطاطس وعلب الكولا، أخبرنا بأنه يطلب خدمة جمع القمامة عن طريق هاتفه الذكي مرتين في الشهر وأضاف: "الدولة لا تهتم، والأولاد (يقصد العمال) هنا يقومون بعمل جيد. إنهم يحلون محل الحكومة، إن جاز التعبير".

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!