-
خبير عسكري يوضّح لـ"ليفانت" التخاذل التركي في معارك إدلب
في أقصى الشمال السوري دُقت طبول الحرب والسياسة، وتنتظر إدلب الخضراء مصيرها, ولكن هذه المعركة مختلفة عن سابقاتها كونها أخر معقل للمعارضة السورية, وتضم نحو 3 مليون سوري معظمهم نزحوا إليها من باقي المدن السورية .
حيث سيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي على عدة بلدات استراتيجية بريف إدلب الجنوبي، ضمن المعارك الدائرة ضد فصائل المعارضة في المنطقة، وأخرها كانت مدينة معرة النعمان، ليوسع النظام بذلك نطاق سيطرته على الطريق الدولي الذي يربط دمشق بحلب ويمر عبر محافظة إدلب.
وبالتزامن مع سقوط المدن والبلدات واحدة تلو الأخرى لصالح النظام وميليشياته في ريفي إدلب الجنوبي الشرقي، وآخرها، خسارة مدينة معرة النعمان أكبر مدن المنطقة، كان الجدل يتصاعد في أوساط المعارضة حول الدور السلبي لتركيا, باعتبارها الضامن للمعارضة.
وخلال لقاء أجرته "ليفانت" مع خبير عسكري, حول الأوضاع في الشمال السوري ذكر بأنه تم التواصل مع بعض قادات الفصائل الذين اجتمعوا مع الأتراك وشرحوا لهم الوضع في إدلب.
وأضاف: "الأتراك قدموا الوعود لقادة الفصائل بدعمهم ومساعدتهم في الثبات اتجاه الهجمة الروسية الحالية, وأن هذا الدعم سيكون سريعاً".
وبحسب أحد قادة الفصائل أنه توقع بأن الدعم سوف يصل قبل وصولهم إلى داخل سوريا, ولم يتفذ أي شيئ من هذه الوعود .
وحول ما دار بين الأتراك والأمريكان من مفاوضات، ذكر الخبير العسكري, أن هناك خلافات بين الأتراك والأمريكان, حيث أن الأتراك يرغبون الدعم عن طريقهم, والأمريكان يرفضون ذلك مع إصرارهم على عدم سقوط المنطقة بيد النظام وحلفاءه.
ونوّه, أن تركيا مصرة على التعامل وفقة رؤيتها الخاصة, مما عطل رغبة أمريكا بتزود الفصائل بكميات كبيرة من السلاح.
ومن جهة آخرى, صرّح مصدر من الإئتلاف السوري المعارض, أن الأتراك أصبح موقفهم صعب وعليهم إعادة النظر في اتفاقاتهم مع الروس.
وفي وقت سابق, قال وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، إنه يجب على المعارضة السورية حماية نفسها من هجمات النظام على إدلب.
مضيفاً, أن “هناك انتهاكات لوقف إطلاق النار، ولكن لا يمكننا القول إنه انهار، إذا استطعنا إيقاف هذه الانتهاكات في الفترة المقبلة يمكننا القول أننا حققنا وقف اطلاق النار من جديد”.
وتلقي بعض أطراف المعارضة السورية بأسباب الهزيمة في إدلب, على تركيا بسبب دعمها المحدود ودورها السلبي كطرف ضامن في اتفاقية "خفض التصعيد" وهي أحدى العوامل التي أدت إلى إنهيار فصائل المعارضة بشكل سريع على جبهات إدلب لصالح النظام وروسيا.
وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" بإدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري, ويمتلك الجيش التركي 12 نقطة مراقبة عسكرية أقيمت في إطار اتفاق منطقة "خفض التصعيد"
وبسبب الهجوم الحالي لقوات النظام وميليشاته، نزح عشرات الآلاف من المدنيين نحو الحدود مع تركيا، ليرتفع عدد النازحين من ريفي إدلب وحلب منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى نحو 400 ألف نازح.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!