-
جحيم العبور: مهاجرات سوريات يروين فظائع الاغتصاب والاستغلال في ليبيا
-
تكشف شهادات النساء السوريات المروعة على متن سفينة الإنقاذ حجم المأساة الإنسانية التي تواجه اللاجئات في رحلة البحث عن الأمان
كشفت شهادات موثقة لنساء سوريات على متن سفينة الإنقاذ "جيو بارنتس" عن فظائع وانتهاكات ممنهجة يتعرضن لها في رحلة الهجرة عبر ليبيا، في مسلسل من العنف والاستغلال يطال النساء والأطفال الفارين من جحيم الحرب.
وتروي آية (اسم مستعار) كيف نجت بأعجوبة من الاغتصاب في ليبيا، مؤكدة أن حظها كان أفضل من عشرات النساء والأطفال الذين تعرضوا لأبشع أنواع الانتهاكات في مراكز الاحتجاز والسجون السرية.
وتضيف نيما، وهي أم سورية، تفاصيل مرعبة عن إجبار الأطفال على ممارسات جنسية أمام عائلاتهم، وتوثيق هذه الجرائم بالفيديو في سادية تعكس وحشية المتاجرين بالبشر.
اقرأ أيضاً: ليبيا تعود لنقطة الصفر.. البرلمان يصوت لإنهاء ولاية حكومة الدبيبة
وتؤكد منظمة أطباء بلا حدود أن غالبية النساء المنقذات من البحر يحملن في أحشائهن ثمار اغتصاب تعرضن له في ليبيا أو على طرق الهجرة، فيما تعاني أخريات من صدمات نفسية عميقة تمنعهن من البوح بمعاناتهن.
وتحذر أليسون ويست، المستشارة القانونية في المركز الأوروبي لحقوق الإنسان، من تعرض النساء والأطفال المهاجرين لمخاطر جسيمة تشمل الاغتصاب والدعارة القسرية والاستعباد، إضافة إلى تجنيد الأطفال في الجماعات المسلحة.
وتوثق تقارير الأمم المتحدة انتهاكات منهجية في مراكز الاحتجاز الليبية، حيث يتعرض المهاجرون للتعذيب والعمل القسري والاغتصاب على يد الحراس، مع إجبار النساء على الدعارة لسداد "ديون" للمهربين.
وينتقد ممثل ليبي في منظمة دولية أداء جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى معاملة الأطفال فوق 12 عاماً كبالغين، وحرمان آلاف الأطفال المهاجرين من التعليم مما يدفعهم نحو التهريب والجريمة.
وتكشف إحصائيات المفوضية السامية للاجئين أن النساء يشكلن 10% فقط من المهاجرين عبر البحر إلى إيطاليا في 2023، مع تضاعف أعدادهن مقارنة بالعام السابق، فيما تمثل السوريات 6% من إجمالي المهاجرات.
ويسجل عام 2023 زيادة مقلقة في أعداد المهاجرين عبر البحر بنسبة 50%، مع وصول 157 ألف شخص إلى إيطاليا، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال غير المصحوبين بذويهم، الذين يشكلون 12% من الواصلين.
وتصدم أرقام اليونيسف الضمير العالمي بتوثيق موت 11 طفلاً أسبوعياً في رحلات الهجرة عبر المتوسط، مع تقدير عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم أو فقدوا منذ 2018 بنحو 1500 طفل، في مأساة إنسانية متواصلة.
وتبقى شهادة جمانة السورية (40 عاماً) عن المعاملة الحسنة التي لقيتها في ليبيا استثناءً نادراً في بحر من المعاناة والانتهاكات التي توثقها المنظمات الدولية والإنسانية، مؤكدة ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم المنظمة ضد أضعف فئات المهاجرين.
ليفانت-دوتش فيليه
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!