-
شويغو: تم تحديث 300 نموذج من الأسلحة بعد اختبارها في ظروف حرب حقيقية في سوريا
أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اختبار معظم الأنواع الجديدة من الأسلحة الروسية خلال العمليات العسكرية في سوريا، والتي كانت في الوقت ذاته بمثابة "كلية حربية" أتاحت فرصة لاكتساب كبار ضباط وصف ضباط الجيش الروسي خبرة قتالية "في ظروف حرب حقيقية"، بفضل مشاركتهم في تلك العمليات. تصريحات شويغو بهذا الصدد، والتي أدلى بها ضمن حوار موسع مع صيحفة "موسكوفسكي كومسوموليتس"، ليست الأولى التي يتحدث فيها مسؤول روسي عن استغلال العمليات في سوريا لاختبار وتحسين منظومات الأسلحة الروسية الحديثة، إلا أن شويغو زاد عن ذلك حين دافع بطريقته عن مواصفات وقدرات الأسلحة الروسية الحديثة، في إطار الترويج التجاري لها، وذلك حين رسم صورة لـ "العدو" الذي استخدمت روسيا ضده تلك الأسلحة في سوريا بأنه قوي ويمتلك أحدث أنواع الأسلحة.
في الحوار بين الصحفي من "موسكوفسكي كومسوموليتس" ووزير الدفاع سيرغي شويغو، برز توافق بين الاثنين بشأن الفائدة الكبيرة التي حصلت عليها القوات الروسية منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا. هذا ما يتضح من صيغة سؤال كان المدخل إليه تأكيداً بأن "نشاط القوات الجوية الفضائية الروسية خلال سير الحرب الأهلية في سوريا أضاف الكثير من الهيبة لقواتنا المسلحة"، وبعد هذه المقدمة جاء السؤال: "هل يمكننا اعتماداً على هذا المشهد (العملية السورية) الذي شارك فيه عدد كبير لكن محدود من جانبنا أن نحكم على الوضع العام في قواتنا المسلحة؟". واستهل شويغو إجابته بتضخيم "قدرات الخصم" الذي واجهته القوات الروسية، وقال: "يخطئون جدا أولئك الذين يعتقدون أننا خضنا المعارك في سوريا مع فئة من المقاتلين البدائيين المتشددين".
وعلى الرغم من أن القوات الروسية قامت بصورة رئيسية بتقديم الدعم للنظام السوري في عملياته ضد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية التي لا تملك أسلحة قوية وحديثة، قرر وزير الدفاع الروسي تجاهل تلك الحقيقة والتركيز على إرهابيي "داعش"، وقال إن القوات الروسية "حاربت ضد منظمة إرهابية ضخمة فيها آلاف المقاتلين"، ووصفها بأنها "منظومة تحظى بدعم دول محددة مهتمة بزعزعة الاستقرار في المنطقة"، وانتقل بعد ذلك لعرض القدرات العسكرية التقنية الهائلة لدى تلك "المنظمة"، لافتاً إلى أن "الإرهابيين كانت لديهم مئات الدبابات، والراجمات، والعربات المدرعة ومئات آلاف الأطنان من الذخائر، اغتنموها خلال السنوات الماضية من القوات العراقية والسورية. هذا فضلاً عن مئات الجهاديين الانتحاريين، وأحدث التقنيات بما في ذلك أنظمة الاتصالات ومعدات الاستطلاع".
ويبدو أن العملية في سوريا كانت بمثابة مدرسة للقوات الروسية ومختبراً لتجريب الأسلحة الحديثة. ووفق تصريحات شويغو اكتسب خبرة قتالية في سوريا، قادة الأفواج والأولوية وقادة الجيوش (القوات الروسية من عدة جيوش)، وقادة القوات في الدوائر العسكرية الفيدرالية، ورؤساء الهيئات الإدارية المركزية في وزارة الدفاع الروسية، وحتى "أعضاء الهيئات التدريسية في جميع المؤسسات التعليمية العسكرية العليا" كل هؤلاء "اجتازوا التجربة السورية" وفق تعبير شويغو، الذي تابع في السياق ذاته وأكد أن "90 بالمائة من أفراد القوات الجوية الروسية، والتي تشمل قادة وفنيي القاذفات والمقاتلات والقاذفات بعيدة المدى وطائرات النقل، مروا عبر العمليات القتالية في سوريا"، موضحاً أن "بعض الطياريين نفذوا 150-200 طلعة قتالية"، أي أنهم تمكنوا من تطوير مهاراتهم القتالية خلال العمليات في سوريا، هذا فضلاً عن"الفنيين والعناصر المسؤولين عن تحضير الطائرة قبل الإقلاع على الأرض"، والذين اكتسبوا هم أيضاً خبرة في سوريا.
كما أكد شويغو اختبار أحدث أنواع الأسلحة الروسية في سوريا، وإدخال تعديلات على بعضها وسحب البعض الآخر من الانتاج، نتيجة تلك الاختبارات، وقال إن "الرئيس (بوتين) كان يصدر التعليمات مباشرة لتعديل أو تحسين مواصفات محددة في الأسلحة بناء على نتائج العمل في سوريا"، لافتاً إلى أنه نتيجة "الخبرة المكتسبة في سوريا" أي نتيجة تجربة الأسلحة خلال العمليات في سوريا "تم تحديث 300 نموذج من الأسلحة، وسحب 12 نموذجاً من الأسلحة الواعدة، من الانتاج ومن الخدمة في القوات الروسية"، وكانت صواريخ "كاليبر" المجنحة، ضمن الأسلحة التي خضعت لتعديلات بغية تحسين أدائها، بعد اختبارها في "العملية السورية".
وحسب تصريحات مسؤولين روس، ساهمت استخدام الأسلحة الروسية في سوريا بزيادة الطلب على تلك الأسلحة. وفي تصريحات له في فبراير عام 2017، وصف سيرغي تشيميزوف، مدير شركة "روستيخ" الحكومية العملية العسكرية الروسية في سويا "دعاية مجانية" للأسلحة الروسية، وقال إنها "أثرت بصورة إيجابية على مبيعات الأسلحة الروسية".
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!