الوضع المظلم
الأحد ١٢ / يناير / ٢٠٢٥
Logo
  • قوات سورية الديمقراطية بين استعطاف الغرب للانفصال،، والاعتداء على المدنيين

قوات سورية الديمقراطية بين استعطاف الغرب للانفصال،، والاعتداء على المدنيين
نتانيا مردخاي

 كان تصريح مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطيه في الجناح العسكري الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا رفض اي مشاريع انقسام تهدد سوريا.

من هي قوات سوريا الديمقراطيه؟ او اختصار (قسد)، عَرّفت نفسها انها تكتل وطني لكل السوريين يضم الاكراد والعرب والتركمان والسريان لكن اظهرت التقارير على الساحة ان العمود الفقري لهذا التكتل العسكري هو من الاكراد حصراً وان انضمام العرب والسريان لم يكن الا عن طريق التعسف الجبري  بسبب سيطرة القوات الكرديه على المراكز الحكومية في شمال شرق سوريا خلال الثوره السوريه وبسبب دعم الامريكان للاكراد لتحقيق حلمهم لإقامة دوله قوميه لهم فساعدهم الدعم العسكري الامريكي بالسيطره على مؤسسات الدوله في شمال شرق سوريا.

شاركت قوات قسد في معارك ضد تنظيم الدولة بالمشاركة مع التحالف الدولي وفصائل سورية اسلاميه عديدة، لم تكن هزيمه تنظيم الدوله الاسلاميه على يد قوات سوريا الديمقراطيه فقط بل كان بسبب ضربات التحالف الدولي واشتراك الفصائل السوريه الاسلاميه المعتدله ايضا.

الاكراد وحلم التقسيم...

حتى نُفصل عن هذا الموضوع نحتاج لدراسة الارض السوريه الآرامية لتاريخها وشعوبها المتواجدة عليها منذ الاف  السنين، يعيش الاكراد كجزء من سوريا كغيرهم من الامم الاخرى مثل السريان والاشور والكلدان والارام والمسيحيه والكنعانيون القدامى والعرب الذين يشكلون غالبية المكون السوري. وكانت سوريا على مر السنين يتعايش فيها جميع ابنائها بمختلف ثقافاتهم ولغاتهم التي يتحدثون بها ضمن مناطقهم ويخصص لهم عطلة رسميه لكل فئة منهم على حسب اديانهم، فكان الاشور في مناطق شرق سوريا يتخذون من يوم الاحد عطله رسميه لهم ويوم السبت عطله رسميه لليهود ويوم الجمعه عطله المسلمين الرسمية واللغه العربيه هي اللغه الرسميه الكلاسيكيه في الجامعات والمدارس والمراكز الحكوميه.

 وعلى الرغم من ان الاكراد يمثلون جزءا من سوريا الا انهم ليسوا العرق الوحيد الذين يعيشون على ارض سوريا فالاشور والسريان والارام والكنعان والفينيق والعرب واليهود كانوا اقدم الاعراق التي عاشت على ارض سوريا منذ الاف السنين وان مطالب الانفصال الكردي عن سوريا قد يتسبب في عدم تحقيق العداله والمساواه بين بقيه مكونات الشعب السوري.

وعدا عن ان شمال شرق سوريا ذو غالبية عشائرية عربية واشوريه مسيحيه فقد يترتب على ذلك انشاء حدود جديده داخل سوريا مما قد يؤدي الى صراعات عسكريه لا نهايه لها بين العرب والاكراد والاشور والتركمان والسريان الذين سيرغبون بدورهم في الاستقلال ايضا واقامة دولة انفصالية لهم على ارض سوريا،

وليس ببعيد ان يطالب الاشور بدعم مسيحي اوروبي بانفصال عن المناطق التي يسيطر عليها الاكراد في شمال شرق سوريا.

اذاً فالانفصال على ارض الشام، يعني حروب وصراعات لانهاية لها.

ولا يخفى ان الانفصال الكردي عن سوريا لا يحمل فقط تداعيات سياسية وجغرافية بل يتعدى  قضايا اقتصادية فالاراضي التي ُيطالب الاكراد بالانفصال عنها تشمل العديد من المناطق الغنية بالموارد الطبيعية مثل النفط والمياه فقد َظهرت نوايا القوات الديمقراطيه عندما قدّمت مطالبها عندما اجتمعت مع القياده الجديده  باحتكار  20% من النفط السوري وكان هذا المطلب غير شرعي لان النفط مورد وطني سوري يستفيد منه الشعب السوري بكافة اطيافه واعراقه.

استقطاب الغرب تكتيك سياسي.

 لطالما استخدم بعض قادة قوات سوريا الديمقراطيه اسلوب الاستعطاف لاظهار انفسهم كضحايا لصراعات لم يختاروها من خلال تكرار قصص تعرضهم للاضطهاد والتهميش من قبل النظام السوري والتضخيم للمعاناة بانهم تعرضوا لجرائم الاباده الجماعيه من قبل الحكومه السوريه، ولا يخفى على المتابعين ان النظام السوري مارس الابادة الجماعيه بحق جميع اطياف الشعب السوري والاضطهاد فلم يفرق بين المسلم والمسيحي واليهودي في ظلمه  ولا بين عربي واشوري وكردي وسرياني وارامي، ومن الامثله تلك المبالغ فيها لمعاناة الاكراد في المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدوله داعش ففي الوقت الذي كان فيه الجميع في المنطقة يعانون من هجمات داعش ثم تصوير الاكراد على انهم الهدف الرئيسي لهذا التنظيم.

ومن خلال هذا التصوير سعت الاحزاب الكرديه الى الحصول على دعم عسكري ومالي ضد تنظيم داعش وتم تقديم الاكراد على انهم (الحلفاء المثاليون) في المعركه ضد الارهاب الذي كان  في الاصل صنيعة  امريكية.

 من محاربه الارهاب الى محاربه الشعب السوري وتهريب السلاح لداعش.

بينما يسعى الاكراد الى كسب دعم الغرب وعلى راسهم امريكا فانهم يفتقدون التاييد من بعض الدول الاخرى مثل ارمينيا وتركيا التي تعتبر الجماعات الكرديه امتدادا لحزب العمال الكردستاني وتنظر اليهم كتهديد للامن القومي التركي وقامت تركيا مؤخرا بتنفيذ عده هجمات على مواقع حزب العمال كردستاني في الوقت الذي اعلنت قصد عبر وسائل الاعلام انها ستقوم بتنظيم احتجاج مدني عند سد تشرين بذريعة حماية السد الذي يعتبر منطقة مشتعلة بالمعارك ووفقا للعديد من المصادر تخطط قسد لتوريط المدنيين واستغلالهم كدروع بشريه اضافه الى تهديدها للعاملين والموظفين المدنيين بعقوبات مثل  الحرمان من حقوقهم واقتطاع جزء من رواتبهم ان لم يشاركوا في الاعتصام وفي تاريخ 1/7/2025 سقط ضحايا مدنيين في استهداف تركي عسكري لمناطق تحت سيطره قسد وقالت بعض المصادر بأنهم مدنيين أُخبروا على الخروج الى الاعتصام فكانوا هدفاً للقوات التركيه ولا زالت قسد تستخدم ورقه داعش امام الغرب لتظهر بصورة البطل المحارب للارهاب والاستغلال الدعم المالي والعسكري من امريكا واوروبا فبعد تخلي التحالف الدولي عن قصد وخوفها من تهميشها بعد سقوط الاسد، اكد شهود من الاهالي بتهريب كميات كبيرة من الاسلحه لتنظيم الدولة  عبر منطقة الرصافه جنوب غرب الرقم من خلال شبكة عملاء مرتبطة بقسد في المنطقة من اجل اعاده السيناريو القديم، وتقديمها دولياً مرة اخرى  على كونها البديل للغرب ولامريكا في محاربة الارهاب في الشرق الاوسط.

وعلى الرغم من ان المباحثات بين الحكومة الجديدة وقيادة قسد كان نتائجها، ان لا تقسيم لسوريا باي شكل ولا فيدراليه ولن نسمح بأي شكل ولافيدرالية ولن يُسمح ان  تُشكل سوريا منصة انطلاق لهجمات حزب العمال الكردستاني ضد تركيا على اعتبار ان امن سوريا هو امتداد لامن تركيا.

 والسؤال الذي يطرح نفسه، من الذي سيحمي السوريون العرب وحتى الاكراد الرافضين للانفصال  والاشور في مناطق شمال شرق سوريا  من الجرائم التي تفتعلها قوات قسد و عمليات السرقة والسطو من قوات ما يسمى (تحرير عفرين)  واطلاق الرصاص عشوائياً على المدنيين من النساء والاطفال واختطاف الشبان، وقتل المدنيين الذين ظلت جثثهم في الشوارع في ريف حلب، والاستيلاء على منازل المسيحيين الاشوريون من قبل قيادات الادارة الذاتية لقسد.

نتانيا مردخاي - ليفانت

كاريكاتير

لن نسمح بوجود الارهاب على...

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!