الوضع المظلم
الأربعاء ٢٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
طوفان الأقصى 7 أكتوبر 23 درساً للأوغاد
إبراهيم جلال فضلون (1)

كانت حرب أكتوبر 1973، رابع حرب تدور بين العرب وإسرائيل بعد حروب أعوام: 1948 و1956 و1967. ليخلد (طوفان الأقصى)، ذكرى لا يمكن نسيانها أن للعرب كلمة في "حرب الكرامة" أو حرب "يوم كيبور" أو "عيد الغفران"، لتكونُ لحظة فارقة تُغير واقعاً لم يتعلمه الغرب ويهود العالم المدعوم أمريكياً، فقد أعلنت حماس عن هذه العملية، ردًا على عمليات الاقتحام المتواصلة للضفة الغربية وهذا الحصار المستمر منذ سنوات طويلة لغزة، فحماس لم تدخل على الخط لكنها بهذا الإطار وهذا التكتيك الجديد يبدو أنها كانت تستعد لهذه العملية بشكل كبير بتخطيط وتدريب منوع، أين؟ ومتى؟ وكيف لم تعرف بها المخابرات الإسرائيلية ولا الأقمار الصناعية ؟

واضح من الأسلوب المختلف، من المفاجأة والمباغتة والتزامن ما بين الهجمات الجوية والبرية والبحرية مع الصواريخ، أن عمليات إطلاق الصواريخ سبقت عمليات الهجوم لشغل اهتمامات قوى الجيش الإسرائيلي أو الشرطة الإسرائيلية في اللحظات الأولى اتجاه أماكن الصواريخ أو تجاه أماكن سقوط الصواريخ لتحقيق عنصر (الاختراق)، لتكون عملية (الصدمة)، للسلطات الإسرائيلية على كافة المستويات بدءاً من رئيس الحكومة وانتهاء بمسؤولي الشرطة المحليين والجيش الإسرائيلي، حيث احتلت عناصر حماس منطقة عسكرية في زمام أو في محيط منطقة غزة مقابل امتلاك القائد العسكري قوات وقدرات لمراقبة ومتابعة ما يجري على الحدود ما بين محيط غزة أو غلاف غزة، أي في محيط يتسع لما يقترب من 100 كم جرت فيها العمليات المنوعة في أكثر من 20 موقع على الأراضي العربية المحتلة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

إذاً يجب أن تتركز جميع الجهود الدولية والإقليمية في الوقت الراهن على وقف التصعيد والعنف وممارسة أقصى درجات ضبط النفس للحيلولة دون إزهاق المزيد من الأرواح، وخروج الوضع الأمني عن السيطرة، لا سيما مع التنديد الأمريكي العجوز والاتحاد الأوروبي المريض، وأتوقع أن تبادر السلطات الإسرائيلية بالتواصل مع مصر والأردن والجهات الفاعلة لمحاولة الخروج بشكل يحفظ وجه السلطة الحاكمة في إسرائيل تجاه مواطنيها المذعورين، فالمقدمات دائما تقود إلى النتائج ما رأيناه خلال الساعات الماضية من عمليات ما تزال مستمرة في مناطق متعددة كشفت إخفاقات المؤسسة الإسرائيلية التي ستحاكم قادة أجهزتها الأمنية، وخاصة أجهزة الاستخبارات التي فشلت فشلاً ذريعاً بحكم ما رأيناه على الأرض، وقد يكون هناك جرس إنذار داخل إسرائيل بشكل عام، المدني والعسكري، لتداخلهما في المجتمع الإسرائيلي بشكل عام بحكم أن غالبية الشعب الإسرائيلي هو جزء أساسي من الجيش الإسرائيلي او من الاحتياط التي تم استدعاؤه، وبالتالي نحن أمام مرحلة ما بعد 7 أكتوبر 23، وسيحتاج الإسرائيليون لساعات طويلة لاستعادة السيطرة على المستوطنات التي نجح مقاتلو حماس في الدخول إليها وسط صعوبات يصفها جيش الاحتلال أنها صعوبات فعلية على الأرض في المستوطنات التي استردها المقاومون الفلسطينيون، وبحوزتهم رهائن أحياء ودبابات حديثة وأسلحة (مرمغت الوجه الصهيوني) بل والأمريكي الذي سانده وقد أعلنوا أنهم في حالة حرب، فهل هناك شك في أن هذه الحرب هُم من ابتدعوها؟

وبتحليل المحتوى لخطاب رئيس الحكومة ووزير الدفاع الإسرائيلي ما هي إلا عبارات منمقة لمزيد من محاكاة المواطن الإسرائيلي، وبالتالي هذا الأمر يعني أنك أيضا لا تستطيع أن تؤكد الآن كرئيس حكومة إسرائيلية أنك لم تستطع أن تسيطر على الأوضاع فلم يكن لديه أي معلومات من جانب الأجهزة الأمنية أو الاستخباراتية حصراً أو سيناريو أو تصور بما جرى على سبيل التحديد وبالتالي رد الفعل الإسرائيلي سيكون متهوراً ومتخبطاً كعادته باستخدامات منافية للإنسانية وما إلى ذلك ضد الفلسطينيين خلال العشر سنوات السابقة، ورأينا أن الحكومة الإسرائيلية هذه وما سبقتها وقفت عاجزة ولم تتجاوز نفسية وخسارة وصدمة ومفاجأة ما أحدثته هجمات يوم 7 أكتوبر 23 ورأيناهم يهربون في الشوارع دون وجود أي مظهر من مظاهر القوات الإسرائيلية.

وقد صفت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه العملية بأن حماس خططت إليها بشكل كبير ونجحت نجاحا باهرا والجيش الإسرائيلي (فاشل) فطبيعي ما يجري وكان مخططاً له وأظهر ترابط فصائل المقاومة مجتمعة في قطاع غزة بغرفة عمليات مشتركة وتكتيك عالي واختيار التوقيت المناسب، بعد عجز المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه ما تقوم به سلطات الاحتلال ضد فلسطين حوار وفي نابلس وفي جنين وفي غزة والقدس إذا هذا يؤكد أن حل الدولتين (انتهى.. انتهى بالثلاثة) وانتهى التعامل مع هذه الحكومة الهشة ومنظومتها الأمنية الهشة التي هي أضعف من بيت العنكبوت، فيجب أن نعي أنه لا يوجد حلول إسرائيلية عربية على حساب الشعب الفلسطيني وأن أي هروب إسرائيلي مدعوم بأمريكا تجاه التطبيع مع بعض الدول العربية لا يمكن له أن يجد (لا أمن ولا أمان في الشرق الأوسط) طالما أن هنالك احتلال المعادلة مفهومة.

هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لم تستطيع أن تقتحم مخيم جنين، وهو لم يتجاوز كيلو متر مربع هل تستطيع أن تقتحم قطاع غزة؟ أعتقد أن مفهوم الاقتحام انقلب كالسحر على الساحر والآن الفصائل اقتحمت مُستعمرات ومستوطنات إسرائيلية وأسرت إسرائيليين ومستوطنين وجنود إسرائيليين وأليات عسكرية، وهو ما يجعل الصهاينة عاجزين أمام الرد الثوري، مما يدل أنه احتلال (هش) تم كسر كرامته منبهراً في (جيم وحوارا ونابلس وغزة والقدس) ورفعت من معنويات شعبنا الفلسطيني والعربي، لأن القدس خط أحمر والمسجد الأقصى خط أحمر، مهما توالت المشاورات وأعضاء الكابينات واعضاء المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمنية والسياسية وهُم أعضاء الذين لا يتمتعون بالخبرة العسكرية الكافية بعكس سابقيهم ممن كانوا ذات خبرة  في السلك الأمني، مما يجعل قراراتهم غير محسوبة بل لا تأتي بالجديد.

بالفعل كان فناً حربياً وعملاً عسكرياً مُبدعاً هدفهُ الردع وبدء عملية سلام تفاوضية، قد يُنهي الغرور الإسرائيلي سياسيا، فتحية لأبطال طوفان الأقصى، ورحم الله من شهدائنا وذكرى لم ولن ننساها أبد الدهر.

ليفانت - إبراهيم جلال فضلون

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!