الوضع المظلم
الأحد ٠٦ / أكتوبر / ٢٠٢٤
Logo
سوريون في برلين يختارون مصر كوجهة جديدة فما الأسباب؟
آلاف اللاجئين السوريين يعودون إلى سوريا خلال العيد ليفانت نيوز

طبيب سوري يتقن اللغة الألمانية وانخرط في سوق العمل هناك، ورغم ذلك قرر مغادرة ألمانيا والانتقال إلى مصر. هكذا يكون وضع بعض السوريين في برلين. فما الذي جعل من مصر وجهة مثيرة للاهتمام بالنسبة للمهاجرين السوريين؟

عشر سنوات مرت على رحيل الطبيب السوري "عبدالله" - اسم مستعار - إلى ألمانيا، ويبدو أنه الآن عازم على ترك العاصمة الألمانية. لكن وجهته ليست مسقط رأسه في حلب، بل هي مصر، التي أصبحت ملاذًا للمهاجرين السوريين الذين يحملون جنسيات أوروبية.

زميله، قبل بضعة أشهر، انتقل هو وعائلته من برلين إلى القاهرة، متبعًا أثر العديد من الأسر السورية التي تركت دولًا مثل السويد وألمانيا وتركيا، وفقًا لتوثيق "مهاجر نيوز" خلال العام الماضي.

لذا، بدأ الطبيب الشاب في معادلة شهادته ليتمكن من ممارسة طب الأسرة بسهولة في القاهرة، والآن ينتظر زيارته الأولى لتقييم الوضع. "قد نجد سحرًا هناك ونقرر البقاء"، يقول "عبدالله"، الاسم المستعار الذي اختاره لنفسه.

أما "ياسمين خليفة"، فقد غادرت بالفعل في أغسطس الماضي رفقة زوجها الطبيب الأسنان وأطفالهما بعد 15 عامًا في ألمانيا. تقول: "لم يعد هناك شيء يربطني بتواجدي هنا... رغم جهودنا للتكيف على مر السنوات وحصولنا على الجنسية الألمانية، إلا أننا نشعر بأننا لسنا مرحبين، ونُعامل كأننا أجانب".

اقرأ المزيد: المقدم محمد ديري يُكلَّف بقيادة الفيلق الثالث في الجيش الوطني المعارض

كانت لديها دوافع أخرى لاستكشاف التجربة المهاجرة من جديد، حيث قالت: "مستوى التعليم في المدارس الألمانية يتراجع، بالإضافة إلى رغبتي في الحفاظ على الهوية العربية لأطفالي". وكانت أمامها خياران: الإمارات، حيث عائلتها، أو مصر، حيث درس زوجها الطب لمدة 6 سنوات قبل قدومهم إلى ألمانيا. اختارا في النهاية مصر، الملقبة بـ "أم الدنيا".

وبعد تحديد مدرسة ألمانية في القاهرة لأطفالهما، رحلت الأسرة وانضمت إلى الحياة في القاهرة. قالت ياسمين: "لم نكن قد أعددنا شيئًا، انتقلنا قبل أسبوع من بداية الدراسة".

 

وعند وصول ياسمين إلى القاهرة مع أطفالها لأول مرة، قالت: "نعم، لم أكن قد جئت من قبل إلى القاهرة، ولكنني تخيلت الحياة هنا وعرفتها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. حتى في الواقع، تشعر بأنك مرحب به ويتم اندماجك في المجتمع، هذا ما لم نشعر به في ألمانيا".

والآن، يعمل زوجها على فتح عيادته الخاصة في القاهرة، في حين تبحث ياسمين عن عمل كمدرسة للرياضيات في إحدى المدارس الألمانية.

وعلى الرغم من مرور السنوات على الهجرة الكبيرة للسوريين إلى أوروبا واستقرارهم في مجتمعاتهم الجديدة، يجد بعضهم تحديات التكيف الطويلة مع الثقافة الغربية. لذا، يفكر بعضهم في الانتقال إلى بيئة جديدة. 

 

لكن مخاوف الطبيب "عبدالله" تتعدى مجرد الاقتصاد، حيث يعتبر أن "المزاج العام والمناخ السياسي في ألمانيا، خاصة بعد تصاعد التوترات الناجمة عن حرب غزة الجارية، والتحديات المستقبلية المتوقعة للمهاجرين المسلمين، لم يعد يشجع على البقاء هنا". يعبر الطبيب السوري-الألمان عن رغبته في توفير بيئة إسلامية آمنة لأطفاله.

تعلق نائبة مدير مركز "لايبنيز" للشرق الحديث، الدكتورة سونيا حجازي، على أن "البيئة السياسية في ألمانيا قد تثير قلق الجاليات العربية المسلمة بسبب الأحداث الجارية والتطورات المستقبلية المتوقعة، خاصة بعد هجمات حماس على إسرائيل". وتشير إلى أن الحكومة الألمانية تعبر عن حاجتها للمهاجرين المتعلمين، ومع ذلك، فإن الرأي العام لا يظهر دعماً إيجابياً لهم، وقد أعرب العديد من الأشخاص من أصل عربي في ألمانيا عن استياءهم من عدم وجود استجابة فعّالة على مستوى الولايات لدعوة الرئيس فرانك فالتر شتاينماير للابتعاد عن معاداة السامية والتنديد بجماعة حماس المتطرفة.

وتوضح حجازي أن الأحزاب اليمينية في أوروبا تزيد من قوتها وتحقق المزيد من الانتصارات في الانتخابات، مما يؤدي إلى تصاعد المواقف المعادية للأجانب وكراهية الإسلام والعرب. وتحذر من أن ذلك قد يمتد حتى إلى المسيحيين العرب، مشيرة إلى أنه "قد لا يشعر الأفراد بالراحة حتى في استخدام اللغة العربية في الأماكن العامة".

ليفانت : المهاجرون نيوز

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!