الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • قتل وتشويه الأطفال وتحضيرات لضمّ عفرين.. مهجرون يسردون لليفانت مآسيهم وخوالجهم

قتل وتشويه الأطفال وتحضيرات لضمّ عفرين.. مهجرون يسردون لليفانت مآسيهم وخوالجهم
عفرين

يبحث المهجّر عبد الرحمن عن بارقة أمل ليعالج عائلته التي شوهها القصف التركي، ويناشد المنظمات الدولية لمساعدته في علاج عائلته، وهُجّر عبد الرحمن بسبب استمرار الانتهاكات في عفرين، وإنشاء المستوطنات، فضلاً عن الخطف والقتل والحرائق، حيث يرى أهالي عفرين أنفسهم مجبرين على الفرار من ديارهم والنزوح إلى منطقة الشهباء (شمال حلب)، خوفاً من بطش الميليشيات المسلحة التابعة للجيش التركي، والتي تسمي نفسها بـ"الجيش الوطني السوري". 


اقرأ أيضاً: في عفرين.. محاصيل السكان الأصليين تحت رحمة مُسلّحي أنقرة وذويهم


ويعاني المهجرون في منطقة الشهباء من ظروف قاسية، فمعظمهم فقدوا ما كانوا يملكونه في عفرين، وبسبب تواجدهم في مناطق النظام، تصعب وصول المساعدات الإنسانية إليهم، وتزداد أعدادهم جرّاء سياسة الأخونة والتتريك التي يعتمدها الأتراك وحلفاؤهم السوريون في عفرين.


مأساة عبد الرحمن وعائلته


اضطرت عائلة عبد الرحمن علي، من سكّان ناحية جندريسة بريف عفرين إلى النزوح باتّجاه الشهباء، أثناء غزو القوات التركية لمنطقة عفرين، مُناشداً عبر ليفانت نيوز، المنظمات بحرقة، راوياً بغصة مأساته ووفاة طفله الذي قُتل إثر الهجوم التركي على عفرين، وأطفاله الآخرين الذين تسببت لهم الهجمات التركية بإعاقة دائمة، بجانب مأساة زوجته وحاجة أولاده للعلاج.



كيف حصلت القصة؟


ويسرد عبد الرحمن لـ ليفانت النتائج الكارثية للغزو التركي على منطقة عفرين (ذات الخصوصية الكردية شمال غرب البلاد)، والتي تختصر ما حلّ بالمنطقة، منذ العشرين من يناير العام 2018، إبان ما سمي بعملية غصن الزيتون، فيقول: "هاجمتنا تركيا بالقذائف والصواريخ والطيران الحربي، ووصل عدد الطائرات التي كانت تقصف مدينة عفرين آنذاك إلى ٧٢ طائرة، وقام الطيران التركي بقصف ناحية جندريس بشكل وحشي، فاضطررنا للخروج أنا وعائلتي إلى مدينة عفرين".


لكن النزوح الداخلي لم ينقذهم من القصف، متابعاً: "عندما وصلنا إلى عفرين كان القصف يستهدف عفرين أيضاً، وذهبت إلى السوق لجلب الطعام لهم، وعندما عدت رأيت أفراد عائلتي جميعهم كانوا مصابين".


اقرأ أيضاً: “العمشات” تستولي على أراضٍ زراعية في ريف عفرين


كانت صدمة عبد الرحمن قوية، لأنّ ذلك لم يتسبب بتشوه وإعاقة أطفاله فقط، بل قتل طفله الصغير، فتحدث بمرارة عما حصل لأطفاله، وعن أسمائهم الجميلة التي لن تشوهها الحرب، بالقول: "طفلي الأول كارجين توفي، والثاني اسمه آفرين، وهو مقعد لأنه أصيب بشظية في ظهره، والثالث منذر، توجد صفائح حديدية في رأسه، وفقد أصابعه، وأم الأطفال أصيبت بشظية في رجلها ولا يمكننا معالجتها".


ويتابع عبد الرحمن: "يقولون إن هناك حقوق الإنسان، لا يوجد شيء اسمه حقوق للإنسان، هنا لا توجد منظمات تساعدنا فماذا نفعل؟ دمروا منازلنا وتم تهجيرنا قسراً".


يُطالب عبد الرحمن المهجر في الشهباء، كغيره من الذين دفعوا ثمناً باهظاً جراء الحرب "المنظمات الدولية" لمساعدته على تأمين العلاج اللازم لهؤلاء الأطفال.


اقرأ أيضاً: وسط التشديد على المدنيين وإطلاق العنان للمُسلحين.. التفجيرات تعود لعفرين


ويعاني المهجرون في الشهباء من ظروف إنسانية قاسية وأوضاع معيشية صعبة، إذ فقدوا كل ما كانوا يملكونه في عفرين للنجاة بأنفسهم، بجانب قلة فرص العمل في المنطقة، إضافة إلى خضوع الدعم المُقدم من قبل الجهات الإغاثية أو الإدارة الذاتية في مناطق شرقي الفرات، لقيود ورسوم جمركية تفرضها قوات النظام السوري.


سياسة التتريك وسرقة الآثار 


من جهته، يقول المواطن فوزي مصطفى، المُهجر مع عائلته من عفرين، إن سعي الحكومة التركية إلى تغيير ديموغرافية عفرين، هو سبب ممارستها اليومية لإفراغ المنطقة من الكُرد وتعريبها أو تتريكها.


 ويتابع: "تركنا عفرين بسبب الممارسات التركية والمليشيات التابعة لها، لقد خرجت من عفرين وهجرونا، فدخلنا إلى الشهباء والآن أعيش هنا".


اقرأ أيضاً: المرصد السوري يصدر تقريراً حول التغيير الديموغرافي في عفرين


لم يتقبل فوزي الظلم المطبق في عفرين، كغيره من سكان المنطقة الأصليين الكُرد، ويتساءل تارة ويجيب مرة عن السبب، فيقول: "دمرت تركيا الأماكن الأثرية وأسسوا فوقهم أسواق، وسرقوا الأسد الميتاني، ونسبوا قصر النبي هوري القديم للدولة العثمانية، وتسعى الحكومة التركية إلى تغيير الديموغرافيا في عفرين، تحت مسميات عديدة، كالمنظمات الخيرية، ومنها القطرية والكويتية، التي تقدم الأَموال لإنشاء مستوطنات في المحمودية (حي في مركز عفرين) وغيرها".


ويستاء مصطفى من انعدام العدالة في الحياة، مستغرباً من قبول أهالي الغوطة وحمص وغيرها، لذلك، فيقول: "استوطنوا هناك في مدينتي، وأخرجوني قسراً منها، والهدف من ذلك تغيير ديموغرافية عفرين، وتهجير سكان عفرين الكُرد، وتوطين أهالي الغوطة وحمص هناك"، مفسراً الأمر بالقول إن تركيا تهدف من خلال المستوطنات، إلى توطين مهجري الغوطة والاستفادة من هؤلاء المهجرين للانتخابات التركية وللاستفتاء بضمها إلى تركيا.


مستوطنات في القرى الإيزيدية


ومؤخراً بدأ الاحتلال التركي ببناء مستوطنات في قرية شاديره الإيزيدية في ناحية شيراوا، وفي جبل قازقلي المطل على ناحية جندريسه/ جنديرس، وقراها وحي المحمودية وسط عفرين، وقرية ترنده/ الظريفة وناحية شيه/ شيخ الحديد.


اقرأ أيضاً: مليشيات أنقرة تقتل مدنيين من عفرين تحت التعذيب.. بينهم مسنة


ودعت منظمات حقوقية، من بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان، عبر بيان لها هيئة الأمم المتحدة للتدخل والقيام بواجباتها ومسؤولياتها القانونية، لإنهاء الاحتلال التركي، رافضة سياسة التغيير الديمغرافية الذي تمارسه قوات الاحتلال التركي وميليشياتها المسلحة في منطقة عفرين.


وتواصل الحكومة التركية، والميليشيات المسلحة التابعة لها، بممارسة أبشع الانتهاكات بحق سكان منطقة عفرين الأصليين، في محاولة منهم لتغيير ديمغرافية المنطقة بشتى الطرق والوسائل، إضافة لمحاولة طمس معالم المنطقة الثقافية عبر سرقة وتدمير الآثار وتشويه معالم المنطقة الحضارية. 


ليفانت-خاص  ليفانت


إعداد: ديرسم عتمان

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!