الوضع المظلم
السبت ٣٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا لو تعايشت إيران؟ ( الجزء الرابع )
خالد الجاسر

ماذا لو تعايشت إيران؟!


ومدينة "مشهد"، ثاني كبرى مُدنها، قد خرجت عن خصوصيتها الروحية والثقافية، ممزقة ثوبها المترهل للفقراء والمعارضون في ركب احتجاجات عفوية على الأوضاع الاقتصادية والسياسية و"الفقر والبطالة" شهدها العالم اشتعالاً في البلاد. بمدن: نيسابور، وشاهرود، وكرمانشاه، وقُم، ورشت، ويزد، وقزوين، وزاهدان، والأحواز، والعديد من المدن الأخرى.


ماذا لو تعايشت إيران؟!


وشعارات وهتافات مواطنيها صارخة: "الشعب بات كالمتسول"، "لا تنفقوا أموالنا على سوريا وغزة ولبنان"، "اتركوا سوريا وشأنها واهتموا بأحوالنا"، "لا لغزة، ولا للبنان، روحي فداء لإيران"، "يسقط حزب الله"، "لا نريد جمهورية إسلامية"، "استقلال وحرية وجمهورية إيرانية"، داعين بـ"الموت للديكتاتور".


ماذا لو تعايشت إيران؟!

وامتنعت عن أساليبها التي تعود عليها الأن لتسحقها أقدام الشعب العاثر بحرسها الثوري واستخدم عملاءه الأفغان (كتبية الفاطميون) لقمع المظاهرات التي وصلت حتى اليوم الثالث منها، 107 مدن من اجمالي محافظات البلاد (31 محافظة).


ماذا لو تعايشت إيران؟!

ووصفها الاحتجاجات بأنها "غير قانونية"، في الوقت الذي تناقش فيه إيران سيناريوهات عديدة بشأن مُنظمي المظاهرات، في ظل عدم منع قوات الأمن والقوات المسلحة للحرس الثوري، بأي حال من الأحوال، انتشار المظاهرات التي تستهدف جناحي السلطة الإصلاحيين والمحافظين،


ماذا لو تعايشت إيران؟!

وعدم إلقاء جناحا السلطة اللوم والاتهامات بالمسؤولية على المظاهرات كما نشرت صحيفة إيران، الناطقة الرسمية باسم الحكومة، مقالًا في صفحتها الأولى، قالت فيه: "البعض يظن أن الشعب مطية لبلوغ الأهداف"، ليوافقها إمام جمعة طهران في خطبة هذا الأسبوع: "علينا عدم ترك الفضاء الاجتماعي، حتى لا تتسلل الأفكار السامة (ويقصد بها الديمقراطية) إلى أذهان العامة" بينما قال "حسين شريعتمداري"، رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المحافظة والموالية للمرشد الإيراني علي خامنئي: "إن امتعاض الشعب من الأحوال المعيشية السيّئة، هو فتنة جديدة"..


ماذا لو تعايشت إيران؟!

واحترمت مُجتمعها الرافض لقرار رفع أسعار البنزين لتكون ردوده سلبية واسعة من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك بعض نواب البرلمان الإيراني والمسؤولين الحكوميين، وكأنه قرار "إضرام النار في حياة الفقراء".


ماذا لو تعايشت إيران؟!

وأحداثها عبر السنوات الـ 20-30 الماضية، وخاصة الأيام الأخيرة قد أتمت جرائم الإنسانية بالفعل على مدار 40 عامًا مضى باستمرار، وفي سجلهم 120 ألف عملية إعدام سياسي بما في ذلك مجزرة عام 1988، ليأكلها طوفان 15 ساعة فقط مظاهرات، حرقت 110 مركز شرطه، وحطمت خمس سجون كبيره فيها 172 الف معتقل، أكثرهم سياسيين مُعارضين للنظام الجائر، وحرقت خمس مصارف تابعه لألوية الحرس الثوري، وفر من الجيش أكثر من 150 ألف جندي تركوا وحداتهم وذهبوا إلى جهات مجهولة، بعد حرق أربعة تماثيل لخميني الدجال، وثلاثة لعلي خامنئي، وحرق 2702 عجله تابعه إلى الشرطة والحرس الثوري.


ماذا لو تعايشت إيران؟!

وأبعادٍ احتجاجاتها قد اكتسبت سياساتها التعالي على المستويات القانونية والاجتماعية والاقتصادية، جراء التقارب الذي توقف بين جناحي السلطة في إيران (المحافظ والإصلاحي) خلال عهد روحاني، قد أجج الاحتجاجات ضدهما على حد سواء، فهل يجب طرد هذا النظام من المجتمع الدولي، وتقديم خامنئي وروحاني والآخرين من قادة هذا النظام للعدالة لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، أم ستتعايش إيران؟!.




كاتب سعودي

العلامات

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!