الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • رحيل أحد مؤسسي الحركة الكردية في سوريا.. عبدالحميد درويش

رحيل أحد مؤسسي الحركة الكردية في سوريا.. عبدالحميد درويش
رحيل أحد مؤسسي الحركة الكردية في سوريا.. عبدالحميد درويش

توفي اليوم الخميس المناضل السوري عبد الحميد درويش أحد مؤسسي الحركة الكردية في سوريا، ومن أحد المناضلين القدامى في الحركات الوطنية السياسية السورية.


هذا وأعلن الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا وفاة سكرتير الحزب والسياسي الكردي السوري عبدالحميد درويش في مسقط رأسه محافظة الحسكة، شمال شرق سوريا.


أسس عبد الحميد حاج درويش من مواليد 1936 قرية منطقة الدرباسية في محافظة الحسكة عام 1955 جمعية ثقافية كردية في سوريا مع كل من عثمان صبري وحمزة نويران وعدد آخر من المثقفين والسياسيين الكرد في سوريا، وبعد عام تماماً، أسس أول كيان سياسي كردي في سوريا سنة 1957، وساهم بكتابة نظام هذا الكيان السياسي الداخلي باللغة الكردية إلى جانب بعض الدراسات الأخرى بالكردية وبالتعاون مع الدكتور نورالدين ظاظا والرئيس العراقي الراحل جلال طالباني عندما كان متواجداً في دمشق.


اعتقلته الحكومات السورية مرات عديدة. يقال عن عبدالحميد درويش زعيم الحزب التقدّمي الديمقراطي الكردي في سوريا "جلال طالباني" كُرد سوريا، ساهم في تأسيس "إعلان دمشق" وكان جزءاً مهماً منه، كانت مطالبه واضحة بشأن الحقوق الثقافية والسياسية والقومية الكردية. دعاه الأسد الابن عدة مرات لدمشق لمحاورته، لكنه رفض ذلك، وكان من أوائل المعارضين الكرد المناصرين للثورة السورية ومطالب الشعب السوري.


شارك درويش في تأسيس "التحالف الكردي الديمقراطي في سوريا" إلى جانب خمسة أحزاب كرديّة سوريّة أخرى. لكن عقليته العشائرية وتعامله السلطوي أدى إلى انشقاق القياديان عزيز داوود وطاهر سفوك عنه، مع كتلة عدد من الكوادر ليؤسسوا حزباً جديداً. استلم شقيقه صلاح درويش رئاسة مكتب الحزب في إقليم كردستان العراق سنة 2005، لتبقى العقلية العشائرية لديه الطاغية على الحزب ومن ميزاتها الأساسية.


يعتبر عبدالحميد درويش علاقاته المتواصلة مع النظام السوري جزء من التفاوض والحوار السياسي المستمر بينه وبين النظام في دمشق. وحزبه في مرمى الكثير من اتهامات العلاقة مع النظام السوري. ولكن الرجل، لم ينفِ الاتصالات مع النظام، وذلك لإقناع النظام بمنح الكرد حقوقهم القوميّة والسياسيّة حسب رأيه.


ساهم في التأسيس المجلس الوطني الكردي السوري في أكتوبر 2011، ومن مؤسسي العلاقات الوطيدة بين المجلس الوطني الكردي والائتلاف السوري المعارض، إلى جانب تأسيسه لعدة منتديات وورش سياسية معارضة في الأعوام الأولى من عمر الثورة السورية. لكنه فشل في ضم الإدارة الذاتية الممثلة بحزب العمال الكردستاني في المناطق الكردية بسوريا إلى الائتلاف.


رويداً رويداً بدأ عبدالحميد حاج درويش بالتفكير لفتح قنوات جديدة مع النظام السوري والحوار معه عبر قنواته الخاصة، فعاد درويش إلى قامشلي قادماً من كردستان العراق عام 2015 بكرنفال احتفالي، وبعد زيارات مكوكية له لكل من "جميل بايق" الرجل الثاني في حزب العمال الكردستاني بقنديل، وممثلية حزب الاتحاد الديمقراطي في السليمانية بكردستان العراق، ليعلن بعد ذلك عن انسحابه هو وحزبه من المجلس الوطني الكردي المعارض وبالتالي من الائتلاف الوطني السوري المعارض.


تقرّب عبدالحميد درويش من روسيا الاتحادية والمعارضة الداخلية المرتبطة بها وبالنظام السوري، فقام بزيارة موسكو ولقاء ميخائيل بوغدانوف وزير الخارجية الروسي، واستقبل عدة منصات سياسية داخلية في القامشلي للحديث عن الوضع السياسي والعسكري في سوريا، ووضع القضية الكردية فيها.


ويبقى درويش لدى الكرد السوريين خاصة والسياسيين السوريين عامة، أحد رموز العمل السياسي في سوريا، ومن مؤسسي أهم الكتل السياسية الوطنية العاملة في الشأن الكردية والسوري بشكل عام.


ليفانت

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!